mena-gmtdmp

هيفاء الحبابي في "فنون الرياض": النساء أبدعن في "فن القط العسيري"

جانب من الحضور
من فن القط العسيري
الدكتورة هيفاء الحبابي ونجلاء السليم أثناء الندوة
الدكتورة هيفاء الحبابي أثناء الندوة
الدكتورة هيفاء الحبابي أثناء الندوة
الدكتورة هيفاء الحبابي أثناء الندوة
من فن القط العسيري
جانب من الحضور
من فن القط العسيري
من فن القط العسيري
من فن القط العسيري
من فن القط العسيري
من فن القط العسيري
14 صور
ضمن البرنامج الثقافي "ملتقى رواق فنون"، بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عمر السيف، وعدد من المثقفين والإعلاميين، أقام فرع الجمعية في الرياض، مساء أمس الأربعاء، محاضرة بعنوان "فن القط العسيري"، قدمتها الدكتورة هيفاء بنت محمد الحبابي، الأستاذ المساعد في قسم العمارة والتصميم الداخلي بكلية الهندسة في جامعة الأمير سلطان.
وأدارت المحاضرة الفنانة التشكيلية نجلاء السليم، وفي البداية شرحت الحبابي مفهوم "القط"، وأوضحت أنه يرتبط بالعمارة الخارجية للمنازل في جنوب السعودية، وتحدثت عن المراحل التي مر به من حيث الألوان والرسم، والتنفيذ و"الجندر"، ودلالات الألوان والنقوش، واختلافها من منطقة لأخرى.
‎وبيَّنت الحبابي أن "هذا الفن، يعد عملية متكاملة، من لياسة ودهان، كانت تنفذ في البداية على أبواب الجدران، ثم انتقلت إلى الألواح وبقية أدوات المنزل مثل المباخر وغيرها"، وأشارت إلى أن "فن القط، كان في الماضي من الفنون التي تؤديها النساء، وأهم الألوان الرائجة وقتها: الأسود والأحمر والأبيض والأخضر، فالأسود كن يؤخذ من التريك، والأبيض والأحمر من الحجر، والأخضر من العشب، ثم يتم خلطها مع الصمغ العربي، بعدها بفترة أدخل عليها اللون الأزرق من النيلة، والأصفر من البهارات، وفي السبعينيات الميلادية تم إدخال البوية، أما بالنسبة إلى الرسم، فقد كان ينفَّذ بطريقة معينة، 3 أو 4 طرق، ويتم دون تخطيط، أو عمل اسكتش، حيث كانت المرأة ترسم مباشرة، ثم تطوَّر الوضع ليتم الرسم على الكراسة، والتخطيط بالمسطرة والقلم، وبالنسبة إلى مكان التنفيذ، فقد كان الرسم ينفَّذ على الجدران فقط، ثم سرعان ما انتقل إلى الألواح وأدوات الديكور المنزلية، مثل المباخر وغيرها، وبالنسبة إلى الجندرة، فقد كانت تُمارَس من قِبل النساء فقط، لكنَّ الرجال دخلوا المجال أيضاً، فبدأنا نشاهدها في الشوارع عبر اللوحات الفنية، وعلى الجدران".
وأضافت الحبابي، أن "الأغلبية لا يعرفون أن القط ليس مجرد نقش، أو تلوين على الجدران فقط، بل هو عملية متكاملة من لياسة ودهان، وعمل جميع التصاميم الداخلية، ويرتبط بالعمارة الخارجية للمنازل، وقد كانت النقوش تختلف عن بعضها، فنقش بلاد قحطان، يختلف عن نقش رجال ألمع، كما أنه يختلف عن نقش النماص، فبلاد قحطان منازلهم مبنية من الطين، لكونها منطقة منبسطة وحارة نسبياً مقارنة بباقي الأماكن في المنطقة، لذا كان القط يتميز بألوانه الفاقعة، ونقشاته الكبيرة كنوع من التعويض عن عدم وجود الخضار الخارجي، أي أن العلاقة كانت طردية بالخضار والجو، بينما في النماص، وهي منطقة جبلية، فالنقش، أو القط فيها كان ناعماً وخفيفاً، لأن منازلها مبنية من الحجر، ويتوفر في بيئتها الخضار والألوان الرائعة، أما بالنسبة إلى رجال ألمع، فنقوشها أيضاً كانت دقيقة جداً، وتحتوي على تفاصيل كثيرة، تعكس طبيعة بيئتها".
من جهته، أوضح المشرف على "ملتقى رواق الفنون" في جمعية الثقافة والفنون، الدكتور صالح الزهراني، أن الملتقى يهدف إلى تقديم الفن بشكل مبسَّط، يلامس الجمهور عن طريق إبراز الجانب الثقافي والاجتماعي له بعيداً عن الطرح الأكاديمي الجاف.
وقال الزهراني: إن الفعالية هي الأولى للتحدث عن "فن القط العسيري" بعد تضمينه في التراث العالمي "اليونسكو". وأشاد برسالة الدكتوراة التي قدمتها الدكتورة هيفاء الحبابي عن دور المرأة في الفنون بالمنطقة الجنوبية للسعودية.
‎يذكر أن "اليونسكو"، أعلنت مؤخراً إدراج "فن القط العسيري" في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة.