نسرين طافش: لا أؤمن بالمنافسة.. ولا بأس بالفنّ من أجل الترفيه

في حديث الممثلة السورية نسرين طافش إلى موقع "سيدتي نت" ترفض جعل شهر رمضان سوقاً للأعمال الدرامية، وتدعو إلى بثّ الأعمال على مدى العام كله، معلنة أنّ الفنّ يمكن أن يكون من أجل المتعة والترفيه ومن دون أيّ رسالة محدّدة. ولا تكتم نسرين أنّ ثمّة من يبلغ مرحلة "الهبل" ويفقد توازنه النفسيّ حسداً، مشدّدة على عدم قناعتها بالمنافسة بين أهل الفنّ، لأنّ لكلّ فنّان بصمته في هذا العالم.

ما رأيك بظاهرة تكديس الأعمال الأهمّ والأقوى إنتاجياً طول العام لتعرض وتزدحم في شهر واحد وهو شهر رمضان؟
أشكرك على هذا السؤال الهام جداً. فموضوع عرض كل أعمال العام الكامل في شهر واحد غاية في الأهمية. علينا أن نتخلّص من فكرة موسم رمضان للأعمال الدرامية، وتوزيعها على كامل العام، كي لا تظلم أعمال تستحقّ المتابعة. وهذا أعتبره هدراً لمجهود أناس تعبوا بإنجاز أعمالهم حتى إذا ما عرضت كل الأعمال العربية دفعة واحدة، ظلم البعض لضيق الوقت. وعلى صعيد آخر، أفضّل صبغة وصفة شهر رمضان الروحانية، على أن يكون شهراً للدراما.
في تقديرك، هل يمكن للفنان أن يقدّم عملاً لمجرد أنّه عمل، وللترفيه فقط، أم يجب أن يرتبط برسالة أو قيمة معنويّة؟
الأعمال الترفيهية باتت مطلوبة جدّاً في المرحلة الحالية. فالناس تلجأ إليها لكثرة ضغوط الحياة والهموم. وأنا مع ترابط ثنائية المتعة والقيمة الجوهرية لأي عمل. ومع ذلك، لا ضير من وجود عمل ترفيهي تكون رسالته المتعة وإسعاد الناس. ولكنّ الاستسهال والتعاطي بسطحية مع فكرة العمل الترفيهي هو الخطأ وليس وجود عمل ترفيهي محض.
شاركت في أعمال كثيرة خلال الفترة الماضية، هل حقّقت ذاتك من خلالها؟
كانت لي مشاركات متعدّدة وناجحة منذ بدايتي وإلى الآن، مع أهمّ مخرجي الدراما السورية، مثل: حاتم علي وهشام شربتجي والمثنى صبح ومروان بركات والليث حجو وسيف سبيعي وسامر برقاوي وغيرهم. والمشاركة مع مخرجين بأهمّيتهم أضافت إليّ الكثير، كما تعلّمت من مشاركتي لنجوم كبار مثل الفنان بسام كوسا وأساتذتي في المعهد الذين تعلّمت منهم، وتأسّست على أيديهم خلال دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية مثل الفنانين المهمين جمال سليمان وغسان مسعود وفايز قزق ودلع الرحبي. أناس بمثل تلك القامات الكبيرة كان لها بالغ الأثر في مسيرتي حتى اليوم وفي المستقبل أيضاً.
هل تؤمنين بالمنافسة والمقارنات الفنية؟
إطلاقاً. لا أؤمن بالمنافسة ولا بالمقارنة، لا بل أعتبر المقارنة أهمّ سبب لفقدان الطاقة والتركيز، بدلاً من الانشغال في العمل المتقن. كما أني أعتبر أن لكل إنسان بصمة، لا سيما في الفن. لكل فنان ما يميّزه عن غيره. وطبيعي جداً أن يخطىء الفنان أو الفنانة بدور ما أو يصيبا بدور ما. لكن، هذا لا يلغي أهمية أحد اجتهد على موهبته. لذلك، أنا مؤمنة بالتكامل. والقمة تتّسع للكثير من المبدعين.
يتردّد أن الغيرة موجودة في الوسط الفني النسائي أكثر من الرجالي. هل اعترضتك مشكلة الغيرة، وربما حاول البعض التقليل من شأنك الفنّي، كبعض زميلاتك في الدراما السوريّة؟
أنا مؤمنة بما وهبني الله إياه. وأتمتّع بقدر طيّب من التوازن النفسي والروحي الذي يحول بيني وبين مرحلة «الهبل» (السذاجة) التي يصلها البعض بالتقليل والحطّ من شأن نجاحات الآخرين. فالفنان المتميّز والمجتهد سيحبّه الناس وسيلقى الرضى. ولو حاول البعض التقليل من شأنه، فسينجح رغماً عنهم. وتراني لا أجد حرجاً من الثناء على فنانة متميّزة ولا أنكر نجاحات الآخرين لعقدة نقص أو غيرة أو حسد. وإذا لم أكن مهتمّة لتجربة فنانة ما أو لا تعجبني فنانة معيّنة؛كوني بالنهاية مشاهدة ومتلقية كغيري ولست بناقدة، أكتفي بالصمت ولا أذمّ أحداً، أو أعبّر عن رأيي بدبلوماسيّة وبدون تجريح.