علاجات غريبة ومجنونة تستهوي النساء!

يعتبر الكهف الملحي في دبي الأكبر من صنع الإنسان في العالم
الدكتور مجدي عبد العزيز
لمياء خان
علي بني ياس
مريم يوسف
5 صور

تاريخ الطب يمتلئ بأغرب قصص العلاج، على الرغم من النوايا الحسنة والمحاولات الصادقة من قبل الكثير من الأطباء والعلماء على مر السنين؛ لإيجاد العلاجات المناسبة للأمراض والآلام التي يعاني منها الإنسان، إلا أن بعض هذه الطرق كانت غريبة ومجنونة تجذب النساء أكثر من الرجال.
العلاج بالأفاعي والعقارب وبودرة المومياوات كانت أغرب أنواع هذه العلاجات؛ فضلاً عن العلاج برذاذ الملح والموسيقى والأضواء.

«سيدتي» تستعرض بعض أنواع هذه العلاجات من خلال التحقيق الآتي:

تمثل «قبة سوما»، التي تستخدمها الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفيري لمساعدة موظفيها على تجديد طاقتهم وحيويتهم، تكنولوجيا جديدة للتأمل وإحداث تغيير جذري ونتائج مبهرة فيما يتعلق بالتخلص من القلق، هذا ما أكدته لنا لمياء عبدالعزيز خان، مديرة نادي دبي للسيدات، وتابعت: تجمع «قبة سوما» الموجودة في النادي بين ثلاث ممارسات علاجية باستخدام التكنولوجيا الحديثة؛ للتخلص من التوتر والإجهاد، والعمل على توازن العقل مع الجسد لمدة 20 دقيقة. وأضافت: إن لتصميم حركات مسار التأمل مع الممارسات العلاجية الثلاث في كل جلسة، دوراً كبيراً في تحقيق أقصى قدر من الاستفادة، وما على الشخص إلا اختيار واحدة من 8 جلسات مع الموسيقى المصاحبة، ومن بين الجلسات: الحب، الاجتياز، التركيز، الاسترخاء، الشفاء، النجاح، تجديد الطاقة، الصفاء الذهني.
بعد اختيار الشخص للجلسة التي يريدها تضيء «قبة سوما» بلون متناسق مع المسار الذي اختاره، ليدخل بعد ذلك في حالة من الاسترخاء على إيقاع الكلمات والأصوات المتناغمة، ولمزيد من الشعور بالراحة ما عليه إلا إطالة النظر في سطح القبة، وتنتهي الجلسة مع 3 دقات، توقظ الشخص في حال كان قد غفا، وسيستقر لون القبة على اللون الأبيض».

كهف الملح
يعتبر الكهف الملحي في دبي الأكبر من صنع الإنسان في العالم، ويوفر علاجاً طبيعياً لنحو 18 مرضاً، مثل الصدفية والتهاب المفاصل والجيوب الأنفية وحساسية الصدر، والأكزيما، إضافة إلى القلق والحساسية ونزلات البرد والإنفلونزا والاحتقان والتهابات الأذن والأنف، وتحسين التنفس للمدخنين السابقين، وحب الشباب، والأرق، إضافة إلى التدليك والزيوت العطرية والموسيقى التي تساعد على الاسترخاء.
وقال علي أحمد الجباوي، المدير التنفيذي للكهف: لا توجد آثار جانبية للعلاج ويندرج ضمن العلاجات الطبيعية والقديمة المعروفة في شرق أوروبا، وحالياً أصبح مرتبطاً بالمستشفيات وتدريب المنتخبات الرياضية، غير أن هناك حالات معينة لا يسمح لها بالخضوع لجلسات استنشاق غبار الملح الخام، مثل المرأة الحامل، والمريض ذو الحرارة المرتفعة، ومن يحملون وصفات طبية لتناول المسكنات أو المهدئات، وكذلك من يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسرطانات المختلفة».


العلاج ببول الإبل
ويقول الدكتور مجدي عبدالعزيز، استشاري الحالات الحرجة، إن العلاجات البديلة أو المتممة فرضت نفسها مؤخراً، في ظل تخوف البعض من الآثار الجانبية المرعبة لبعض الأدوية، ناهيك عن فشل الطب التقليدي أحياناً في علاج بعض الحالات، وهي تشمل أنواعاً مختلفة من العلاجات لمختلف أنواع الأمراض، حيث بات الطب البديل أكثر انفتاحاً. وتابع الدكتور مجدي: من بين العلاجات الغريبة استخدام بول الإبل في علاج الأمراض العديدة، وهنا تكمن الغرابة؛ إذ إن الجهاز البولي هو المسؤول عن إخراج السموم والمواد الضارة من الجسم، فكيف يصبح وسيلة للشفاء، إلا أن الكثير من الأبحاث أثبتت أن بول الأبل نقي تماماً من أي سموم، ويحتوي على أنواع معينة من البكتريا المفيدة، والتي ترفع جهاز المناعة وتقتل الكثير من الميكروبات الضارة في أجسادنا، فضلاً عن احتوائه على مواد ذات تأثير فعال في علاج أمراض الرئة والصدر وبعض أمراض الدم المعروف باللوكيميا، بالإضافة إلى احتوائه على مواد مضادة للأكسدة تقي الجسم من أمراض مناعية كثيرة.

المسح على البطن
ويقول الشاب علي بني ياس، مسؤول أمني في جهة حكومية بأبو ظبي، إنه سمع عن الكثير من العلاجات الغريبة وجرب بعضها مثل المسح على البطن بطريقة معينة، مشيراً إلى أن هذه الطريقة تعتبر من الطرق التقليدية والمتوارثة في الإمارات، وهي تهدف إلى علاج أمراض البطن والكبد وأيضاً تفيد في علاج العقم خاصة لدى السيدات.

ابتلاع الأسماك الحية
أما مريم يوسف، مسؤولة الموارد البشرية في جهة حكومية بالشارقة، فتقول إنها تلجأ عادة للعلاجات الغريبة والطب البديل؛ عوضاً عن العلاجات بالأدوية والجراحة التي قد تخلف مضاعفات على صحتها، وتابعت أنها اتبعت أنواعاً مختلفة من هذه العلاجات، إلا أن أغربها كان ابتلاع الأسماك الحية لعلاج مشلكة الربو، التي تعاني منها منذ صغرها. وتقول مريم إن هذه الطريقة رغم صعوبتها البالغة على نفسها إلا أن مفعولها الإيجابي كان ملحوظاً؛ حيث شهدت تحسناً لافتاً لدرجة أنها أصبحت تستغني عن العلاج بالأدوية، وقللت من زيارتها للأطباء.


«سيدتي» توجهت للمختصين بهذا الشأن؛ لمعرفة ما يقوله الطب وعلم النفس في بعض العلاجات الغريبة، ومدى درجة الأمان فيها.

الطب التكميلي والخزعبلات
يقول العميد الدكتور علي سنجل، مدير مركز شرطة دبي الصحي، إن المرض يصيب كل شخص، ومفاده أن هناك خللاً في وظيفة مركب أو خلية أو عضو، ولا بد من استخدام العقل في إيجاد الوسائل الصحيحة للعلاج، وتابع: من المألوف أن الطبيب هو من يداوي الناس، وهذا الحكيم كان يسخر نفسه للعلم والبحث بما أوتي من علم قائم على الأدلة والبراهين، أما الممارسات الأخرى فتنقسم إلى قسمين: الطب التكميلي والخزعبلات، أما الطب التكميلي فله أدلته وإيجابيته وأيضاً سلبياته، أما الخزعبلات فيتحكم فيها الجانبان النفسي والإيحاء، ويلعبان الدور الرئيس في إقناع الذات بالشفاء، وهذا ما يسمى في علم النفس بالـ«بلاسيبو».
وتابع: هذه الممارسات غير علمية، وفيها نوع من الخطورة والمجازفة، وعلمياً لا يستطيع الإنسان حماية نفسه إذا تعرض للمضاعفات؛ لأن العلاجات ليست لها إثباتات علمية، ولا أدلة أو براهين أو حتى قوانين علاجية تندرج تحت البنود المعهودة؛ لذا ننصح بالابتعاد عنها؛ حتى تثبت فائدتها.

عقل وتجربة
ومن الناحية النفسية، أكد المستشار النفسي مجدي عبد المنعم أن الطب البديل يعتمد على مقولة: «إن الله تعالى قد خلق لكل داء دواءً»، وفي القديم اهتدى الإنسان إلى ما يشفيه منها بالعقل والتجربة، وأصبح العلاج البديل يتفوق في بعض الأحيان على العلاج الحديث، ويدخل في المنافسة العلاجية إلى زيادة الاعتماد عليه والثقة فيه، وللتراث الاعتقادي دور واضح في هذه الثقة، لذا يلجأ العديد من الناس لهذا النوع من الطب البديل؛ لثقتهم بأنه إن لم يفدهم صحياً فلن يضرهم جسدياً؛ كونه أفضل بكثير من الأدوية الكيميائية التي تعالج عضواً في الجسد، وتفسد آخر.
وتابع: هناك أرقام مروعة عن العلاج خارج الإطار الطبي؛ حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن أناس الطبقات الفقيرة وغير المثقفة، يلجأون للأعشاب والحجامة وغيرهما من أنواع الطب الشعبي في علاج أمراضهم، أما طبقة الأغنياء والمثقفين فمن بينهم من يتبعون ذات الطرق في العلاج، ولكن أغلب أمراضهم التي يبحثون عن علاجها في عالم الطب البديل تكاد تنحصر في أمراض السمنة، والأمراض النفسية، والأمراض الجنسية.