جدل في تركيا حول المسلسلات المدبلجة إلى العبريّة

اتّسعت نشاطات شركات الإنتاج الدراميّ التركيّة، إلى درجة تكاد تُنافس الشّركات العالميّة قريباً. هذا ما يراه العديد من النقّاد والمتابعين والمتخصّصين بالدراما التركيّة في اسطنبول. ولعلّ أهمّ معالم النّجاح تجسّدت في توفير الأسواق المضمونة والدائمة للدراما التركيّة، من خلال الوصول إلى تلك الأسواق الواسعة والمتعطّشة إلى المزيد بلغاتها الأصليّة.
فبعد النّجاحات الدراميّة التركيّة (المدبلجة) إلى حدّ الاستحواذ على جماهير المنطقة العربيّة والشرق الأوروبي، خاصّة دول البلقان وسلوفاكيا وألبانيا ومناطق آسيا الوسطى، حيث كلٌّ يُدبلج بلغته، تمّت دبلجة بعض الأعمال التركيّة إلى الفرنسيّة.
إلا أنّ الظاهرة التي تباينت ردود الفعل حولها في المجتمع التركي أخيراًَ، كانت انفتاح شركات الإنتاج التركيّة على دبلجة المسلسلات المحليّة إلى اللغة العبريّة وتوزيعها في إسرائيل.
كثيرون رأوا أنّ هذا العمل لا يعدو كونه أكثر من صيغة تجاريّة مشروعة، في حين اعتبره آخرون أمراً عاديّاً، إلى درجة أنّ أحد موظّفي الشّركات المنتجة قال إنّ "رأس المال لا جنسيّة له أو دين، وإنّ مترجمينا العاملين في الدبلجة إلى العبريّة هم فلسطينيّون"، موضحاً أنّ هذه تجارة لا علاقة لها بالسياسة، في حين رأى أحد المدبلجين العرب العاملين مع الشركات الإنتاجيّة التركيّة بأنّ تركيا تعتبر المسلسلات دعاية رسميّة للبلاد، وبالتالي لم يستغرب الدبلجة إلى أيّ لغة حتّى العبريّة.
وقد جرى عرض إعلان على موقع "يوتيوب"، قبل أيّام، لمسلسل "العشق الممنوع"، بدبلجته العبريّة، حيث بدأ يُعرض يوميّاً في إسرائيل عند السّاعة الثامنة وخمسين دقيقة بتوقيت تل أبيب.
هذا، ويُحذّر كثيرون من أنّ العرض في إسرائيل قد يُسبّب خلافاً للشّركات مع بعض التيّارات الدينيّة في تركيا التي لا تؤمن بالتعامل مع إسرائيل كدولة.