كان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان لا يفعل شيئاً قبل استشارة عرافته... فهي عرافة بدرجة مستشار لشؤون الأمن القومي.. وهذه ليست دعابة أو نكتة.. فهي حقيقة... وكان قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية يأخذ دروساً أسبوعية في قراءة الأبراج والطالع... هذا من حقه كشخص، وكمواطن.. فكل واحد حر بكفه وأبراجه... لكن ما هو أخطر من هذه الحقيقة هو أن جيمس بيكر عندما كان وزيراً للخارجية كان يحاول أن يقنعه بعدم تغيير المواعيد الرسمية وفقاً لنصائح مستشارة وعرافة الأمن القومي لشؤون الكف والأبراج، وهي التي كانت «تدير» الرئيس الذي كان «يدير» العالم!
وفي إحدى المرات ذهب ريغان مع كامل فريقه السياسي لإحدى أهم القمم مع الرئيس الروسي غورباتشوف باعتبارها أول قمة للسلاح النووي، وطرح غورباتشوف الموضوع، فراح ريغان يعرض رأي «عرافته» بالموضوع باعتبارها «أعرف» منه، و«بالأخص» بمستقبل العالم.
وبكل لباقة سياسية حاول غورباتشوف «تغيير» الموضوع؛ لأنه لم يكن يتصور -ولو لحظة- أن مفتاح السلام في هذا العالم بيد «عرافة» يصدقها ممثل فاشل، الدور الوحيد الذي نجح فيه هو أن يكون رئيساً لأميركا، وبالتالي رئيساً للعالم، وأن يشتكي من كثرة مصاريف هذه العرافة التي تستنزف ميزانية البيت الأبيض. لتضحك على الرئيس الذي كان يضحك بدوره علينا!
الأدهى من كل ذلك أن ريغان لم يكن وحده من يفعل ذلك... فهو عينة مصغرة لكثير من الرؤساء ممن يحكمون العالم، ويتحكمون في خلق الله. وتتحكم به العرافات... فقبله موسيليني الذي كان يركع كل خصومه له.. ولكنه «يركع» بشكل أسبوعي أمام عرافته، وبعده فرانسوا ميتران الذي كان يؤخر اجتماع مجلس الوزراء ليسمع رأي «براجته».. وبين هذا وذاك.. الحبيب بورقيبة الذي لم يكن يؤمن مطلقاً بأي عرافة لكنه كان يؤمن بزوجته (وسيلة) التي كانت تؤمن بالعرافات... وبالتالي كان هو يؤمن بالتي تؤمن بالعرافات، والنتيجة واحدة فهي كانت تؤمن بالنيابة عنه وهو ينفذ ما تؤمن به!!
شعلانيات:
ما تراه أنت نهاية.. ربما كان البداية.
لمجرد أن شيئاً جميلاً قد انتهى.. لا يعني أن شيئاً أجمل لن يبدأ.. فقط تفاءلوا.
دقيقة الألم ساعة.. وساعة اللذة دقيقة!!
على كثرة أخطائنا.. الله يسامحنا.. على قلة أخطائها.. الناس لا تسامح بعضها!!





