في ذمة الله أيها الرجل الطيب..
لم يكن يومًا مسؤولًا كبيرًا.. حتى تمتلئ الصحف بكلمات نعيه..
مع أنه كان مسؤولًا كبيرًا جدًا.
ولم يكن غنيًا حتى نقرأ مشاركات العزاء..
مع أنه كان غنيًا جدًا.
لم يكن سفيرًا.. حتى تشاطره السفارات برقيات العزاء..
مع أنه كان سفيرًا فوق العادة..
لم تنكس الأعلام من أجله..
مع أنه كان شخصًا مهمًا وشخصية مرموقة في قلوب أحبته على الأقل.
لم يكن من أصحاب السعادة والسمو والمعالي.. وأصحاب المناصب الكبيرة..
كان من أصحاب القلوب الكبيرة فقط.
مات الرجل الطيب..
مات العم متولي.. أو الحاج أبو عبده..
من دون أن تقطع الفضائيات بثها لتعلن نبأ وفاته..
مع أنه يستحق ما هو أكثر من ذلك.
فإذا كان الآخرون يتصدرون نشرات الأخبار فهو يتصدر قلوب الكثيرين ممن أحبوه لله وفي الله.. لا من أجل أملاكه.. أو من أجل مناصبه.. وإنما من أجل روحه الجميلة.. وهي التي لا يستطيع كل أصحاب المناصب والأملاك أن يمتلكوا واحدة مثلها.
وكانت ´قيمته مثل ´قامته بسيطة.. ولكنها كانت ´مديدة.
لذلك ستجعل له ´عمرًا مديدًا لا ينتهي أو ينضب.
فهو كان ´طويل عمر من دون أن يقول له أحد يا ´طويل العمر».
لم تعينه وزارة خارجية بلاده سفيرًا.. ولكنه كان خير سفير.. سفير فوق العادة.. سفير بدرجة إنسان.. كان إنسانًا بدرجة بواب.
لم ترسله بلاده ليكذب بالنيابة عنها.. عندما تريد أن تكذب كما يفعل عادة سفراء فوق العادة.
فألف رحمة ونور على روحك يا عم متولي.. وهذا اعتذار مني بالنيابة عن كل إنسان يحمل روح الإنسان.. فأنت من أصحاب القيم العالية الذين يستحقون منا ما هو أكثر، ولكننا لم نفعل لك إلا ما هو أقل من قيمتك.. فاعذرنا..
اعذرنا....!!
شعلانيات:
الماضي جميل لأنه ذهب ولو عاد لأصبح بشعًا!!
المستقبل أجمل لأننا مازلنا نحلم به، ولو تحقق الحلم لما عاد جميلاً؛ لأنه لم يعد حلمًا وإنما حاضر!!
مغفل من لا يعتقد أنه كان مغفلاً يومًا ولو لمرة واحدة!




