إساءة الزوج وحدود طاعته في الإسلام

الدكتور حمدي مراد
3 صور

يقع الطرفان رجالاً ونساء في حيرة من تفسير تصرفهم إن كان خطأ أم صواباً عندما تواجههم، مشكلة لا يعرفون حكمها، «سيدتي» التقت الباحث والداعية الإسلامي، الدكتور حمدي مراد لتسأله في العديد من شؤون الدنيا والدين التي يبحث من أجلها الناس عن جواب في حياتهم.

فعل الصواب
اضطر شقيق عازب يقيم مع والدته المسنة المريضة، إلى إخراج شقيقه المدمن على الخمر من منزلهما بعد تراجع صحة والدتهما، ثم توفيّ المدمن بأزمة قلبية بعد سنوات؛ فاتهمته زوجة أخيه بالتقصير تجاهه؛ فهل أخطأ حقاً أم أصاب؟
وإذا دخلنا تفاصيل القصة فإن الشقيق المدمن كان يعود مترنحاً من الخمر حتى تعرضت منه والدته لأذى نفسي أو جسدي وهو غائب عن رشده، وبعده عنها أولى من رؤيتها له؛ وهنا اجتهد شقيقه في إخراجه حرصاً منه على صحة وراحة والدته، ولو استطاع أن يدخله في غرفة خاصة ويبني لها مدخلاً خاصاً لا صلة له بمدخل منزل والدته، ويحاول معالجته من إدمان الخمر، لكان أفضل. فما رأي الدين بتصرف الأخ؟
الداعية الإسلامي، الدكتور حمدي مراد يجيز لأحد الأبناء أن يبعد شقيقه المدمن حرصاً وصوناً لوالديه بعد فشله ويأسه من إصلاحه، وهو لم يخطئ بحق أخيه.

اتركي الأمر لصاحب الأمر
- توفي ابني الوحيد المدمن للخمر، وهو لم يصلّ ولم يصم في حياته؛ فماذا يمكن أن أفعل له حتى أخفف عنه عذاب القبر والآخرة يوم الحساب؟
دعاء الأم والأقارب الصادق يصل الميت، ورغم عدم صومه وصلاته والله يمسح الكثير من الذنوب والآثام، مقابل فعل طيب حسن، مثل: إطعام جائع، فلنترك الأمر لصاحب الأمر. وحق الميت علينا أن نتصدق عنه، ولو له أخ أو أخت لهما أن يؤديا العمرة عنه، وإن كان عليه دين فسيتحمل وزره وحده في الدنيا والآخرة، إذا كنت أنا أخوه قادراً على سداد دينه ولم أفعل، فسيسألني الله، لماذا لم تفعل؟ فإن المؤمنين إخوة.

شيكات بتوقيع الزوجة
- رجل دفع زوجته إلى كتابة شيكات عنه لدائنيه؛ معرضاً زوجته لخطر السجن لعدم امتلاكها المال؛ فهل يجوز لها طلب الطلاق؟
إن كانت الزوجة غير قادرة مثل زوجها على سداد قيمة الشيكات أو القرض فهذا غير جائز لأنه يعرضها لخطر السجن، ويكون ناكثاً للوعد بحمايتها، وبعض الأزواج يصف الزوجة بالنشور إذا لم توقع، لكن لا طاعة في معصية؛ والدخول بقضايا قانونية تفقدها سمعتها المالية والاجتماعية بين الناس مثله. إلا إذا كان زوجاً صالحاً لا يقبل المال الحرام على نفسه وعلى عائلته. وإذا خيرها بين التوقيع والطلاق فلتختر الطلاق شرعاً عنه مادام لا خير فيه لها أو لأبنائهما.

صحة الاتهام
- زوجات كثر يطلقنّ غيابياً بتحريض من الحما أو الحماة بدون ذنب، بحجة عدم إنجابها، مع علم أهله بأن العائق الصحي عند ابنهم، فهل الزوج ملزم بطاعة والديه؟ جاء رجل إلى مجلس الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال له: يا رسول الله، إنّ أبي يأمرني أن أطلق زوجتي؛ فرد عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم: طلقها؛ فطلقها الرجل، والنبي عندما قال للرجل: طلقها، كان يعلم علم اليقين أن الأب رجل صالح، وأن الزوجة لم تكن صالحة، ووجودها في الأسرة مفسدة، والزوج عندما جاء يستشير النبي بما أمره أبوه، لم يكن يعلم بأن النبي يعلم ما يعلم عن زوجته وأبيه، وهذه الواقعة لا يصح أن تعد قاعدة يستشهد بها لإقرار تدخل الآباء، فإن اتهم الأب زوجة ابنه بسوء الطبع والأخلاق؛ فعلى الزوج أن يتأكد من صحة الاتهام؛ حتى لا يظلمها بالطلاق.

زوجتي عاقر
- رجل ادعى كذباً أمام أهله بأن زوجته عاقر لا تنجب، بينما الحقيقة أنه هو غير القادر على الإنجاب؛ فهل يناله إثم على كذبته؟
إثم كبير لابد سيدخله النار؛ لأنه كاذب، وأيضاً ظالم، وأيضاً زارع فتنة بينها وبين أمه التي ستعدها المذنبة بحرمانها من حقها في رؤية أحفاد لها، ولن يسامحه الله إلا إذا اعترف لأهله، وصفحت عنه زوجته من قلبها.

تعذيب الحيوانات
- انتشرت ظاهرة إساءة الأطفال إلى الحيوانات الضالة والطيور البرية؛ فهل يتحملون هم ذنبهم أم عائلاتهم؟
عائلات هؤلاء الأطفال يتحملون الذنب عنهم جراء تقصيرهم بتربيتهم؛ فلا يجوز تعذيب الحيوانات وجرحها وقتلها باستثناء صيد الطيور الجائزة بالرصاص أو بالمقلاع شرط ألا تتعذب، وتقتل فوراً، أما أن يتم صيد الطيور بالأحجار وتجرح وتعذب ويلعب بها وهي تتألم؛ فهذا إثم عظيم.