أسبوع الانتحار.. لماذا.. وكيف؟

د. فداء أبو الخير
جسر عبدون بالعاصمة الأردنية
3 صور

«فتاة تقدم على الانتحار داخل أحد المطاعم في العاصمة الأردنية عمان»، أثار هذا الخبر جدلا واسعًا في الأوساط الأردنية مؤخرًا، حول الأسباب التي تدفع فتاة ببداية ربيعها الثاني للانتحار بهذا الشكل الغامض، وداخل مطعم، يُفترض أن يكون وجودها فيه بقصد قضاء بعض من الوقت الممتع، أو الراحة النفسية؛ بعيدًا عن مشاكل العمل أو الدراسة.


الخطير بالأمر، والذي تساءل عنه رواد وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه الفتاة المسكينة، ليست الحالة الوحيدة التي نقلتها الصحف ووكالات الأخبار الأردنية والعربية في الأردن خلال الشهرين الماضيين، ففي أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة من خبر انتحارها، تم تسجيل أربع حالات انتحار أخرى، أحدها لرجل في عقده الخامس، وآخر أربعيني، وشابين اثنين، أحدهما فشل في المحاولة.


الراصد للشارع الأردني ما بين العامين 2016 - 2017، يُدرك أن هناك خطرًا يتسلل بين مكونات هذا المجتمع، المعروف بتمسكه بتقاليده.
وكشفت مصادر رسمية أردنية عن أعداد المنتحرين خلال العام الماضي فقط، وصلت إلى 117 شخصًا، بين إطلاق النار على أنفسهم، والشنق، وتناول الأدوية، والقفز من المرتفعات، وإحراق أجسادهم، وكانت الغالبية العظمى من الذكور، بـ91 حالة، مقابل 26 حالة أخرى من الإناث.

الاكتئاب
وفي حديثها لـ«سيدتي»، ترى الأخصائية النفسية، الدكتورة فداء محمود أبو الخير، أن الاكتئاب هو العامل الذي أوصل الأشخاص إلى اليأس الشديد، والشعور بعدم قدرتهم على حل المشاكل التي يواجهونها.
وتضيف: «هناك أسباب أخرى غائبة أو مُغيبة؛ ألا وهي الانتشار الواسع للجرائم في المجتمع خلال الفترات الماضية، وذكر الإعلام للتفاصيل الدقيقة فيها، ما يؤدي إلى استسهال فكرة الموت أو القتل لدى الناس، خاصة هؤلاء الذين تراودهم الفكرة، فيجدون أن الإقدام عليها ليس بالأمر الصعب.

«جسر عبدون»
بات «جسر عبدون»، الكائن في العاصمة عمان، معلمًا شهيرًا للذين يريدون الانتحار.. أخصائيتنا النفسية «أبو الخير» كان لها رأي مختلف في هذا الشأن؛ إذ ترى أن اختيار العديد من هؤلاء لـ«جسر عبدون» يعود إلى تركيز الإعلام وتكراره لأماكن معينة يقصدها المنتحرون، تعلق قائلة: «بعض المصادر الإعلامية تظهر الانتحار بشكل (بطولي)، بدلا من تسليط الضوء على الجوانب السلبية من الموضوع».

عوامل نفسية
الاختصاصيون رأوا أن وصول عدد حالات الانتحار في الأردن إلى 117 حالة خلال عام واحد، ليس كافيًا لتحويل الأمر إلى ظاهرة.
ونصحوا بإعداد إحصاءات، ليس فقط لأعداد المنتحرين، بل للأسباب التي دفعتهم لذلك من جهة، ومن جهة أخرى لدراسة العوامل النفسية والصحية لهم؛ حتى نمنع تحول هذا الأمر إلى ظاهرة.