mena-gmtdmp

وكالة «البلح» الديمقراطية

مبارك الشعلان

في هذه المرحلة الديمقراطية يبدو أن البعض أخذ «وكالة» الديمقراطية كما لو كانت وكالة سيارات، أو وكالة أجهزة كهربائية، فهي ديمقراطية احتكارية لا يجوز للآخرين استخدامها دون الرجوع للموكل، وأصبحوا يورثون هذه الديمقراطية لأبنائهم، كما يورثون العلامات التجارية.

فأبناء الديمقراطيين بالضرورة ديمقراطيون، مثل أبناء الفنانين الذين أصبحوا بقدرة قادر فنانين، وأبناء الرياضيين بالضرورة رياضيون، وإذا كان الأمر كذلك فلا نستكثر على الدكتاتوريين أن يكون أبناؤهم دكتاتوريين، ولا نستكثر على الرؤساء أن يخلفوا رؤساء، طالما أن العملية تتم على طريقة «وكالة البلح»، أو وكالة الديمقراطية، فكلها وكالات، وكلها تلبس ثوب الديمقراطية، هذا الثوب الذي أصبح يستخدم للمناسبات والاستعمال الخارجي فقط، فالديمقراطي يرتدي ثوب الديمقراطية مثلما يرتدي «البشت» بالمناسبات، فهو لمزيد من الوجاهة، واستعماله يقتصر على المناسبات الرسمية؛ لذلك نجد أن الديمقراطيين هم آخر من يتحمل نتائج الديمقراطية.

وإذا أردت أن «تجرب» إلى أي حد أن هؤلاء الديمقراطيين ديمقراطيون، فحاول أن تختلف معهم؛ لتعرف أن الخلاف في الرأي يفسد للود قضية؛ بعد أن غيروا قواعد الديمقراطية وشعاراتها؛ لتتماشى مع ديمقراطيتهم. فـ«موضة» أن الخلاف لا يفسد للود قضية أصبحت قديمة، ولا تتناسب مع طبيعة عمل وكالة الديمقراطية؛ لذلك أصبحوا يمنحون «صكوك» الديمقراطية لمن يعمل معهم في هذه «الوكالة»، ويغدقون عليهم من «بركاتهم» الديمقراطية، أما الآخرون فهم أعداء الديمقراطية على طريقة «قدامى» الديمقراطيين الثوريين الذين كانوا يتخلصون من خصومهم بتهمة «أعداء الثورة».

أما اليوم فيكفي أن تحاول «استخدام» الديمقراطية دون الرجوع لـ«وكلاء» الديمقراطية؛ لكي تعرف أنك من أعداء الثورة، ومن أعداء الديمقراطية؛ لأنك لم تحصل على ترخيص «ديمقراطي» يسمح لك بمزاولة الديمقراطية، ويجعلك «ديمقراطيا» حسب قانون «وكالة» الديمقراطية!

 

 

 

شعلانيات

> سر النجاح يعرفه الذين لم ينجحوا!!

> مشكلة بعض الناس هذه الأيام أنهم يعرفون كل الحلول لمشاكل غيرهم ولا يعرفون حلا لمشاكلهم!!

> الإنسان غني أو فقير... لا بسبب ما يملك، وإنما بسبب إحساسه به!!