شروط تعجيزية وراء "عنوسة البنات"

بذخ حفلات الزفاف السعودية
المستشار الأسري ناصر الثبيتي .
انتشار البطالة بين الشباب وعجزهم عن تكاليف الزواج
الـ "هياط" والشروط التعجيزية وراء "عنوسة البنات"
6 صور

خرجت أحلام الفتيات في الزواج من "شرنقة البساطة" في ارتداء فستان الزفاف، وانتظار فارس الأحلام على حصانه الأبيض إلى التنافس في إقامة حفلات زفاف أسطورية، لا تقل بذخاً وفخامة عن حفلات النجوم ومشاهير الـ "سوشيال ميديا"، التي يتم تناقلها وتسريبها عبر فلاشات الكاميرات، وحسابات "سناب شات". وقد اعتبر المستشار الأسري والمأذون الشرعي ناصر الثبيتي، ذلك من مظاهر الـ "هياط" التي بدأت تأخذ طريقها إلى المجتمع السعودي، متهماً الفتيات في التسبُّب في ارتفاع المهور، و"فاتورة الزواج".


وأشار الثبيتي، في تصريحه لـ "سيدتي نت"، إلى الظروف الاقتصادية الحالية التي يمر بها المجتمع السعودي، مبيناً أنها لم تشكِّل فارقاً عند الفتيات اللواتي لا يتنازلن عن شروطهن التعجيزية، ولاشك أن هذا الأمر هو مخالف لما جاءت به الشريعة الإسلامية التي حثت على التيسير في المهور ونفقة الزواج، يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "أقلهن مهراً أكثرهن بركة". هذا بالإضافة إلى الشروط الأخرى مثل إقامة احتفالين أحدهما لعقد القران، والآخر للزفاف، على أن يكون ذلك في أرقى قاعات الأفراح والفنادق، أو إقامتها خارج السعودية، وتلك "آخر التقليعات"، وتقليد أعمى لنجوم الـ "سوشيال ميديا"، كذلك هناك تكاليف "الوليمة"، والهدايا، وتأثيث منزل الزوجية، ما يعني أن تكاليف الزواج تصل إلى أرقام فلكية تتجاوز 200 ألف ريال، دون أن نحسب المبلغ المالي المخصص لقضاء شهر العسل.


وأضاف: وفي هذا عدم مراعاة لظروف الشباب المادية، وانتشار البطالة بينهم، وعجزهم عن توفير تكاليف الزواج، ما يحول دون زواجهم، ومن آثار ذلك:


- تأخر كثير من الشباب عن الزواج، أو عزوفهم عنه، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الزواج في المجتمع، وقلة صكوك الزواج الصادرة من المحاكم.
- اتجاه بعض الشباب إلى الزواج من فتيات أجنبيات بصفته خياراً بديلاً، وأوفر مادياً مقارنة بالزواج من سعوديات.
- ارتفاع نسبة "العنوسة" بين الفتيات السعوديات، وهو ما تؤكده الإحصاءات الرسمية حول وجود 4 ملايين فتاة عانس، والنسبة في ارتفاع ملحوظ.


- إقبال الشباب على "زواج المسيار" بشكل كبير من فتيات فاتهن قطار الزواج، إضافة إلى المطلقات والأرامل، وفي هذه الحالة تقدم المرأة تنازلات كبيرة في حقوقها الزوجية، مثل المهر والسكن، ومن تلك الحالات زواج شاب في الـ 19 من عمرة من امرأة أربعينية مؤخراً.
- ونتيجة للبذخ و"الهياط" تواجه كثير من الزيجات قلة البركة والتوفيق، ما يعجِّل من انهيارها، وازدياد نسبة الطلاق.


حلول للتشجيع على الزواج
ويرى المستشار ناصر الثبيتي، لتجاوز تلك العقبات، وتيسير الزواج، ضرورة رفع نسبة الوعي بمشكلة التأخر في الزواج، و"العنوسة" بين الفتيات، ويؤكد أنه لابد على الفتاة وولي أمرها التنازل عن الشروط والالتزامات المادية المكلفة جداً التي تدفع الشاب إلى العزوف عن الزواج، كما يجب التشجيع على الزواج الجماعي، والقبول بتعدد الزوجات بصفته أحد الحلول لحل لمشكلة "العنوسة"، والحرص على تلقي الزوجين دورات تثقيفية في المهارات والحقوق الزوجية، وإدراجها ضمن مناهج التعليم العام، ومنح مساحة من الحرية للشاب لاختيار شريكة حياته، والتعرف عليها بدلاً من ترك ذلك بشكل كامل للأم والأخوات، وهنا قد يصدم الشاب بزوجته بعد الارتباط بها، وقد يجبر على الزواج منها بضغط من الأهل وبحكم التقاليد تحت مسمى "زواج الأقارب".