كيف ترتقي بتفكيرك باستخدام «البرادايم»؟

البرادايم
2 صور

كثيراً ما كنا نحلم بمستقبل حافل بالإنجازات، ولكن قد نقف عاجزين أمام تحقيقها بسبب عدم وجود طرق خاصة بنا للتفكير، أو العجز عن الوصول لحل مناسب لما نقابل من مشكلات تحيدنا عن تحقيق آمالنا وتطلعاتنا، ونظل ننتظر الفرص لتحقيقها، ومع تطور العلم أصبح الناس شيئاً فشيئاً يطورون من طرق تفكيرهم، ويستعدون لتقبل ما هو في علم الخيال، حتى أصبحت الاختراعات والابتكارات تغزو العالم، ومع ظهور علم (البارادايم) أصبحنا نفرق بين الخيال والواقع، وبين المستحيل والممكن؛ لنصل بقوة التفكير إلى تحقيق المستحيلات.


ما هو البرادايم؟
ظهر (البرادايم) في أواخر الستينيات من القرن العشرين، وهو يشير إلى نمط التفكير لأي موضوع علمي، وهو نموذج فكري أو إدراكي، خلال فترة معينة من الزمن، عبارة عن مجموع ما لدى الإنسان من خبرات ومعلومات ومعتقدات، مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة، وهو نظام للتفكير عند الإنسان، ويعتبر بمثابة عدسة يرى من خلالها الحياة، ويستطيع من خلال هذا العلم «نظارة العقل» رؤية الأمور بغير حقيقتها.


تذكر الدكتورة سعاد الصبيحي، الباحثة في مجال التفكير لسيدتي نت، أن منهج التفكير (البارادايم) هو مفتاح السعادة للإنسان، والإطار العقلي الإدراكي الذي نرى ونفهم العالم من خلاله، وعندما نقول «إطار» فنحن نقصد الحدود التي يرسمها لنا إدراكنا ويحصرنا داخلها، فلا نستطيع تجاوزها أو استيعاب ما هو خارج هذا الإطار. ويحلو للبعض تسميته بـ(نظارة العقل) أو (خريطة العقل)، فلو تخيلت أنك ترتدي نظارة ذات عدسة خضراء، فإنك سترى كل ما تقع عليه عيناك مصبوغاً باللون الأخضر، ولكن هذا لا يعني أن الأشياء خضراء في حقيقتها.


وربما يختلف هذا الإطار من شخص لآخر بحسب ثقافته وبيئته ومرجعتيه التاريخية والدينية، وعندما يختلف شخصان على حقيقة من الحقائق، فهذا لا يعني بالضرورة أن أحدهما على خطأ والآخر على صواب، إنما قد يمتلك كلاهما ذات الحقيقة، ولكنه ينظر إليها بإطاره (نظارته) الخاصة ومن زاويته الخاصة.


أهمية الباراديم
تقدم الدكتورة الصبيحي أهمية (البرادايم) لقراء سيدتي نت، بقولها إنه كلما ارتفعت درجة وعي الإنسان وإدراكه لحدود إطاره الذهني ازدادت قدرته، نسبياً، على الخروج خارج هذا الإطار، وتخلص من النظرة الضيقة المحدودة للأمور، وزادت قدرته على التواصل الإيجابي والتأثير الفعال، وتوظيف الاختلاف مع الآخرين بطرق إبداعية، وهذا سيمكنه من ملاحظة الفرص الثرية من حوله، وسيمكنه من تطوير ذاته والتحكم في مشاعره وقراراته وسلوكياته، وبذلك يصبح سيداً لحياته لا عبداً لها.


وليتميز الشخص بفكره، لابد له من التفكير خارج الصندوق، وذلك من أجل كسر (البرادايم) السلبي لديه واستبداله بآخر إيجابي، ومن هنا نجد أن لكل شخص بارادايم إيجابياً وآخر سلبياً، وما على الشخص إلا التفكير في الاختلافات في الكلمات وطرق التفكير والعادات التي يمارسها الشخص من أجل مراجعتها وتبديلها، كما أن عملية تغيير (البرادايم) الخاص بكل شخص يعتبر أمراً سهلاً مع الممارسة المستمرة.
انتظروا خطوات تساعدك على التفكير باستخدام علم (البرادايم) على موقع سيدتي نت.