mena-gmtdmp

ما الذي تغير؟!

مبارك الشعلان

 

لا شيء يجعل الأشياء من حولنا تتغير إلا إذا أحببنا الأشياء نفسها التي كنا نمر بها بالأمس وتثير قلقنا وحنقنا..

فلماذا أصبحت جميلة وممتعة، فما الذي تغير؟!

 نحن أم الأشياء لكي تتغير مشاعرنا؟!

الطريق نفسه الذي كنا نسلكه ويثير فينا الضجر والملل أصبح اليوم مريحاً.. وغير ممل، فهل تغير الطريق أم مشاعرنا؟!

وهذه الأشجار الباهتة والمغبرة أمس بدأنا نشعر بنضارتها وبهجتها اليوم، فهل تغيرت الأشجار؟! أم أن أشجار أرواحنا هي التي تغيرت؟!

وهذه الأغنية التي جعلتنا «نغلقها» كما لو أننا «نكسر» آلة التسجيل، هي الأغنية نفسها التي «فتحت» لنا أفقاً جديداً، و«رممت» جزءاً مكسوراً من روحنا اليوم.

الأغنية هي الأغنية، كلماتها نفس الكلمات، وألحانها الشجية أو القبيحة هي الألحان الشجية أو القبيحة نفسها، فما الذي تغير؟!

 ما الذي جعل ألحانها القبيحة شجية؟!

أو ما الذي جعل ألحانها الشجية قبيحة؟!

 بالتأكيد هي مساحة القبح التي كانت متربعة على نفوسنا بالأمس، فجعلتها قبيحة، وهي أيضاً مساحة الإحساس بالجمال التي «دغدغت» نفوسنا اليوم فجعلتها شجية.

أحياناً ندخل محلاً للورد فلا يمنحنا الشعور الذي تمنحه لنا وردة واحدة ممن نحب، ولو دخلنا حقلاً للورد ما كان أن يحرك فينا شيئاً مثلما فعلت هذه الوردة.

إنها لغة الإحساس بالأشياء التي لا يفهمها إلا الراسخون في علم الحب وعلم الحياة.

فإذا أحببنا أصبحنا نرى الأشياء نفسها التي كنا نراها بعين أخرى، وروح أخرى، كما لو كانت على أعيننا غشاوة، وعلى أرواحنا غمامة.

ما كنا لنرى كل هذا الجمال والبهجة في الحياة دون أن تغتسل عيوننا وأرواحنا بماء الحب، نحن في كل صباح نستحم نأخذ «دشاً» لأجسامنا، ولكننا ننسى في زحمة الحياة أن نستحم من الداخل، ونأخذ «دشاً» لأرواحنا من الداخل.

وسنشعر بعدها بالشعور نفسه المنعش اللذيذ الذي يجعلنا «أخف»، وأكثر رغبة في الحياة.

غالباً ما نضحك ونتندر على أولئك الذين «لا يستحمون» لأيام عدة، فما بالنا بأولئك الذين لا يغسلون أرواحهم لسنوات عدة؟!

 فاغسلوا أرواحكم بماء الحياة، عندها فقط ستكتشفون كم هي جميلة الحياة، وكم هو أجمل إحساسنا بالأشياء!!

 

 شعلانيات:

   الجزع عند المصيبة مصيبة أخرى.

   أخطاء الآخرين مصدر للخبرة.

   لكي تغير العالم يجب أولاً أن تغير نفسك!!