mena-gmtdmp

حكمة بائع السمك

مبارك الشعلان

قبل خمسين عامًا غادر رجل مهاجر إلى بلده مصر بعد غياب، وذهب إلى سوق السمك فسأل عن كيلو السمك.

فأجابه البائع: 3 جنيهات.

فاستغرب من السعر وقال «ياه».. أيام الاستعمار كان الكيلو بقرش.

فقال البائع: «رجّع» الاستعمار وخذ السمك ببلاش!!

هذه «الياه» قالها كثيرون سابقَا.

وهذه «الياه» قالها بالأمس الرئيس العراقي «جلال طالباني» عندما كنت طالبًا في كلية الحقوق، كنت أخرج في مظاهرات، وأرفع شعارات، ولافتات تقول: تسقط أميركا، ولترحل أميركا.

ولكن اليوم أقول أهلا يا أميركا.. وتحيا أميركا.. فهي فعلت في أيام ما عجزت عن فعله طوال النضال!!

وهذه «الياه» قالها مواطن عراقي بسيط وهو يستقبل قوات التحالف، وقال ياه تأخرتوا.. ليش تأخرتوا كل هذه السنوات؟!

فالكل يريد طرد أميركا، ومع ذلك الكل يريد أن يأكل السمك بسعر أيام الاستعمار!

قليلون هم الذين يقولون ما قاله بائع السمك قبل خمسين عاما «رجع الاستعمار، وخذ السمك ببلاش»!!

فبائع السمك هذا «أحكم» من كل «الحكماء» الثوريين العرب، وأبعد «بصيرة» من كل المبصرين العرب الذين يلعنون أميركا، ومع ذلك يفضلون السمك «فيليه» على الطريقة الأميركية ! فهم يريدون أن يطردوا أميركا، ومع ذلك يريدون السمك «ببلاش»!!

واقع الحال يقول إن السمك العربي أسعــاره مـرتــفـعـة هــذه الأيــام، وأميركا جاءت لتخفض أسعاره، لكي يكون في متناول الجميع بعد أن كان الثوريون يستأثرون بأكله «مشويا»، و«مقليا»، و«مطبوخا»، و«مسقوفا»، ويتركون الناس يحلمون باليوم الذي يأخذون به السمك ببلاش!! بعد أن حارب بقايا الثوريين السمك باسم اللحمة، وحاربوا الملكية باسم الجمهورية، وحاربوا الجمهورية باسـم المـلكـية، وأصـبحوا ملكيين أكثر من الملك، ورفعوا أسعار السمك!!

الناس تريد أن تأكل سمكًا، وتريد أن تأكل لحمة.. وهي تدعو ليل نهار «ليذهب الجوع» بعد أن أصبح الثوريون «نباتيين» بقدرة قادر للمحافظة على كروشهم الثورية!!

 

شعلانيات

< أهم ما يربطنا أوهام أقوى من الحقيقة!!

< الذي أوله خوف.. نهايته هزيمة!!

< بفلوسك تشتري بعض الناس.. وليس حب الناس!!

< الصديق الحقيقي هذه الأيام هو الذي يطعنك في بطنك!!