القرارات تحت تأثير مزاجنا السيئ.. والخسائر الفادحة

مدى فداحة اتخاذ القرار في مزاج سيئ
لودي
مصطفى عبد الله
العرب عرفوا بعاطفتهم الدائمة
عمران حافظ
رند بدوي
6 صور

تستمر محاولات البشر الدائمة في أن يكونوا في مزاجٍ جيِّد، لكن تحول الظروف والمواقف الحياتية دون ذلك.
قراء «سيدتي» تفاعلوا مع السؤال المطروح حول ماهيَّة القرار الخاطئ الذي اتخذته بسبب مزاجك السيئ، لتتنوَّع حينها الخسائر بتنوُّع القصص.


فقدت وظيفتي
اختصاصيَّة التغذية، رند بدوي، حكت لنا عن قرار استقالتها الذي قامت بتقديمه للشركة في لحظة غضب، فقالت: قامت مديرة العلاقات العامَّة بجمع جميع الأطباء في اجتماع، وأخذت تصرخ على الجميع ما أثار ذلك استفزازي وعصبيتي فذهبت إلى مكتبي وكتبت استقالتي وقدمتها، وكانت المفاجأة صاعقةً لي عندما تم قبولها.
ومدربة الزومبا لودي قالت: مزاجي السيئ كان السبب في أن أتخذ قرارًا خاطئًا، وهو الاستقالة من وظيفتي في الخطوط الفرنسيَّة.


خسرت ابنتي دراستها بسبب لحظة غضب
أما أم سعد (29 عامًا) ربة منزل فقالت: كانت عبارة واحدة فقط عندما قالها زوجي جعلت مزاجي سيئًا جدًا، وعلى إثرها قرَّرت قرارًا خاطئًا كلَّف ابنتي مكوثها في المنزل وعدم التحاقها لمقاعد الدِّراسة لفصل كامل. وعن التفاصيل قالت: كنت قد التحقت بجمعيَّة حتى أدفع من خلالها رسوم دراسة ابنتي، ويوم تسلم المبلغ (10 آلاف ريال) دخلت في جدالٍ مع زوجي فيما يخص المسؤوليات والضغوطات التي على عاتقي، فقال لي حينها: (لم أطلب منك ذلك). وقعت عبارته كالصاعقة عليَّ فذهبت بعدها إلى السوق وصرفت المبلغ بأكمله في أشياء ليس لها داعٍ، والنتيجة ابنتي لم تدخل المدرسة وتمكث في المنزل. بعد أن استفقت من حالة الغضب التي كنت فيها ندمت بشدَّة، فزوجي ليس بخيلاً، لكن هو أيضًا كان يعاني ضغطًا بسبب إنشغاله في بناء منزلنا.


قطيعة رحم مستمرة
وأشار المعلم عمران حافظ (30 عامًا)، أنَّه يشعر بندم شديد تجاه ضربه لأحد طلابه بقسوة بسبب مزاجه السيئ.
وأوضح دكتور الأطفال فايز الشبيلي أنَّ قراره الخاطئ الذي اتخذه تحت تأثير مزاجه السيئ، وكان من الممكن أن يتغلب عليه، تمثّل في قطيعة رحم، وأوضح أنَّه يشعر الآن بندم شديد، وعزة نفسه تحول دون تغيير الوضع إلى الآن.


فداحة اتخاذ القرار في الوقت الخاطئ
المستشار مصطفى عبدالله أوضح أنَّ العرب عرفوا بعاطفتهم الدائمة وتأثير ذلك على قرارتهم كبير، رغم أنَّه من المهم جدًا ألا يتخذ الإنسان قراره في الوقت الخاطئ وبناءً على رد، لأن ذلك يؤدي إلى الندم، سواءً في القريب العاجل أو على المدى الطويل.
لذلك مهم جدًا عند اتخاذ القرار أن يكون ناتجًا عن فعل بناءً على مسببات وليس بناءً على رد فعل، وأيضًا يجب عدم الإقبال على أيِّ خطوة أو إصدار أيِّ قرار في حال غضب، والابتعاد خاصة في مجال العمل من أخذ الأمور بشكل شخصي، ويجب على الشخص أن يحرص بألا يكون بناءً على صدى، وإنَّما انعكاس لنفسه وصوته وكلامه.