يستهل الكاتب «ريتشارد كالسون» كتابه «لا تهتم بصغائر الأمور في أسرتك» بقوله: إذا كنت ترغبين بالتمتع بحياة سعيدة ومفعمة بالحبِّ، فعليك بالصبر والحكمة ولا تدعي الأمور الصغيرة تذهب بصوابك، وتسيطر على تفكيرك؛ لأنَّك إذا تركت نفسك للقلق بشأن الأمور الصغيرة فسينتهي بك الأمر إلى الإصابة بانهيار عصبي.
ويضيف «كارلسون» أنَّ المرأة التي لا تقلق بشأن الأمور الصغيرة في محيط عائلتها تصبح أقل إحباطًا، وتتمتع بقدر أكبر على إبداع وابتكار تجارب وذكريات بهيجة، وتصبح أسرتها مصدرًا للسعادة، وتبدو الحياة بالنسبة لها أكثر يسرًا وانسجامًا، ويمتد هذا الشعور إلى أفراد عائلتها.
وفي رأي الكاتب «ريتشارد كارلسون» أنَّ أول واجبات المرأة في بيتها هو تهيئة مناخ عاطفي من شأنه طرد أسباب التوتر، وأنَّها لكي تحدد أنسب مناخ عاطفي لأسرتها يتحتم عليها أن تطرح على نفسها السؤال المهم: هل أرغب بأن يكون بيتي أكثر سكينة؟
البيئة العاطفيَّة في رأي الكاتب «ريتشارد كارلسون» تلزم المقيمين فيها بأن يحترم كل فرد الآخر، وأن يتحلى كل واحد منهم بالقدرة على إصغاء السمع للآخر.
كذلك فإنَّ الشعور بالحريَّة أمر ضروري في البيئة العاطفيَّة، فإذا كان جميع أفراد الأسرة يحبون قضاء بعض الوقت معًا، فإنَّ هناك من داخل الأسرة من يرغب بقضاء بعض الوقت بمفرده داخل المنزل، وأنَّ إدراك الجميع لذلك وفهمه أمر إيجابي.
وإذا كان من البديهي أنَّ البيئة العاطفيَّة ستختلف من منزل لآخر، فإنَّ تهيئة المناخ العاطفي لأفراد الأسرة الواحدة قد يستغرق بعض الوقت، لكن في آخر الأمر سيجني كل فرد من أفراد هذه البيئة العاطفيَّة ثمارها السعيدة.
يطرح الكتاب سؤالاً على الأب والأم داخل البيئة المنزليَّة، التي من المفترض أن يصلا بها إلى البيئة العاطفيَّة: كم مرة قدمت فيها شكرك من القلب لشريك حياتك على ما قام به من جهد مضنٍ نيابة عنك؟
يقول المؤلف: إننا جميعًا بحاجة إلى الشكر والتقدير، ويستوي في ذلك من يعمل داخل البيت أو خارجه أو الجمع بينهما، وإننا عندما نستشعر أنَّ الآخرين لا يستخفون بنا، ويشعروننا بقدر من الامتنان والتقدير، فإننا نميل بفطرتنا إلى تقديم العون لهم بكل أريحيَّة وحبٍّ.
ولا ينسى كارلسون أن يشير إلى التقلبات المزاجيَّة التي هي إحدى حقائق الحياة المنزليَّة الباعثة على الضيق، والتي تهدد البيئة العاطفيَّة التي تنشدها الأسرة، وينصح المؤلف بأنَّ على جميع أفراد الأسرة فهم هذه التقلبات المزاجيَّة، ويضيف أنَّ على أفراد الأسرة أن يتقبلوا حياتهم بما فيها من أوقات سعادة وأخرى يعتريها شيء من التوتر، وأن تبدو التقلبات المزاجية وكأنَّها تهديد لبيئتهم العاطفية، وأن يتحلى كل فرد من أفراد الأسرة بروح الدعابة التي تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم إلى أبعد مدى.





