الحارثي: التميز عنوان دائم لدولة الإمارات العربية المتحدة

محمد فهد الحارثي يلقي كلمة الحفل

أكد رئيس تحرير سيدتي محمد فهد الحارثي أن المرأة الاماراتية أثبتت حضورها فعلاً وواقعاً وأرقاما، ويكفي أن التشكيلات الحكومية الأخيرة كشفت أن المرأة الإماراتية تمثل اليوم ما يزيد على 27 بالمائة من المناصب الرسمية القيادية، وهو مؤشر يضعها في الدول المتقدمة على المستوى الدولي.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في حفل افتتاح جائزة سيدتي للتميز والإبداع لتكريم 42 سيدة إماراتية متميزة ومبدعة، وفي ما يأتي نص الكلمة:

صاحب المعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان
أصحاب السعادة والمعالي. أخواتي المكرمات الكريمات.
ضيوفنا الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أجمل هذا المساء. مدينة ساحرة وجمع كريم وضيف عزيز. ما أجمل هذا المساء الذي نجتمع فيه لنقول شكراً لكل من أسهمت وصنعت وكافحت وأنجزت. نقول شكراً لأنه لولا هن لتعثرت مسيرة التنمية ولتعطلت الرئة الثانية، ‪ولربما يختلف معي البعض ويقول الرئة الأولى‬ للمجتمع. وشكراً هذه ليست فقط من المجتمع الإماراتي لنسائه الناجحات، بل من المجتمع العربي بأكمله للمرأة الأماراتية لأنها سجلت نقلة نوعية تجاوزت الإطار المحلي، ويفتخر بها المواطن العربي.
أيها السيدات والسادة..
الليلة ليلة فخر. والكلمة وإن تأخرت، فقولها يشفع لها التأخير. نعم نحن شعوب ننسى في زحمة الأحداث أن نقول شكراً لمن يستحق. وربما نتذكر ذلك بعد أن يغادر هذا الشخص هذه الحياة. انشغال أم غيرة تختلف الأسباب أو تتفق. لكنه قرارنا الذي اتخذناه والذي نتوجه الليلة بحضوركم الزاهي.

لدي أربع دقائق كما حددن لي الزميلات في فريق سيدتي، دقيقة راحت، وباقي ثلاث دقائق. لكن باعتبارنا نمارس الديمقراطية على الطريقة العربية وباعتباري رئيساً للتحرير فمسألة الوقت يحددها الرئيس حسب المصلحة العامة. عندي ثلاث دقائق وعند المرأة الإماراتية جبال من مسيرة طموح ونجاح، وعندي ثلاث دقائق وعند الإمارات في تاريخها الحديث محطات هائلة سابقت الزمن لتجعلها صانعة الحدث. ولديَ ثلاث دقائق ولدى العلاقات السعودية الإماراتية تاريخ عريض وشراكة حب وتلاحم شعب وتمازج مصير.

أقول في دقيقة عن الإمارات، إن الدقيقة فيها تعني بالفعل حالة عصف متواصل ينطلق من أعلى الهرم ويمتد ليتفاعل مع كل الناس. تسعى لخدمة الإنسان وراحة المجتمع. ولم تكن وزارة للتسامح وأخرى للسعادة عبثاً. بل هو طموح قيادة ورغبة شعب.
ما يجعل التميز عنواناً لهذه الدولة هو كلمة سر ثلاثية تتلخص بـ "كنز الأصالة ومنجم المعاصرة وسباق الزمن". فالأصالة تعني التاريخ والعزة والشهامة. هي الروح التي تتنفس وليس الماضي الجامد، والمعاصرة تعني الانفتاح والعمل والتجديد، وهو ما يترجم نفسه عملياً في حركة العمران وطموح الإنسان. وسباق الزمن يعني أنه في كل دقيقة تنطلق عشرات المخططات في كل مؤسسة حكومية أو خاصة ومئات المؤتمرات والفعاليات والمعارض والمهرجانات التي تتواصل في كل أنحاء الإمارات السبع. وتكتمل هذه التوليفة بهذا الخليط العجيب من البشر المحتًضن من أعلى الهرم في الدولة، والممتد إلى روح الإماراتيات والإماراتيين، هذه الروح الكريمة الطيبة التي تشعر كل مقيم أنه الضيف المرحب به أو الشقيق أو الشريك الذي يستحق أن يأخذ الفرصة ويغامر بالتجربة.

الدقيقة الثانية عن المرأة الإماراتية أمنا وأختنا وابنتنا وشريكتنا وزميلتنا. أقول إنها محظوظة بتلك الرعاية التي ظللت حياتها وطموحها وفتحت لها الأبواب. ولنكن صريحين فلقد كانت الإرادة السياسية المحرك لهذا التغيير. رحم الله الشيخ زايد فقد كان تنويرياً في زمنه وأرسى الأساس والبنيان لفتح المجال للمرأة الأماراتية في كل ميدان.

والمرأة الاماراتية أثبتت حضورها فعلاً وواقعاً وأرقاما، ويكفي أن التشكيلات الحكومية الأخيرة كشفت أن المرأة الإماراتية تمثل اليوم ما يزيد على 27 بالمائة من المناصب الرسمية القيادية، وهو مؤشر يضعها في الدول المتقدمة على المستوى الدولي.

الدقيقة الثالثة هي عن شكرنا لكل أخت عزيزة نجحت وتميزت وأبدعت فلولاها لما كانت جائزة سيدتي. هذه الجائزة التي انطلقت العام الماضي من الرياض لتكريم 40 مبدعة من الرائدات والواعدات السعوديات، وكانت تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز، ولولا طموح المرأة وإصرارها لما استطاعت سيدتي بمجلاتها ومواقعها الإلكترونية وانتشارها وتأثيرها أن تصل إلى ما وصلت إليه لتكون مجلة المرأة العربية الأولى.

أيها الأخوات والأخوة
حينما يأتي ناشر سعودي ويكرم المرأة الإماراتية فهي رسالة تحمل مضامين. أولها أن قواعد اللعبة تغيرت. وأن الخليجيين يصنعون بأنفسهم تاريخاً مشرفاً. الخليج أصبح واحة فكر وتقدم وحراك. وأستطيع القول إن الشعوب العربية الآن تجاوزت عقدة المركز والأطراف. فما عاد هناك طرف، ولسنا ندعي أن هناك تبادل أداور. بل هو حراك حضاري تفرضه سيرورة التاريخ وتغير الأزمان. ويكفي أن ننظر لهذه القاعة لندرك أن الأمور تغيرت. وأن الرهان على المستقبل سيكون في هذه المنطقة هو الخيار.

تحية إلى والدتي وإلى كل أم. فهذه الليلة أحييي كل الأمهات بيوم الأم الذي سيولد في نهاية سهرتنا هذه. وربما أن ليلة واحدة نحتفل بها بيوم الأم هو ظلم لها. فهي احتفال يومي في حياتنا. حفظ الله أم كل شخص ورحم الله من غادر منهن دنيتنا هذه إلى ما هو أجمل وأفضل بإذن الله.

أخيرا أنقل لكم تحية المحبة السعودية إلى الإمارات الشقيقة قيادة وشعباً. فكل ما تقوله الرياض تحتضنه بحبها واحة الإمارات، وكل ضوء تطلقة هذه الإمارات تفرح به عاصمة الحب الرياض. إنه تلاحم شعبي يقود قرار السياسة. ومتى ما صنعت الشعوب توجهات السياسة فإننا نضمن عمق التلاحم وصدق الشراكة.

وأدعوكم للاطلاع على معلومات مهمة عن الجائزة تجدونها في العدد الذي بين أيديكم وكتيب الجائزة. وبهدذه المناسبة أعلن إطلاق موقع جائزة سيدتي للتميز والإبداع الذي يرحب بكل الكفاءات النسائية الخليجية والعربية عبر المؤسسات أو الترشيح الشخصي؛ فجائزتنا تكبر وتمتد لتحتضن كل أخواتنا المبدعات في جميع البلدان العربية عبر فعالية ستكون سنوية في كل بلد. ونفتتحها عربياً في دولة الإمارات اليوم كونها النموذج الذي يتصدر مشهد تمكين المرأة العربية وهو نموذج نحييه من القلب ونفتخر به.

ختاماً اسمحوا لي أن أرحب براعي الحفل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فقد عرفته صديقاً مثقفاً ورجلاً نبيلاً ومعدناً صادقاً. أعتز به كصديق، وأفتخر به كرجل يحمل رسالة يتجاوز الشكل من أجل المضمون، ويوظف المضمون من أجل صناعة التغيير نحو الأفضل.. ما أجملها من رسالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.