سحر الخادمات الإندونيسيات هل ينتقل عبر الجوال؟

2 صور

بعد أن تداولت رسائل تحذيريَّة عبر وسائل الاتصال المختلفة: «برود كاست» والـ«واتس أب»، والـ«بلاك بيري»، تحذر الأسر والعائلات والأمهات بمراقبة خادماتهن، خاصة الأسيويات منهن، بل والإسراع بتسفيرهن إلى بلادهن من دون أن يشعرن؛ وذلك، كما أشيع، بأنَّ هنالك رسائل نصيَّة بها طلاسم وكلمات مسحورة وصلت إلى الخادمات من بلادهن مصدرها السحرة، تجعلهن يقمن بجرائم شنيعة ضد مخدوميهم.

«سيدتي نت» وكما عودتكم تابعت الموضوع عن كثب، واستعانت ببعض شيوخ الدين والدِّراسات الإسلاميَّة، ووقفت على حقيقة الأمر.

السحر عبر الجوال
الدكتور سعود عبد الله الفنيسان، عميد كليَّة الشريعة سابقاً، ومستشار ومشارك بالعديد من الهيئات الشرعيَّة، سألناه عن مدى إمكانيَّة وقوع السحر عبر الرسائل النصيَّة من دون فعل مباشر فقال: يمكن أن يقع مفعول السحر عن طريق الجوال أو الرسائل النصيَّة، حيث إنَّ الساحر بإمكانه اتخاذ أساليبه الخاصة في الشعوذات والسحر، ونقلها إلى المسحور، حتى لو كان في بلد آخر من دون أن تكون هناك وسيلة مباشرة.

ليس له مفعول
أما الدكتور غازي الشمري، أستاذ الدِّراسات الإسلاميَّة، فقد نقض تماماً تفاعل السحر، ووصول أثره إلى المسحور من دون عمل مباشر، مبرراً بقوله: غير صحيح أن ينتقل السحر أو يحدث أثره عن بعد من بلد إلى بلد، من دون أخذ شيء من أثر المقصود به السحر، ومن دون وسيلة مباشرة.

لا وجود لبلاغات ضد الخادمات
وحول ما إذا كانت هناك بلاغات قد حدثت من قِبل بعض العائلات ضد خادماتهم، خصوصاً بعد مقتل الطفلة «تالا»، فقد تأكدت «سيدتي نت» من خلال التواصل مباشرة مع العميد مسفر الجعيد، المتحدث الرسمي باسم شرطة جدة، الذي أكد قائلاً: غالباً ما تستقدم الخادمات من بلدانهن من دون التحقق من وجود إثبات أو شهادة تؤكد خلوهن من أي سوابق إجراميَّة كنَّ قد ارتكبنها في بلادهن.

وأضاف: من المفترض أن تقوم السفارات السعوديَّة في الخارج ومكاتب الاستقدام بالبحث والتأكد، بل المطالبة بشهادات توضح سلامة استقدام هؤلاء العاملات من أي أمراض نفسيَّة أو سوابق إجراميَّة، كما ينبغي على العائلة مراقبة الخادمة مراقبة كاملة ودقيقة؛ تجنباً لوقوع أي مشكلة أو حادثة لا سمح الله.

وعلى صعيد تلقي بلاغات أو شكاوى مقدمة من عائلات ضد خادماتهم، أضاف الجعيد: هناك بعض البلاغات ضد الخادمات، لكنَّها محصورة فقط حول رفضهن العمل أو أنَّهن لم يعدن يتحملن الغربة ويردن العودة إلى بلادهن، أو أن يكون لديهن أبناء يرغبن برؤيتهم، وصاحبة المنزل لا ترغب بمنحها إجازة وغيرها من الأمور المماثلة. لكن ليس هنالك بلاغات حول شكاوى عنف أو جرائم من قبل الخادمات.

ماذا قالت الخادمات الإندونيسيات؟
وعبر «سيدتي نت» كنا قد عرضنا موضوع الرسائل التحذيريَّة على بعض العاملات الإندونيسيات، اللاتي برَّأن أنفسهن من تلك الإشاعات الإلكترونية، والتي ليس لها أساس من الصحة، وقد يكون من أطلقها يريد أن يحدث شرخاً بين العمالة الإندونيسيَّة والمجتمع السعودي.

وما قامت به الخادمة قاتلة «تالا» يدل على أنَّها تعاني من خلل نفسي، لكن ذلك لا يمنع بعض العائلات من اتخاذ الاحتياطات للتعامل مع مثل هذه المواقف حرصاً على سلامة أبنائها وسلامتهم.

ترجمة إحدى الرسائل التحذيريَّة
وقد حصلت «سيدتي نت» على إحدى الرسائل التي يتم إرسالها باللغة الإندونيسيَّة، وقامت بترجمتها، واتضح كما هو مرسل عبارة عن إعلان يحرض على جميع العمالة الإندونيسيَّة، رجالاً ونساء، مقيمين وغير مقيمين، بالعودة إلى وطنهم، وترك جزيرة العرب السعوديَّة، وإلا سيتم سجنهم لمدة عام. وقد تم إرفاق رقم هاتف جوال بالرسالة للمساعدة والاستفسار.