mena-gmtdmp

رحم لله الحجاج عن ابنه!

مبارك الشعلان
أسوأ شيء أن تقبل بالشيء السيئ؛ خوفاً من الأسوأ، والأسوأ أن تتواضع أحلام الناس فتحلم بعودة الطغاة؛ لأن من جاء بعدهم أطغى، في القصة التراثية الشهيرة عرف الحجاج بأنه أكثر الحكام دموية وسفكاً للدماء، وقالوا رحم الله الحجاج عن ابنه، تروي الحكاية أن الابن، وعملاً بوصية أبيه، شق طريقاً تمشي فيه جنازة أبيه بشكل مستقيم حتى قبره، فأسفر ذلك عن هدم بيوت الناس وتشردهم، وقالوا رحم الله الحجاج عن ابنه، هذه المرحلة أشبه ما تكون بشنطة تاجر المخدرات، كلما كشفنا عن طبقة، وجدنا تحتها طبقة أسوأ منها، فهذه الأيام كل يوم أسوأ من الذي قبله، فهناك طبقة أسوأ من الطبقة التي قبلها، فكل يوم سيئ هناك يوم أسوأ منه. كلما قلنا غدًا أفضل نفاجأ بما هو أسوأ. فالسياسيون يقدمون كل يوم بضاعة سيئة، الاقتصاديون يبيعون الأوهام، الكتاب يكتبون على طريقة كتاب الحائط فيشوهون المنظر العام، الشعراء يبيعون كلامًا رخيصًا، الفنانون يغنون كلامًا أرخص وكأننا في سوق شعبي كبير مليء بالبضائع الرديئة. فهل نشتري الأحلام بعد ذلك من السوق السوداء؟ وهل أصبح تعاطي الأحلام أصعب من تعاطي المخدرات؟ بكلام آخر... هل أصبح تعاطي المخدرات أسهل من تعاطي الأحلام؟ أعود فأقول إن الوضع ليس سيئًا إلى هذا الحد، ففي الصباح قد يكون الوضع أسوأ، فصحف الغد لم تُطبع بعد وتصريحات المسؤولين لم تُعلن، وهوشات السياسيين لم تنته بعد، وبطون الاقتصاديين لم تشبع بعد، وأسوأ الصحف لم تُكتب بعد، وأسوأ الأغاني لم تُزعجنا بعد، وأسوأ الأفلام لم تُطرح بعد، أعتذر فأقول إن الوضع ليس سيئًا إلى هذا الحد.. فربما في الغد هناك ما هو أسوأ.. فقط.. تفاءلوا!! شعلانيات: . أخلاقك الحقيقية تظهر في تعاملك مع من يعمل لديك، وليس مع من تعمل لديه! . لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يُسيء الظن بنا، من يعرفنا جيداً يفهمنا جيداً، فالعين تُكذب نفسها إن أحبت، والأذنُ تُصدّق الغير إن كرهت! . العلاقات لا تقاس بطول العشرة وإنما تقاس بجميل الأثر، وجميل الأخلاق فكم من معرفة قصيرة المدى لكن بجمالها أعمق وأنقى! .