العرض اللبناني "شتوية قاسية" صراع أزلي قد لا ينتهي

عبير صياح بأحد منلوجاتها
الشخصية الرئيسية ومخرجة العمل لارا حتي بأحد المشاهد
مشهد من العرض
مشهد من الفيديو المصور بالعمل
الفنانة أليسا العقيقي بأحد منلوجتها
مشهد آخر من العرض
من مشاهد العمل الذي يجمع الفنانات الثلاثة
لارا حتي والفنانة عبير صيلاح بأحد المشاهد
مشهد الخاتمة لثورة الأنثى
أليسا عقيقي من العرض
جانب من الحضور
11 صور
صراع أزلي لا ينتهي، بدأ منذ الأسطورة الأولى والقصة الأولى، ورافق كل الميثولوجيا والحضارات القديمة، حتى أصبح أحد أهم صراعاتنا ومعاركنا، في العصور القديمة وحتى وقتنا الحاضر، خارجاً من رحم المرأة ومحاصراً قلبها، حربها الدائمة مع ذكورية الحياة التي تغتالها كثيراً، وترمي العديد من الصور على آلامها.
هذا ما صرخت به المخرجة اللبنانية وبطلة عرض "شتوية قاسية" لارا حتي هي وفريق عملها المكون من الفنانتين " عبير صياح وأليسا عقيقي"، ومهندس الإضاءة إليي سلامة، ومهند الصوت جون بير عبد الدايم، وذلك في ثالث ليالي فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحية الدولي في دورته التاسعة، والتي أُقيمت على خشبة مسرح الحسين بالعاصمة الأردنية عمان.

صراع أبدي.. قد لا ينتهي
قدمت المخرجة وبطلة العمل اللبنانية لارا حتي صرخة بوجه تسلط الذكورية التي سيطرت على حياة الأنثى منذ عقود طويلة من الزمن، بشكل مسرحي أخاذ بتقديمها لقصة الشخصية الأساسية وقصص إمرأتين أخرتين، من خلفيات مختلفة ووعي متفاوت تعرضن للإنكسار والظلم في حياتهم، بقالب أقرب إلى السرد، والصورة السينمائية منه إلى الدراما المسرحية، معتمدة على الأسطورة والفلسفة في طرحها لهذا الصراع الطويل.

الصراع.. تقنياً
كان واضحاً على المخرجة حتي تشربها الكبير للفكرة والنص بالعمل، تحديداً أنه إخراجها وبطولتها بالأداء، ما جعلها قادرة على ضبط زوايا عمل صعب لقلة الأفعال الدرامية والأحداث المسرحية فيه، ولكنها استطاعت من خلال لغة النص الشعرية وأداء الممثلات الذي وصل إلى حجم الفكرة بتقديمهن إياها على إبقاء انتباه الحاضرين حتى اللحظات الأخيرة بالعمل، كما استطاعت خطف الملل الذي يحدثه قلة الفعل المسرحي من خلال الأداء المتقن لهن وحلولها الإخراجية التي استطاعت كسر حاجز السرد الذي يكون مملاً أحياناً بأعمالٍ مشابها.
وبالرغم من ذلك، كان تأثرها السينمائي واضحاً ليس فقط من خلال المشاهد السينمائية المصورة التي تم عرضها، ولكن أيضاً بالأداء والمشاهد التي كانت أقرب إلى الشاشة الكبيرة ولكن على خشبة المسرح، إضافة إلى السينوغرافيا المتقنة التي ظلت خادمة ورافعة مهمة للعرض حتى نهايته.