
أكتب اليوم منتصرًا للمرأة، وقضاياها العادلة، وإذا كنت منتصرًا للمرأة، وقضاياها العادلة، فليس معنى ذلك أنني أخذل الرجل، وأن قضاياه ليست عادلة، أو ظالمة، لكن إذا لم يكن الرجل ظالمًا، فالمرأة بالتأكيد مظلومة، على الأقل بالنظرة الظالمة لها.
فقد كنت أتصفح مذكرات الرئيس الأميركي كلينتون، فتوقفت أمام كلمة له عن مواصفات الرجل المثالي في عيون المرأة، فقال إن الزوج المثالي كريم، متسامح، متفهم، مخلص، لا وجود له، لأنه من صنع خيال المرأة،
وبالمقابل فإن المرأة المتسامحة، المتفهمة، التي هي عاملة في النهار، وحالمة بالليل، مشاعر في الصباح، وعاشقة في المساء، لا وجود لها لأنها من صنع خيال الرجل.
فالرجل الذي يحلم بالمرأة من نوع جميلة، أو صارخة الجمال، يكون هو الآخر صارخ الرجولة بكلامه، وأفعاله، وفلوسه.
والذي يريدها رشيقة مثل عارضات الأزياء عليه أن ينظر لكرشه أولاً، ويكون هو بمواصفات عارض الأزياء.
وأترك كلينتون، وأبقى مع المثالية فكما أن هناك مواصفات مثالية، وخاصة في مخيلة كل رجل لفتاة الأحلام، هناك مواصفات تقابلها لأن يكون هو فارس الأحلام.
فالمرأة في سن ما، تفضل الرجل الوسيم، الجذاب، الرومانسي، الطموح، الرشيق، الواعد ماليًا.
وفي سن ما تفضل الرجل الذي لا يزال يحتفظ بوسامته، ولم يُصَب بداء الصلع بعد، ولديه ذوق لأن يفتح لها باب السيارة، ويدعوها إلى العشاء خارج المنزل، ويسمع أكثر مما يتكلم، بمعنى آخر ها يتركها تواصل الكلام -على طريقة الحكومة التي تسمح للمعارضة بشتمها، وتبتسم- ويضحك على نكاتها التي لا تضحك، ويحمل عنها الحقائب، ويتذكر عيد ميلادها على طريقة تذكره عيد ميلاد الريس، باعتباره عيدًا قوميًا.
وفي سن ما، تحب الرجل الذي لا يحرك السيارة قبل أن تركبها، ويعتبرها حكيمة بأن يوافق على كل كلامها، ويعتبرها مدرسة لا يزال ينهل من مأثوراتها.
وفي سن ما تفضل وتريد أن يكون شهمًا، وفي سن ما يستحسن أن يكون متفهمًا، وفي سن ما يكفي أن يكون مخلصًا.
بعبارة أخرى، المرأة تحلم برجل مثالي دفعة واحدة، وإذا لم تحصل عليه فهي تحلم به بالأقساط،
بينما يحلم الرجل «كاش».





