في السابق كان يُسأل الطفل ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. فتكون الإجابة دكتورًا، أو مهندسًا، أو محاميًا أو طيارًا، وغيرها من المهن المحترمة.. أو التي كانت محترمة جدًا.. وبعد ذلك محترمة.. وبعد ذلك بعضها «مش محترم».
اليوم أصبح السؤال يُسأل على استحياء، فبعض إجابات الأطفال تكون صاعقة مثل فنانًا، أو مطربًا، أو مليونيرًا.. وهذه المهن لم تكن في قائمة أحلام الصغار.. بعد أن تغيرت أحلام الكبار.
فبعد أن فاجأتنا وزيرة عربية بأن الوزارة لم تحقق أحلامها الطفولية.. لأنها كانت تحلم أن «تشتغل رقاصة».
وهذه مصيبة المصائب.. فالشعب العربي كله من أقصاه إلى أقصاه بسياسييه، وراقصاته، وراقصيه يحلم أن يصبح وزراء، ووزيرات، سواء الأحياء منهم، أو الأموات.. تأتي وزيرة تحقق حلمها بالوزارة لتحلم أن تشتغل راقصة.
ويأتي رئيس دولة كبيرة مثل أندونيسيا يحلم ملايين الأندونيسيين أن يصبحوا رؤساء.. حتى لو رئيس نوبة في حرس الخفر.. وهو يحلم بأن يصبح مطربًا.. ويحلم أكثر بأن ينافس المطربين، بعد أن سجل أكثر من شريط كاسيت، ومني بالفشل الذريع.. ومع ذلك لم ييأس، وقام خلال الأيام الماضية بإنزال شريط جديد بعنوان «لم أفقد الأمل»، أو «أثق بنجاحي».
عندما ماتت الراقصة تحية كاريوكا، وانتقلت إلى مثواها الأخير.. خرجت الصحف بمانشيتات عريضة تقول: «وماتت آخر الراقصات المحترمات».. فاكتشفنا لحظتها أن هناك راقصات محترمات.. لأنها راقصة الملك فاروق.. وراقصة الملك بالضرورة تكون ملكة الراقصات.. فهي حققت حلمها بأن تكون ملكة.. بينما حقق الملك فاروق حلمه بأن يرقص.
فالأحلام هي رغبات مدفونة تخرج إلى العلن متى وجدت فرصة سانحة.. وهي أحلام مشروعة إلا إذا كانت أحلامًا شاذة.. فالمكوجي الذي يحلم أن يصبح فنانًا مشهورًا أحلامه مشروعة.. لكن أن يحلم الفنان المشهور أن يصبح مكوجيًا.. أو يحلم الرئيس بأن يصبح مطربًا.. أو تحلم دكتورة أكاديمية أن تصبح ممثلة إغراء.. أو تحلم الوزيرة أن تشتغل راقصة.. فأكيد «فيه حاجة غلط»!! يمكن فينا مش فيهم!!
شعلانيات
< مشكلة القانون.. أهل القانون الذين يطبقونه.. والذين يتحايلون عليه!!
< الحب هو الوجه الآخر للوهم.. فعندما يحب الإنسان «يتوهم» أنه يعيش أجمل من قصة حب عروة وعفراء!! للعلم فقط أن عروة اعترف في نهاية المطاف بأن الوهم أجمل ما في الحب!!
< أعداء المرأة: الزمن ونفسها
وأعداء الرجل: نفسه وأصدقاؤه!!
< من بين أفكارك يولد أعداؤك.. ومن بين أفعالك يولد أصدقاؤك!!
