عندما يخطئ الآباء في تربية أبنائهم هل يعترفون ويندمون؟

«لا تطعمه هكذا».. «لا تنفذ كل رغباته»، «كن حازمًا واغضب منه»، «لا تتساهل أمام علاماته المدرسية الضعيفة».. عبارات وتوجيهات كثيرًا ما ترددها الأمهات للآباء معترضات على طريقة تربيتهم للأبناء، فهل يعترف الآباء بأخطائهم في التربية؟


لا أرد طلبهم
الفنان السعودي هاني ناظر يجد نفسه شديدًا على الأولاد وحريصًا جدا عليهم، فهو في معظم الأحيان يكون حازمًا، ويخاف عليهم كثيرًا، وعن ردة فعل زوجته يتابع: «حرصي الشديد عليهم يضايق زوجتي، فباعتقادها أنهم بذلك لا يتعلمون الاعتماد على أنفسهم، ولا يستطيعون تحمل المسؤولية خصوصًا الولد، ولكن أنا دائمًا أحاول أن أعلِّمهم كيف يعتمدون على أنفسهم في بعض الأشياء بحكم أنهم ما زالوا أطفالاً ويحتاجون إلى عناية زائدة، وأنا أحب أن أدلل أولادي وألا أحرمهم من شيء، وعندما يطلب ابني شيئًا مني لا أحب أن أرده، وهذا برأيها من الممكن أن يخرب الأولاد وأتمنى ألا تكون محقة».

لا داعي لتضخيم القصص
مرونة الزوج قد لا تعجب الزوجة أحيانًا، فالكاتب اللبناني طوني ناعسي، يعترف بصراحة بأن هناك عددًا من العادات السيئة التي تتعلّق بابنه سيزار، ويختلف عليها مع زوجته، وهي بسيطة فسيزار يأخذ عددًا من المناشف خلال النهار حتى ينشّف وجهه، ووالدته تنزعج كثيرًا لأنه يزيد من الغسيل، يعلّق طوني: «هذا الأمر يحصل بشكل يومي، ولم تتعوّد بعد زوجتي عليه.. وهناك أمر آخر وهو حريته في أكثر من مجال، وعن نفسي لا أجد داعيًا للقلق وللخوف وتضخيم القصص أكثر وأكثر».

أخطأت في حرية أبنائي
يتذكر أحمد حسن، لاعب النادي الأهلي والمنتخب الوطني المصري، الذي اختارته جامعة الدول العربية سفيرًا للطفولة العربية، لعبه المفرط مع ولديه حسن ومحمود في الفترة العمرية ما بين 3 سنوات و5 سنوات، حيثُ كانت زوجته تعارضه فيها، لكن مبرره وجود مربية تعتني بهما، يعترف أحمد: «كنّا ندمر سويا بعض أثاث المنزل والألعاب التي أشتريها لهما، وبعد أن كبرا، وبدأت آثار التدمير تأخذ منحى مختلفًا، اتفقت مع زوجتي على ضرورة حملهما على الانصياع لبرامجها كالنوم في ساعة مبكرة، لكن العودة للنظام لم تتم بوقت القصير».

أعلّمه الفوضى
الممثل التليفزيوني والمسرحي الأردني، حسن السبايلة، أب لطفلين زيد ورينا، علّم طفله حب السينما وسمح له بمشاهدة الأفلام معه في المنزل لساعة متأخرة ليلاً، رغم إصرار الزوجة على خطأ ذلك والذي يؤخره في الاستيقاظ المبكر للمدرسة، وعوّده على جلوسه في مقعد السيارة الأمامي إلى جانبه لا في المقعد الخلفي، كما تفعل والدته حين يرافقها، وعندما يطلب منه زيادة سرعته يستجيب له، كلها اعترافات من الأب المتهاون الذي استدرك: «بصراحة أنا أعرف أنها على حق في كل ما تقول بنسبة 70% لكن خوفها على ولديْنا زائد، وقد يحد من نمو شخصيتهما مستقبلاً».

زوجات.. لسنا راضيات
- عفاف زوجة الفنان السعودي هاني تعترف بأنها تحب طريقة تربيته لأولادهما فهو دائمًا يجعل الرسول - صلى الله عليه وسلم- قدوتهم في كل أمر، وتستطرد قائلة: «لكنه شديد الحرص عليهم، وخوفه هذا يضايقني، وأخاف أن يؤثر عليهم فيما بعد».
- ليليان ناعسي زوجة الكاتب اللبناني طوني ناعسي، ترى أن ابنها يعيش في عالم مثالي مثلما يعيش والده (كله مبادئ وقصص خيالية...)، بينما تفترض هي أن يكون قويًّا وقادرًا على تحمّل المسؤوليات...وهذا الأمر يزعجها أحيانًا.
- الفنانة رانيا إسماعيل، زوجة الممثل التليفزيوني والمسرحي الأردني، حسن السبايلة تجد مشكلة كبيرة فيما يتعلمه ولداها من عادات سيئة، تعلّق قائلة: «يئست من تغيير زوجي، فوضعت جهدي كله في إقناع ابني بالعدول عن اتباع بعض عادات والده السيئة وغالبا ما أنجح».
- أم حسن زوجة لاعب النادي الأهلي المصري أحمد حسن، تشكر الله أن زوجها انتبه لخطئه في تربية أولاده، وأعطاها زمام الأمور لتتحكم بتصرفاتهما مبكرًا.

اتفقا
الدكتورة ابتهاج طلبة استشارية ووكيلة كلية رياض الأطفال تبين أن تعلم الطفل السلوكيات يبدأ من لحظة ميلاده؛ وخطأ الآباء أمر طبيعي، لكن الصعوبة في تغيير هذه السلوكيات، خاصة أن الطفل يكون قد تعوَّد عليها؛ تتابع الدكتورة ابتهاج: «على الأبوين الاتفاق فيما بينهما للحيلولة دون استمرار مثل هذه السلوكيات دون أن يشعر الطفل لتجنب نوبات غضبه، مع مراعاة تأجيل عملية العلاج إذا كان الطفل يتعرض لضغوط عصبية».