هل من الممكن أن يكون المدير والموظف أصدقاء حقيقيين؟

الحرص على تنمية وتدريب فريق العمل
صورة رمزيَّة
أن يحدِّد الصداقة في إطار محدَّد وهو إطار العمل
في بيئة العمل يتم التعامل مع معطيات بيئة العمل فقط
5 صور

الصداقة والعلاقات الإنسانيَّة داخل مكان العمل تعدُّ سلاحاً ذا حدَّين، ثم إنَّه من حق أي مدير أن يقيم علاقات صداقة في محيط المكان الذي يعمل به، ومع كل الموظفين والإداريين الذين يعملون معه في الشركة نفسها أو المؤسسة؛ ولكن بشرط أن يفصل بين مفهوم الصداقة والزمالة، فهل صداقة المدير مع الموظف تضعف من إدارته؟ وكيف إذا تمت ترقية الموظف ليرأس زملاءه؟ وما هي مواصفات المدير الناجح؟

«سيدتي نت» تواصل مع الرئيس التنفيذي ومستشار تطوير الأعمال، أحمد المنهبي، ليجيب عن هذه الأسئلة.
بداية أوضح المنهبي أنَّه لا يمكن للمدير والموظف أن يكونا أصدقاء حقيقيين إلا ما ندر، وذلك لأنَّ الصداقة في بيئة العمل أتت بسبب العمل، ولم تأت بسبب العلاقات الإنسانيَّة والاجتماعيَّة بالإضافة إلى أنَّ الصِّفات المشتركة التي بينهما في إطار العمل، لا تؤدي إلى علاقات صداقة إنسانيَّة حميميَّة.

• هل صداقة المدير مع الموظف تضعف من إدارته؟
لا تضعف إدارته بشرط أن يفصل بين مفهوم الصداقة والزمالة، بعمنى أن يحدِّد الصداقة في إطار محدَّد وهو إطار العمل، ويفرق بينه وبين العاطفة، ولا يخلط فيه الجوانب الاجتماعيَّة من قبول للهدايا، والزيارات في المنازل بشكل مستمر، والخروج لتناول الطعام أيضاً بشكل مستمر، وذلك حتى لا تتحول صداقة العمل إلى صداقة اجتماعيَّة؛ وبالتالي يصعب تأطيرها.

• ماذا لو صداقة العمل تحوَّلت إلى صداقة حقيقيَّة حميميَّة؟
أن يتم الإتفاق مع هذا الصديق الحقيقي بأنَّه سوف يكون هناك فصل بين العلاقات وبين العمل، فأنا وأنت في العمل أصدقاء عمل فقط، وبمجرد انتهاء الدوام نحن أصدقاء حقيقيون؛ وذلك حتى لا يؤثر في إدارة وترتيب الأولويات.

• كيف يتصرَّف الموظف في حال تمت ترقيته ليرأس زملاءه؟ فما هي صعوبة التعامل الرسمي مع الأصدقاء؟
أما المدير الجديد مع زملائه السابقين فيجب أن يوضح لهم أنَّه سوف يبقى بينهم الاحترام والود والعلاقات، ولكن العمل له أُطر والصداقات لها أُطر مختلفة؛ فنحن في بيئة العمل نتعامل مع فقط معطيات بيئة العمل، فخارج العمل نحن أصدقاء وداخل بيئة العمل نحن زملاء فقط.

• ما هي مواصفات المدير الناجح في التعامل مع موظفيه؟
ـ أن يكون ودوداً، ولكن في حدود، بمعنى أن يتعامل بالود والاحترام والتقدير، لكن من دون تمادٍ حتى لا يصل الأمر إلى حدِّ تقليل الاحترام.
ـ تحمل المسؤوليَّة، وأعني بذلك تحمل مسؤوليَّة أخطاء فريق العمل حين يخطئون في أمر خارج عن إرادتهم.
ـ الحرص على تنمية وتدريب فريق العمل، الأمر الذي يؤدي لكسب ثقتهم ومحبتهم.
ـ أن يمتلك المصداقيَّة وتعني تطابق القول مع الفعل؛ فحين يجد الزملاء أنَّ هذا المدير يمتلك المصداقيَّة، سوف يحرصون على اتباعة فيما يدعو إليه.
ـ الصبر وتحمل فريقه وتوجيههم بشكل جيِّد، سواء كان الأمر متعلقاً بالعمل أو غير ذلك، لكنَّه حصل داخل بيئة العمل.
ـ أن تكون لديه القدرة العالية على الإنصات وليس فقط الاستماع، فهناك فرق بينهم؛ حتى يستطيع التواصل مع موظيفه وبالتالي كسب ثقتهم.