ببركات الفضائيات أصبح لدينا جيش جرار.. وببركات القائمين عليها أصبحنا نحارب على كل الجبهات..
جبهة البوابة الشرقية ومهمتها تصدير الأعمال التلفزيونية، فهناك مسلسل لكل قناة، وهناك قناة لكل مواطن، فأصبح الممثلون أكثر من المشاهدين..
وعلى خطوط النار في البوابة الغربية هناك مطربون بدرجة مقاتلين، فهم يفتحون النار كل صباح وكل مساء على وعي الجمهور ليردوه قتيلاً.. فهم مقاتلون لديهم مهمة غير نبيلة وهي قتل الإحساس لدى الناس، ونشر كل ما هو قبيح ونشاز؛ لذلك فهم يواصلون الليل بالنهار في كل الفضائيات الهابطة؛ للانتصار على كل ما هو جميل.
وعلى جبهة أخرى هناك «فيلق» من الراقصات، يكفي أن في مصر وحدها 4 آلاف راقصة من نوع الراقصات «النقابيات».. واللاتي لديهن «رخصة» رقص.. ناهيك عن الراقصات «غير المرخصات».. هذا «الفيلق» يقاتل هذه الأيام من أجل الحصول على ترخيص لقناة «راقصة» تقدم الرقص على مدار الساعة؛ لأنه هو الآخر لديه مهمة وطنية ونبيلة؛ فهو يريد أن يوفر الرقص لهذه الأمة العريقة مع خدمة التوصيل مجاناً؛ لأن هذا الفيلق يريد أن يقاتل على طريقته، فهو مؤمن بأن الأمة التي «تطبل» ليس من حقها بعد ذلك أن تمنع أبناءها من الرقص!!
فـ«تطبيلها» هو بمثابة رخصة معترف بها دولياً تمنحها لأبنائها؛ لكي يمارسوا الرقص. وليس من حقها أن تمارس حقها في التطبيل، وتمنع أبناءها من أن يمارسوا حقهم في الرقص.
ففي هذه المرحلة الديموقراطية، وهذا الزمن الديموقراطي جدا،ً حرية كل شيء مكفولة، حتى حرية الرقص.. لذلك كل أمة تريد هذه الأيام أن تثبت للعالم أنها أمة ديموقراطية؛ لذا فهي «تطبل» بحرية، وتسمح لأبنائها بالرقص بحرية، وتحاول أن تقدم خدمة «الرقص المحترم» أو الرقص الأكاديمي؛ لذلك فهي تمنع الراقصات «غير النقابيات» من الرقص. وتحارب الرقص غير الشرعي، فكل راقصة لا تحمل «كارنيه النقابة» هي راقصة غير محترمة!
فهل رأيتم أمة قبلها تحترم الراقصات؟!
ويأتي بعد ذلك من يتهم هذه الأمة بأعز ما تملك.. ويقول إنها أمة غير محترمة..
فكيف بالله عليكم ينسجم ذلك مع أمة تحترم كل شيء..
حتى الراقصات!!
شعلانيات:
> الاكتشاف ليس أن تجد أرضاً جديدة، وإنما أن ترى بعيون جديدة!
> في حياتنا اليومية أحداث صغيرة، ولأنها صغيرة فإننا لا نلتفت إليها ولا نستخرج معانيها العميقة!
> الأشياء لا تتغير.. نحن الذين نتغير!





