في ذكرى وفاته الـ 86 وصية جبران الأخيرة

جبران الشاعر والكاتب والرسام اللبناني من شعراء المهجر.
بورتريه لأربع وجوه من روائع رسومات جبران عام 1925.
جبران صغيراً.
الكلمات التي أوصى جبران أن تكتب على قبره.
من رسومات جبران.
5 صور

كأشجار أرز الرب اللبناني النادر الوجود نبت أديبنا لليوم من بين جبال لبنان الخلابة، في يومٍ شتائي قارس ومثلج، وفبياض ثلجه يومها وصفاء بلدته وجمالها، سكنت في تلافيف ذاكرته مدى حياته، فأنتج لنا تلك الحكمة والفلسفة الرائعة في جوهر الحياة، هو المتصوف المؤمن بوحدة الوجود، المؤمن بالحب بأنّه جوهر الحياة.
إنّه جبران خليل جبران شاعر وكاتب ورسام لبناني عربي من أدباء وشعراء المهجر هاجر صبياً مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على جنسيتها، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية وتوفي في مثل هذا اليوم في 10 أبريل.
معاناته صغيراً
والدته هي السيدة كاملة رحمة، ووالده هو جبران خليل جبران الأب الذي كان مدمناً على الكحول والمقامرة، ما أدى إلى نهاية المطاف لاقترافه لجرم الاختلاس لسداد ديونه، وتم القبض عليه والسجن، لذلك لم يحظَ جبران بتعليم جيد في صغره، إذا كانت أمه عاجزة عن سداد أقساط المدرسة، وقد قام كاهن القرية الأب جرمانوس بتعليمه القراءة والكتابة باللغة العربية، وساهم الشاعر سليم الضاهر بتحسين مستواه في القراءة.
الهجرة
هذه المشاكل التي خلفها الوالد دفعت الأم لاتخاذ قرار الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية برفقة أبنائها، بسبب استهتار زوجها وقلة حيلتها،
حينها حصل جبران على أول تعليم أكاديمي في مدرسة مخصصة للمهاجرين بولاية بوسطن بأمريكيا، وقد كان عمره حينها12 عاماً، وذلك عام 1895م، اكتشف معلموه موهبته البارزة في الرسم فألحقوه بمدرسة فنية تحت إشراف المعلمة "جيسي بيل" الذي كان جبران دائم الذكر والامتنان لها.
أدبه ومواقفه
كان في كتاباته اتجاهان، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، ويفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته "المواكب" التي غنتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي".
تفاعل جبران مع قضايا عصره، وكان من أهمها التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله. وبالنظر إلى خلفيته المسيحية، فقد حرص جبران على توضيح موقفه بكونه ليس ضِدًا للإسلام الذي يحترمه ويتمنى عودة مجده، بل هو ضد تسييس الدين سواء الإسلامي أو المسيحي.
نتاجه الأدبي
باللغة العربية: الأرواح المتمردة 1908م، دمعة وابتسامة1914م، الأجنحة المتكسرة1912م، العواصف، البدائع والطرائف" مجموعة من مقالات وروايات تتحدث عن مواضيع عديدة لمخاطبة الطبيعة" 1923م، عرائس المروج1906م، نبذة في فن الموسيقى 1905م، المواكب1919م، والكثير غيرها.
باللغة الإنجليزية: من أهم كتبه فيها "كتاب النبي" كقصائد شعرية، والمجنون، ورمل وزبد، حديقة النبي، أرباب الأرض1931م، الشعلة الأدبية وتم رسائله الأدبية إلى مي زيادة.
مقتطفات من كتاب النبي
ثم قالت امرأة حدثنا عن الفرح والحزن..
إنما فرحكم حزنكم
وقد رفع عن وجهه القناع،
وما أكثر ما تمتلئ البئر التي تستقون بها بفيض دموعكم
وكيف يكون الأمر غير ذلك؟
فعلى قدر ما يغوص الحزن في أعماقكم يزيد ما تستوعبون من فرح
أليست الكأس التي تحمل خمركم هي نفسها الكأس التي احترقت في أتون صنع الفخار؟
أليست القيثارة التي تسكن إليها نفوسكم هي نفسها قطعة الخشب التي حفرتها السكين؟
وصية جبران الأخيرة
أوصى أن يكتب على قبره: أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك.
توفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل، وكانت أمنيته أن يُدفن في لبنان، وقد تحققت له ذلك في 1932. دُفن جبران في صومعته القديمة في لبنان، فيما عُرف لاحقًا باسم متحف جبران.
اشتهر عند العالم الغربي بكتابه الذي تم نشره سنة 1923 وهو كتاب النبي (كتاب). أيضاً عرف جبران بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي.