تغيير الأسماء.. «موضة» أم «ضرورة» يفرضها العصر؟

تغيير الأسماء موضة أم ضرورة
جورج أورويل
د.ماجد قنش
غيّر اسمه الى ايفون 7 !
فوزية محمد
المذيع ماجد المالكي
الدكتور ويليام مورفي
8 صور

قالت العرب قديماً «كل مسمى من اسمه نصيب، وقلّما أبصرت عيناك ذا لقب، إلا ومعناه إن فكرت في لقبه»، فلا شكَّ أنَّ للأسماء تأثيراً كبيراً على حياة الإنسان. لذا أمر الدين الإسلامي باختيار الاسم الأنسب، ذي المعاني السامية للمولود، وفي حياتنا العصريَّة هناك من يحكم على الأشخاص من خلال انطباعه عن أسمائهم، ومن باب المجاملة يُجيب: «اسمٌ على مُسمى»، لكن ككل المتغيِّرات، التي تجري على حياتنا في القرن الحالي يظنّ بعض الأشخاص أنًّ الأسماء لا بد أن تتغيَّر أيضاً لتُماشي طبيعة العصر، وآخرون يرون أنَّه من باب التغيير والتفاؤل حتى أصبح الأمر أشبه بموضة جارية.


«سيدتي نت» استطلعت آراء بعض الشباب والشابات السعوديين حول دوافعهم لتغيير أسمائهم.


بدايةً أوضحت آمنة قاري (27 عاماً)، موظفة في القطاع الخاص، أنَّها تشعر بثقل الاسم عليها منذ طفولتها، حيث تمّ اعتمد عند مولدها بعد تحدٍ وصراع بين والدتها وأقارب والدها، أي أنّه نشأ بحادثة ليست ومبهجة بالتأكيد، وهي تتفق مع المثل الشعبي السائد «كثر الدّق يفك اللحام»، أي بسبب كثرة التعليقات ممن حولها على اسمها، باتت تكرهه فكرت في تغييره.


تفاؤل وإيجابيَّة
ويذكر ماجد المالكي، الإعلامي والمذيع في قناة الرياضيَّة السعوديَّة، أنَّ والده أطلق عليه اسم «دخيّل الله» منذ ولادته، إلا أنَّ والدته تحبُّ الأسماء السهلة وغير الصعبة، حيث كانت ترغب بتسميتي «ماجد» أو «سلطان»، وبعد أن كبرت قام والدي بتغييره إلى «ماجد» بدافع نفسي مشابه لدافع والدتي، وإيجابيَّة هذا التغيير على حياتي كفرد متفائل، إلا أنَّ إخواني وبعض أقاربي ظلوا معترضين على ذلك التغيير حتى اليوم.


التغيير فرض نفسه
أما فوزية محمد (30 عاماً )، موظفة في قطاع التسويق، فأوضحت بأنّه لو أتيحت لها فرصة التخلص من اسمها برضا والديها فستفعل ذلك وتغيره إلى «بيلا»، فمن وجهة نظرها أنَّ اسمها يناسب كبيرات الزمن الماضي. لذا فهي تحاول اختصاره بأحد الألقاب المصغّرة المشتقة عنه، كما ترى أنَّ التغيير فرض نفسه من خلال ظهور الأسماء المستعارة في شبكات التواصل الاجتماعيَّة، التي أظهرت عدم رضا البعض عن أسمائهم الحقيقيَّة.


الرأي الاجتماعي والنفسي
ويرى الدكتور ماجد قنش، استشاري علم النفس والسلوكيات الأسريَّة، أنَّ للموضوع أبعاداً اجتماعيَّة أكثر من أنَّها نفسيَّة، فالطفل ينشأ بعدم إعجاب تجاه الاسم بسبب غرابته عن المجتمع أو البيئة المحيطة به أو مكانته الاجتماعيَّة، التي يرى أنَّها تليق به، وقد يكون الاسم غير معروف المعنى في الأصل أو مستورداً من بيئات لا يستسيغها المجتمع حالياً، وقد يكره الفرد اسم الشخص الذي سُمي عليه كأحد الأجداد أو الأقارب، وفي بعض الأحيان التغيير فقط لمجرد الغنج أو الدلع حتى وإن كان الاسم حديثاً، وذلك يعود لنقص الثقة بالذات.
وفي تصريح الطبيب النفسي والأسري ويليام مورفي في بوسطن للصحف العالميَّة ، أنَّ الاسم لا يملك طاقة خاصة به، بل يحمل تأثيراً نفسياً على الفرد نتيجة أحد معاني الاسم التي تصبح محط ازدراء أو سخرية البعض تجاه الشخص، ما يجعله يفكر تجاه اسمه بطريقة مرضيّة واهتمام مبالغ فيه، لأنَّ الشخص تدريجياً يقولب مفهومه عن ذاته كما يناديه الآخرون.


النطاق العملي
نشرت مجلة «The New Yorker» مقالاً مأخوذاً من أحد كتب المؤلف الكندي جون كولابينتو، خلص فيه إلى أنَّ المنتجات ذات الأسماء السلسة والسهلة النطق حققت مبيعات ونجاحاً أكثر من المنتجات ذات الأسماء المعقدة، وأرجع السبب إلى أنَّ البشر يميلون إلى الأمور الواضحة والبسيطة ليسهل تداولها وحفظها.


إلى آيفون 7
ومن الطرائف غيَّر شاب أوكراني الجنسية يُدعى «أولكسندر تورينو» (20 عاماً)، اسمه في السجلات الرسميَّة إلى (آيفون سيم «7» تورينو)، رغبة بالحصول على جهاز «آيفون 7» بعد أنّ قام أحد المتاجر بعرض عدد خمسة من أجهزة آيفون 7 لمن يغيِّر اسمه إلى اسم الجهاز، وقد أوفى المتجر لهذا الشاب بعد أن ظنَّ الناس أنَّ الأمر مجرد مزحة لا أكثر.


مشاهير
لا يخفى على كثيرين أنَّ العديد من المشاهير، خاصةً في الأوساط الإعلاميَّة والفنيَّة يلجأون إلى تغيير أسمائهم حفاظاً على خصوصيَّة عائلاتهم أو حباً في اسم طالما حلموا به، ومن أبرز من دفعهم الحب لتغيير ذلك الاسم الفنانة الراحلة أمينة عبد السلام، التي حوَّلت اسمها بعد اعتناقها للدين الإسلامي من ماري منيب، وعلى المستوى العالمي هناك كثيرون أبرزهم الليدي غاغا، التي يخالف بشكل كبير اسم الشهرة عن اسمها الحقيقي، وهو ستيفاني جوان أنجلينا جيرمانوتا.


وعلى المستوى الأدبي الأديب البريطاني الشهير جورج أورويل، واسمه الحقيقي «إريك آرثر بلير» واختار اسم جورج أورويل كاسم مستعار في أول إصدار له لكيلا تقع عائلته الفقيرة في حرج عند إصدار الكتاب، واستخدم هذا الاسم ليُعبر عن حبِّه للتقاليد الانجليزيَّة ونهر أورويل.