عقود الأنكحة إلكترونياً.. تهدد الزواج الثاني!

الشيخ منصور القفاري المتحدث الرسمي بوزارة العدل
بدر الدهمش
ماجد الخالدي
المحامي خالد أبوراشد
سارة الرميخان
أماني المهدي
أشجان الخالدي
منصور البلوشي
9 صور

التطور يتسلل إلينا ويدخل في حياتنا كل يوم بشكل أكبر لتسهيل العديد من التعاملات، وبدأت التكنولوجيا تتسرب في بيوتنا وعملنا. فأصبحت أغلب المعاملات الآن تتم من خلال الإنترنت. وآخر ما سيتم تطبيقه على هذا النحو ما أصدرته وزارة العدل السعودية من تطبيق برنامج العقد الإلكتروني، وهو ما يعني أنّ عصر العقود الورقية، ونقل المعلومات من دفاتر ضبط المأذون سنودعها لنستقبل التطبيق الجديد الذي ستصدره وزارة العدل قريباً، "سيدتي" تدعوكم للتعرف على آلية هذا التطبيق وآراء الجمهور بشقيه الشباب والبنات.

قبل ثلاثة أشهر تداول النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة وجود موقع إلكتروني في مصر تستطيع من خلاله الزوجة أن تدخل بيانات زوجها فتعرف إن كان متزوجاً بأخرى أم لا، وفتحت «سيدتي» مجال النقاش من مختلف الدول حول إن كانت السيدات حقاً يرغبن في تطبيق مثل هذا الموقع؟ وما أثره على المجتمع؟


الفكرة قائمة
يقول المستشار والمتحدث الرسمي بوزارة العدل الشيخ منصور القفاري، عن برنامج العقد الإلكتروني «من مشاريع الوزارة التحول الإلكتروني في كل شيء، وها هي الآن تعمل على تطبيق وتنظيم عقود الأنكحة إلكترونياً، لكن موعد الإطلاق مازال غير محدد، فالموضوع يتعلق بربط هذا بـ6000 مأذون أنكحة وبحاجة إلى تحضير تقني للبرامج، وتتمثل الفكرة في ربط هذا التطبيق بالعاملين وتحضيرهم لاستخدام التطبيق الجديد وتهيئة الكوادر وبيئة العمل الجديدة، أما آلية التطبيق، فهذا ما يجري العمل عليه، فهناك لجنة مشكلة من وزارة فنية وتقنية لدراسة الحلول المتاحة للتطبيقات والأجهزة، ويتوقف ذلك بناء على حجم المعلومات التي يتيحها مركز التعاون الوطني والتحقق من هوية الطرفين، وآليات ربط العقد وإثباته مع الوزارة، وهذا التطبيق سيخدم المرأة بالطرق التالية:


- لن يتم انتحال شخصية أخرى في الزواج، حيث من الممكن أن تنتحل واحدة شخصية أخرى، ويتم عقد القران.
- ستوفر توثيق أي نوع من أنواع الزواج الذي سيتم عقده عند مأذون سواء كان زواج مسيار أو أياً من مسميات الزواج، طالما أنه عند مأذون سيتم تسجيله وتوثيقه».


شككت بأمرها
بعدها توجهت سيدتي إلى الميدان؛ لمعرفة آراء السيدات والرجال في هذا التطبيق الجديد:
تروي معلمة الرياضيات أماني المهدي «27 عاماً» قصتها قائلة: «أنا متزوجة منذ 7 سنوات ولدي 3 أبناء، استطعت معرفة زواج زوجي بالمصادفة، فقد فوجئت بوجود مرآة صغيرة في سيارته وغيرها من الأدلة، وفي تلك الفترة حدث له حادث، وتم إجراء عملية له، وبقي في المستشفى عدة أيام، وكان زملاؤه بالعمل يترددون عليه بشكل دائم، ومن بينهم زميلة في العمل، شككت في أمرها، وطلبت من السائق أن يعطي الأغراض لها عندما تحضر إلى المستشفى، ويبلغها بأن زوجي من قام بإرسال تلك الأشياء معه، وبالفعل أخذتها منه ووضعتها في حقيبتها وظهرت أنا وواجهتها، وحينها علمت بأنهما متزوجان منذ أشهر، وطلبت الطلاق بعد شفاء زوجي».


صدمة الزوجة الثانية
أشواق العتيبي «35 عاماً» قالت: «تزوجني زوجي وأنا لا أعلم بأنه متزوج من امرأة أخرى، ولم يصارحني قبل الزواج، وكانت الصدمة عندما علمت بأنني زوجة ثانية، وكان مبرره أنه لن يشعرني بأنني زوجة ثانية إطلاقاً، وبعد سنوات تزوج بثالثة ولم يخبرني، وعلمت بزواجه من زوجته التي قامت بالاتصال بي وإخباري بكل شيء، بالطبع التطبيق إذا كان سيعرف المرأة المقبلة على الزواج بالماضي الخاص بزوجها سيكون رائع».


سرعة تنفيذ المعاملة
سارة الرميخان (أخصائية تغذية) قامت بالمشاركة في موضوعنا، وقد رحبت كثيراً بالتعبير عن رأيها؛ حيث قالت: «مع التطور التكنولوجي والانتقال من الحياة الورقية إلى حياة البرمجة، لا أجد أي مانع في أن يشمل موضوع عقد النكاح هذا الجانب أيضاً، ولعل أهم مميزاته هي السرعة في تنفيذ المعاملة، ومن وجهة نظري بما أنّ هناك تجاوزات عبر دفاتر عقد القران سيكون هناك أيضاً تحايل وتشفير وتهكير عبر التطبيق، فهذا لن يغير من الطبع البشري في التلاعب».


• آلية التنفيذ ستحدد مزاياه
جاءت مشاركة الشباب على هذا النحو؛ منصور البلوشي، مصمم جرافيك، يقول: «أي تحول إلكتروني أنا معه؛ لأنه يسهل الإجراءات على المواطن، أما بخصوص الزواج وتوثيقه إلكترونياً فلا أعرف آلية التنفيذ وأهميتها، وأي تطبيق جديد يتم تفعيله نحتاج إلى بعض من الوقت للحكم عليه بمسمى التجربة والخطأ، وقد يكون التطبيق في بداية إطلاقه به بعض النقص، وبالنسبة للزوجات اللاتي يحلمن بكشف متعدد الزوجات فلا أعتقد أنّ هذا التطبيق سيساعد، وأعتقد أنّ المعلومات ستكون سريةً».

ويقول بدر فهد الدهمش، موظف بالخطوط الجوية السعودية، «إنّ فكرة التطبيق ‏فكرة ممتازة جداً لحفظ الحقوق وتسجيل عقود النكاح رغماً عن المهملين، ويجب تجربة الفكرة قبل اعتمادها رسمياً وأنا اوافق عليها، فكم من زوجات تسبب عدم توثيق عقود زواجهن بمشاكل أثناء حياة الزوج وبعد وفاته، فتوثيق عقد الزواج يحافظ على حقوق المرأة وأطفالها، وأتمنى أن يكون هذا التطبيق رادعاً لمن يفكر بأن يتزوج بثانية في الخفاء».


انتهاء عصر الورق
‏يقول ماجد الخالدي، موظف حكومي:«أقدم كل التحيات لوزارة العدل لإدخال التقنية عوضاً عن الأوراق ومشاكلها الكثيرة، هذه الخطوة تحفظ للمرأة حقها في معرفة حالة زوجها، وتُنهي زمن الأوراق وبيروقراطيتها؛ وبالطبع إصدار هذا التطبيق أيضاً من شأنه مساعدة المأذون على عمله بشكل أيسر، وأتمنى عند نزول التطبيق عمل تدريبات مع مأذوني المناطق المختلفة؛ للتعرف على كيفية استخدامه، وأعتقد أنه لابد أن يتم تحديث في التطبيق بمعرفة حالة الزوج إذا كان متزوجاً بأخرى أو لا؛ لتكون الزوجة على علم بهذا، ولا يتم التلاعب بها».


القانون
يقول المحامي خالد أبوراشد «إنّ الأحاديث المنتشرة من عدم تسجيل عقود الزواج قد تكون مغلوطةً، فعقد النكاح في حد ذاته هو اعتراف بحقوق المرأة وطفلها سواءً تم تسجيله أم لا، ولكنه فقط يوفر على الزوجة إثبات حقوقها، بمعنى إذا لم يتم توثيق العقد بالنسبة للوزارة وتوفي الزوج تستطيع الزوجة الذهاب إلى المحكمة والوزارة وإثبات صحة زواجها، وبالتالي تقضي لها المحكمة بكافه الحقوق للأبناء والزوجة، كالإرث وغيره من التعاملات مع جهات الدولة المختلفة، وبالطبع هي خطوة ممتازة من وزارة العدل، وكما عهدنا منها بدأت شيئاً فشيئاً تغير المعاملات من ورقية إلى إلكترونية، مثل تقديم القضايا إلكترونياً، استقبال الشكاوى إلكترونياً، الرد على الاستفسارات إلكترونياً، والآن استحداث تطبيق لعقود النكاح إلكترونياً، فييسر سير العمل».


المأذون والعهد الورقي
بدأ فهد فواز، أحد المأذونين بأحد أحياء الرياض بدعاء قائلاً: «أسأل الله أن ييسر أمور استخدام التقنية الإلكترونية في إجراءات عقود الأنكحة في القريب العاجل؛ لأنّ استخدامها أصبح ضرورياً في وقتنا الحاضر، لمواكبة التطور خصوصاً إذا تم مع استخدامها عملية الربط الإلكتروني مع الجهات ذات العلاقة المعنية بأحوال المتزوجين، لكشف حالة الخاطب أو المخطوبة قبل إجراء عقد الزواج، فمثلاً إذا كان الخاطب سبق له الزواج أو له أبناء، أو إذا كانت المخطوبة أرملة وتأخذ معاشاً من زوجها السابق».