أمسية ثقافية حول "اليد ترى والقلب يرسم" للفنانة تمام الأكحل

من رسومات الأكحل
من أعمال الأكحل
أمسية ثقافية للفنانة الفلسطينية تمام الأكحل
من لوحات الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل
تمام الأكحل في أحد معارضها
من رسومات تمام الأكحل
غلاف سيرة تمام الأكحل وإسماعيل شموط
بعض من أعمال الأكحل
8 صور
استضافت دائرة المكتبة الوطنية ضمن نشاط كتاب الأسبوع الذي تقيمه مساء كل أحد الفنانة تمام الأكحل للحديث عن كتابها "اليد ترى والقلب يرسم".

وأشار العين الدكتور هشام الخطيب في قراءته النقدية إلى مساهمة الكاتبة في الحركة الفنية في فلسطين والأردن والعالم العربي، موضحا أن الفنان اسماعيل شموط (زوج الكاتبة) مارس موهبته الفطرية في الفن بكل جدية حيث حقق فن لم يستطع أي فنان أن يحققه، إضافة الى نظرته الثاقبة للفن وتميزه رغم الظروف التي واجهتهم وسوء الظروف حيث أجبروا على الهجرة القسرية من فلسطين إلا أنهم أبدعوا في تحقيق ذاتهم من خلال الفن.

وقال الباحث خالد فراج إن هذا الكتاب يسلط الضوء على علمين من أعلام الفن الفلسطيني وهو امتداد طبيعي لما أنتجته المؤسسة طيلة العقود الخمس المنصرمة، ويعتبر إضافة نوعية إلى المكتبة العربية والفلسطينية بشكل خاص ويوثق لواحدة من التجارب النادرة والمتميزة.

وأشار في الأمسية التي أدراها رئيس جمعية يوم القدس سائد البديري إلى أن هذه الرواية مساهمة غنية توثق الرواية الفلسطينية التي تنسجم انسجام كامل مع إرث الفنان شموط ، وأضاف أنه من خلال هذه المذكرات نتعرف إلى بعض ملامح امرأة وكثير من تجربة الفنانين مثلت ثقافة جوهرية في بناء الذات الذي ينشأ حين تملك النفوس المخاوف، ومن هنا يتعمق وعينا بأهمية الثقافة الأصيلة وتجديدها والدفاع عنها.

وقالت الفنانة تمام الأكحل أن ذاكرة طفولتها كان لها الدور الكبير في حياتها في التعبير الصادق عن ما مرت به في حياتها من حلوها ومرها ومسيرة حياتها وقد حاولت أن تضيء في روايتها جوانب من سيرتها الشخصية وسيرة زوجها شموط.

يشار إلى أن تمام الأكحل وزوجها اسماعيل شموط رائدان في فن التصوير الحديث في فلسطين، من خلال امتلاكهما القدرة الهائلة على التصوير الواقعي بمقاييسه الكلاسيكية والانطباعية والرمزية والتعبيرية وفي أعمالها شحنة عاطفية مؤثرة، حيث كانت فلسطين (الجمال والمأساة) هي الموضوع المركزي في أعمالها التي لم يخدش الزمن قيمتها التشكيلية.

والأكحل، هي فنانة فلسطينة بامتياز، ورائدة الفن التشكيلي الفلسطيني، فقد كانت المحطات التي اعتبرتها الأكثر تأثيراً في مسيرتها الفنية، محطات فلسطينية جمعية في أغلبها، ابتداء بطفولتها القصيرة في يافا؛ حيث ولدت، عام 1935 ، وهي المدينة التي زرعت فيها الفن والإبداع، حيث ابتدأت موهبتها من هناك، من زغاريد نسوة يافا لرجوع الحاج أمين الحسيني للبلاد عبر مينائها، وأن جمالية المكان بأسره هو ما كان يلهمها، من بيارات المدينة وبحرها ومساجدها وكنائسها. وبعد ذلك لوثت النكبة التي حلت بالبلاد مشهد البلدة الجميل، بمشاهد الفلسطينيين المهاجرين والويلات التي لاقوها في طريقهم، وفقدان الأبناء حينا وموت البعض حينا آخر .. وأكمل هذا المشهد حياة اللجوء والقهر في مخيمات لبنان، ومجزرة صبرا وشاتيلا التي شهدتها عن كثب، حيث كانت تدون كل ذلك في ذاكرتها وتلجأ إلى مكان هادئ لترسمه مباشرة، مستخدمة قلم رصاص وخصلة من شعرها تلفها عليه ليتحول إلى ريشة رسم، وصبغات الملابس التي كانت تستخدمها أمها.
درست تمام الأكحل الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة في القاهرة (1953-1957) ، فقد منحتها كلية المقاصد فرصة لدراسة الفنون الجميلة في هذا المعهد من خلال بعثة دراسية، فحصلت على شهادة بكالوريوس في التربية الفنية، كما التقت هناك بزوجها الفنان التشكيلي المعروف اسماعيل شموط. وقد كانت الأكحل أول فنانة فلسطينية تقيم معرضا شخصيا بعد النكبة، حيث أقامت معرضها الأول سنة 1954 في القاهرة، وافتتحه ورعاه الرئيس جمال عبد الناصر. بعد ذلك جمع الحب والفن تمام الأكحل واسماعيل شموط في حياة مشتركة ومعارض فنية مشتركة يقيمانها معا.

عاشت الأكحل وزوجها معا في بيروت، وعملا معا في مجالات فنية متعددة، بعد ذلك اضطرتهما الظروف للرحيل إلى الكويت، وهناك تفرغا للفن بشكل كامل، وذلك في الفترة من 1983 – 1992. ومرة أخرى غادرا الكويت إلى مدينة كولون الألمانية 1992 – 1994.

حصلت الأكحل على جوائز متعددة، كان لها الأثر في إدامة عطائها للقضية الفلسطينية وتعبيرها عن هموم الشعب الفلسطيني طوال مسيرتها الفنية، كما لعبت تمام الأكحل وزوجها دور السفراء للفن الفلسطيني في دول العالم، وجالا معا العديد من دول العالم العربية والأجنبية ليعرضا لوحات تمثل الجرح الفلسطيني والألم الفلسطيني والتاريخ الفلسطيني، إضافة إلى لوحات عديدة عن الحياة الهادئة بجوانبها المختلفة.

وحمل معرضها الأخيرالذي أقامته بعد وفاة زوجها عنوان «ما زلنا معا » ، حيث استوحت العنوان من حمامتان كانت واسماعيل شموط يراقبانها ظهر كل يوم في جلستهما المعتادة، وهما تمثلان حبا لا ينضب بطريقة التصاقهما ببعضهما، لتعلن أن اسماعيل شموط لم ولن يفارقها. وكان المعرض احتوى لوحات تشكيلية لهما كانت لم تنشر بعد.

حصلت الفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الاكحل التي تقيم في عمان على جوائز متنوعة وعديدة . كان لها الأثر الإيجابي بمزيد من الإصرار على إدامة العطاء الفني لفلسطين الأرض والشعب والقضية حيث بقيت تمام وزوجها الراحل اسماعيل شموط خارج الأطر التنظيمية وبقي عنوانهما الوحيد القضية الفلسطينية والتعبير عن الأم وآمال الشعب الفلسطيني.