الزواج "المختصر".. موضة شبابية سعودية

محمد باشا
عبدالله الكابلي
عبدالله عنايت
4 صور

تداول، مؤخراً، نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقات كثيرة، لاقت رواجاً كبيراً تدعو للعودة إلى الزواج (المختصر) أو ما يسمى بالزواج العائلي مثل #الزواج_المختصر و# الزواج_العائلي و# الزواج_المختصر_مطلب_شبابي، ومن المتعارف أن الزواج المختصر هو الذي يقتصر على حضور عائلتي العروسين وبعض المقربين، والتقليل من نفقات الزواج من طعام وزينة وما إلى ذلك، بغرض تقليل تكاليف الزواج، بالإضافة إلى إمكانية اشتراك أكثر من عريس وعروس في نفس الحفل.


وبغرض استقصاء الآراء حول إمكانية إقامة الزواج المختصر أو العائلي من قبل المقبلين على الزواج من شباب وفتيات، فكانت الآراء متباينة وجاءت آراء الشباب كالتالي:

عبدالله عنايت، 28 سنة، حدثنا عن رأيه حول الزواج المختصر وقال: بسبب غلاء المهور وارتفاع أسعار كل ما يلزم لتجهيز منزل الزوجية، والتحضير لحفلة الزفاف، بات كثير من الشباب يعزفون عن الزواج، أو يضطرون إلى تأجيله حتى عمر كبير، وحتى يتمكنوا من تجميع مبلغ كبير يكفي لذلك، ولكن الأمر تفاقم وباتت الأسعار في ازدياد سنوياً، فلماذا لا نتزوج كما تزوج آباؤنا وأمهاتنا بمبالغ معقولة دون بذخ وتبذير؟ هنا لابد من إقناع الفتيات بذلك، أما نحن الشباب فنرى أن الزواج المختصر هو أفضل حل للزواج.

جمع المبالغ
عبدالله الكابلي، 30 سنة، يتساءل إن كان سيمضي فترة شبابه فقط من أجل أن يجمع المبالغ الكبيرة والتي تذهب كلها فقط في الزواج، يتابع: «أرى أن أنفق أي مبلغ أجمعه في مشروع يعود علي بالنفع، وليس أن أعيش على راتبي وسداد القروض من أجل الارتباط فقط، وهنا تأتي أهمية الزواج المختصر، أو بالأحرى الزواج البعيد عن المبالغة، والتبذير الذي يمحو البركة من الزواج ويؤدي إلى الطلاق».

ليلة العمر
أما الفتيات، فكانت لهن آراء مختلفة ووجهات نظر واقعية حسب وصفهن، وجاءت آراؤهن كالتالي:
وفاء علي، 23 سنة، تحدثت عن حلم ليلة العمر عند كل الفتيات، وتقول: ليس ذنبنا أن الأسعار باتت مرتفعة، وأن تكاليف الزواج لم تعد كما كانت على عهد أمهاتنا، قد نرضى باختصار بعض الكماليات والتفاصيل الصغيرة، ولكن من الصعب علينا التنازل عن حفل الزفاف والفستان الأبيض.
سهام محمد، 26 سنة، كان رأيها يمثل رأي شريحة كبيرة من الفتيات، حيث تحدثت عن الزواج المختصر من زاوية مختلفة وقالت: الشباب يجب أن يشعروا بقيمة الارتباط، وأن يتكفلوا به؛ حتى لا يلجأوا للطلاق في أتفه الأمور، قد يكون الزواج المختصر أو العائلي مناسباً للزواج من الأقرباء والمعارف، ولكنه لا يناسب الزواج من عائلة وقبيلة مختلفة، وإلا شعرت الفتاة بالتقليل من شأنها ولم يدرك الشاب أهمية الارتباط.

الحل الأمثل
وهنا كان لا بد من استشارة مستشار أسري؛ حتى يحدثنا عن أهمية الزواج المختصر، فكان معنا الدكتور محمد باشا، حيث قال: نسبة العنوسة في مجتمعنا تتضاعف سنوياً، ليس عنوسة الفتيات فقط بل عنوسة الشباب أيضاً، والزواج المختصر أو العائلي هو الحل الأمثل للحد من ذلك، وأهم فوائده تتركز في التالي:
- يساهم بشكل مباشر في إعفاف الشباب والفتيات.
- التقليل من مظاهر الإسراف والبذخ.
- الامتثال لأوامر النبي بتقليل المهور.
- تخفيف عبء مصاريف الحياة الزوجية على الشاب.
- تزويج الشباب في سن مناسبة؛ لأن ارتفاع المهور يؤخر زواجهم.
- توفير كثير من المبالغ المالية، واستغلالها في أمور أساسية كتجهيز منزل الزوجية.
- التقليل من الديون التي كان يتكلفها الشاب في حفلات الزواج المتعارف عليها.


ذكرت آخر إحصائية أن تكاليف الزواج في السعودية بلغت في سنة 2015 ما يقارب 4 مليارات ريـال، وتعود إلى 31 جهة مستفيدة، أبرزها قاعات الأفراح والشقق السكنية والمطاعم ومحلات الزينة.