مبادرة "ألف حوار" لصناعة السينما السعودية

"من مشاهد إلى صانع أفلام"
مبادرة "ألف حوار" لصناعة السينما السعودية
جاء اللقاء في ظل التغيرات الجديدة التي تشهدها السعودية مع دخول السينما
إن الفن سوق جماعي
4 صور
في مركز "أبكس" للمعارض والمؤتمرات، مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، عقدت شركة "ألف خير" الاجتماعية لقاءها الحواري الثالث لمبادرة "ألف حوار"، الذي يهتم بمستقبل صناعة السينما والأفلام في السعودية، تحت عنوان "الأفلام والإنتاج: من مشاهد إلى صانع أفلام"، وهذا اللقاء الحواري لصناعة السينما جاء في ظل التغيرات الجديدة التي تشهدها السعودية مع دخول السينما كجزء أساسي من وسائل الترفيه، وقد حضر هذا اللقاء عدد من المختصين في صناعة السينما من داخل السعودية وخارجها، وهم: نخبة من المخرجين، المنتجين، كتاب سيناريو، ليشاركوا في هذا اللقاء، ويخرجوا بنتائج مثمرة ترتقي بالمنتج السينمائي الوطني تحت ظل تجارب المتميزين الناجحين عالمياً ومحلياً من الرجال والنساء.
أدارت الحوار فاطمة البنوي، وهي مختصة نفسية اجتماعية تلجأ للفن القصصي والأداء الفني كوسائل غير تقليدية لطرح قضايا اجتماعية وظواهر نفسية، لتناقشها بشكل مختلف، والمتحدثون هم: الممثلة والمخرجة السعودية عهد كامل التي شاركت في دور بطولة فيلم "وجدة" عام 2012، والمخرج والممثل السعودي علي كلثمي، وهو شريك مؤسس في تلفاز 11 وC3films ومخرج برنامج "خمبلة" على الإنترنت، والذي يناقش قضايا اجتماعية بشكل ساخر، وكولن فينس بريطاني الجنسية، وهو منتج أفلام ومسلسلات حازت على جوائز ايمي العالمية، ودار الحوار حول قصص هؤلاء النخبة في عالم صناعة الأفلام، كيف بدأوا؟ وما الخطوات التي قاموا بها ليكونوا ملهمين لغيرهم من الشباب وليحذوا حذوهم؟ وأكد جميع المتحدثين على أن السينما هي إحدى الصناعات الحديثة في السعودية، والتي لابد أن يتم من الآن وصاعداً إلقاء الضوء عليها، خاصة أن لدينا جيلاً من الشباب يمتلكون إمكانيات وهوايات في الكتابة والتمثيل وتحتاج إلى إرشاد وتبنٍّ فني حتى يستطيعوا خطو خطوات ذهبية في عالم صناعة الأفلام في السعودية.
وقالت الممثلة والمخرجة عهد كامل لـ"سيِّدتي": إن الفن سوق جماعي، ومستقبل السينما في السعودية ينقص ساحته الكثير من تنمية مواهب وكوادر فنية وكتاب سيناريو وإخراج وغيره من القوائم الأساسية لإنشاء فيلم يصل إلى مستوى العالمية والمهرجانات، وهذا كله يحتاج إلى سوق متكاتف مترابط لإخراج مثل هذا العمل، وكون هناك منصة واضحة حكومية كهيئة الترفيه، فهي لابد أن تكون الداعم والموفر للبيئة ومناخ صناعة الأفلام في السعودية حتى تكون مناخاً جاذباً للمنتجين المحليين والعالميين العرب والأجانب للمساهمة في صناعة استثمار سينمائي ضخم، وهذا لن يتواجد إلا إذا شعر المنتج والمستثمر بأن هناك ضمانات واضحة ومظلة تحمي استثماره وأمواله، ليضع مشروعاً سينمائياً ضخماً ينهض بمستوى السينما السعودية، مشيرة إلى أن الحوارات التي حدثت اليوم في ملتقى مختصين ومبدعين في السينما توطد العلاقات وتفتح آفاقاً ومجالات للتعارف بين الخبرات المختلفة العالمية، لتنتج أعمال في السنوات القادمة، فمجال صناعة السينما لازال في بدايته بالنسبة للسعودية، ويحتاج خبرات كثيرة لدعم صناعة الأفلام، ولن يتم هذا إذا لم تحدث لقاءات وحوارات مشتركة من خلال ملتقيات مختلفة تهتم بصناعة السينما، ومن خلال ورش عمل تتبنى الكوادر والمواهب الشابة المحلية لتدربها في استوديوهات عالمية كل حسب اختصاصه، لتوضع تلك المواهب في فيلم ينهض بصناعة الأفلام السعودية مستقبلاً.
كما قال المخرج والممثل علي كلثمي لـ"سيِّدتي": مازلنا نخطو الخطوات الأولى في صناعة السينما السعودية، لذا نحتاج إلى مظلة واحدة تدعم كافة المشاركين في صناعة عمل أو فيلم سعودي من فنانين ومنتجين ومخرجين وكتاب سيناريو، فالعمل لا يخرج لوحده إلى النور بشكل فردي، إنما لابد من شغل جماعي تحت مظلة توفر بيئة مناسبة، ونتوسم في هيئة الترفية أن تكون المظلة التي توفر تسهيلات وتصاريح "لوكيشن"، ولا يكون الدعم مادياً فقط، بل بإنشاء أكاديميات لتنمية مواهب وكوادر فنية لها ثقل تتمكن من مشاركة وإنتاج عمل محلي يكون نقطة النور في ساحة صناعة السينما السعودية، وأرى أننا استطعنا من خلال الأفلام القصيرة التي عرضت في لوس أنجلوس والخبر وجامعة اليمامة وأكثر من مكان أن هناك قدرة وإمكانية لعمل فيلم طويل، ولكننا بحاجة إلى الدعم، وتعتبر صناعة السينما السعودية إحدى أحدث الصناعات في السعودية، لذا لابد أن نسلط الضوء عليها، فلازال أمامنا الكثير لإنتاج عمل سينمائي ضخم ناجح ومميز.