الفيلم الفرنسي – الألماني "فرانتز".. الحب والحرب والذكريات

بوستر العمل
شخصيتا آن وأدريان من العمل
شخصيتا آن وأدريان من العمل
آن وأم خطيبها بمشهد من العمل
مشهد من الفيلم
5 صور
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، الفيلم الفرنسي – الألماني "فرانتز"، للمخرج فرانسوا أوزون، الذي اشترك في كتابة السيناريو مع الكاتب السينمائي فيليب بيازو، وتم إنتاجه خلال العام الماضي 2016، حيث يعد هذا العمل السينمائي المميز، مزيجاً من أنواع الأفلام التاريخية والدرامية والحربية، ويستند في قصته كثيراً على الفيلم الأميركي الكلاسيكي "التهويدة المحطّمة" المنتج في العام 1932، للمخرج الألماني إرنست لوبيتش.

حين تعود جراح التاريخ على الشاشة من جديد..
يسرد المخرج اوزون أحداث الفيلم في بلدة صغيرة بألمانيا خلال العام 1919، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى على وجه التحديد، حيث تواصل الشابة الألمانية "آنا"، التي تجسد شخصيتها النجمة الألمانية "بولا لير"، حدادها على مقتل خطيبها "فرانتز هوفمايستر"، الذي قتل في فرنسا خلال الحرب، وذات يوم حين كانت "آنا" في زيارة لقبره وهي تحمل باقة من الزهور، تلاحظ وجود باقة أخرى على القبر وضعها شاب كان يبكي بحرقة شديدة، لكنه يتوارى عن الأنظار بمجرد رؤيتها، ويقرّر هذا الشاب "أدريان"، والذي يجسد شخصيته النجم الفرنسي "بيير نايني"، يقرر بعد ذلك زيارة أسرة "فرانتز"، وبعد شيء من سوء الإستقبال من قبل والد فرانتز يصمم أدريان على التحدث مع الأسرة، مُدّعياً أنه كان يعرف ابنهم الراحل منذ أيام الدراسة في فرنسا.

تتوثق العلاقة بين أدريان وأسرة فرانتز مع مرور الأيام، حتى يصل الأمر بأن يعاملوه كأنه ابنهم، وخاصة أم "فرانتز" التي كانت رافضة بالبداية أي تواصل مع الشاب الفرنسي، وتكون صدمة "آنة" حين يقوم أدريان بالإعتراف لها بأنه هو من قتل خطيبها في إحدى الخنادق خلال الحرب، إلا أن "آنا" تتقذ قرارها بعدم إبلاغ والديّ فرانتز بالحقيقة، وبعد عودة إدريان لفرنسا تتلقّى "آنا" منه رسائل مليئة بالاعتذارات، ولكنها تنقل لوالدي فرانتز أخباراً غير صحيحة تتعلق بنجاح أدريان في عالم الموسيقى بباريس. وتكتشف أنها قد وقعت في حب قاتل خطيبها، وعندما تنقطع أخبار أدريان تقرر الأسرة إرسالها إلى باريس للبحث عنه، بعد أن أصبح بمثابة ابن لهم.

ما يجول ببال العمل ومخرجه..
يطرح العمل الفرنسي - الألماني، العديد من المواضع التي كانت ولا زالت تؤرق المجتمعات الأروبية، منذ الحربين العالميتين الأولى والثانية، مثل لعنة الحرب التي قدمت للقارة العجوز كل هذا الخراب والدمار والخسائر البشرية والمادية أيضاً، هذه الخسائر التي وصلت إلى حد التلف في نفوس وأرواح الناجين منها، وليس فقط على المستوى الجسدي، ومن جهة أخرى، يطرح العمل الحب والغفران من قبل القاتل والضحية، حتى يضمنوا استمرار الحياة بوجه أجمل وأفضل.

لماذا الأبيض والأسود..
اختار المخرج فرانسوا أوزون والمصوّر باسكال مارتي تصوير الفيلم بـ"الأبيض والأسود" مع استخدام ومضات ملوّنة في حالات معينة قليلة، مثل تذكّر زيارة "متحف اللوفر" ولحظات حنين الجرحى لزمن ما قبل الحرب عندما كان الناس يتمتعون بالسلام، كما يؤكد الفيلم على نبذ التعصّب القومي بين الدول الأعداء كألمانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى في سبيل تحقيق السلام بين الدول، وأن الجميع في الحروب ضحايا ويمكن أن تجمع بينهم أواصر الحب والصداقة والإنسانية.

مشاركات وجوائز..
عُرض فيلم "فرانتز" في ثلاثة مهرجانات سينمائية، بكل من "البندقية ولندن وسيدونا السينمائي الدولي الأميركي، وتم ترشيحه لـ22 جائزة فاز بثلاث جوائز منها، وشملت الترشيحات 11 جائزة من جوائز سيزار الفرنسية، فيما شملت الجوائز جائزة مارسيلو ماستروياني في مهرجان البندقية لأفضل ممثلة شابة للممثلة بولا بير، وجائزة سيزار الفرنسية لأفضل تصوير، وجائزة مهرجان سيدونا السينمائي الدولي لأفضل فيلم أجنبي.