إذا أردت أن تعرف إلى أي حد هذه المرحلة فقيرة، لا تحتاج إلى فريق من المستشارين؛ لكي يقولوا لك لماذا هي فقيرة، كل ما تحتاجه هو أن تنظر حولك للتعرف إلى أي حد هذه المرحلة فقيرة بكل ما فيها، فقيرة بعطائها، فقيرة برموزها، ومبدعيها، فقيرة بفنانيها، وكتابها، وشعرائها. فقيرة بجمالها، وغنية بقبحها، وقبح كتابها وشعرائها وفنانيها.
فإذا أردت أن تعرف كم هي جميلة هذه المرحلة؟! وكم هي مبدعة؟ وكم هي غنية بمبدعيها؟! فانظر لأعمال مبدعيها، وكتابها، وشعرائها، فكل الذي استطاعت أن تعطينا إياه هذه المرحلة، هو أن أعطتنا محمد هنيدي بديلاً عن عادل إمام.. وياسر العظمة بديلاً عن دريد لحام.. وكاظم الساهر بديلاً لعبدالحليم حافظ، ومنى زكي بديلة لسعاد حسني، وأحمد السقا بديلاً لنور الشريف، وشعبان عبدالرحيم بديلاً لأحمد عدوية، وكأن عدوية كان جميلاً ليأتينا من هو أجمل منه!! ومحمد نجم بديلاً لمحمد صبحي، وأمينة فاخت بديلاً لأم كلثوم، وسيد قشطة بديلاً ليونس شلبي، وليلى غفران بديلة لشادية، ووردة، وهشام سليم بديلاً لرشدي أباظة، ولو أردنا المقارنة، فالقائمة سوف تطول، فالكاتب السيئ يكون بديلاً للكاتب الجيد، والشاعر القبيح يكون بديلاً للشاعر الجميل، وفنان المقاولات بديلاً عن قيمة الفنان، وأصحاب القامات القصيرة بديلاً لأصحاب القامات المديدة والمليئة بعبق التجارب والمراحل من غنى؛ هو غنى أصحابها لا غنى تجاربهم، فهم أفقر الناس بالتجربة، وتجاربهم هي أفقر التجارب التي تعكس فقر أصحابها، وفقرنا نحن بكل ما له علاقة بالفن، والموسيقى، والشعر. فكل مرحلة هي مرآة صادقة لجيلها، فإذا كانت الصورة بشعة إلى هذا الحد فليس لأن المرآة غير جميلة، ولكن لأننا بشعون إلى هذا الحد، وإذا أردنا أن نرى صورتنا جميلة فعلينا أن نجمل صورتنا البشعة لا أن نكسر المرآة الصادقة!!
شعلانيات:
لا تفسر كل شيء، ولا تدقق بكل شيء، ولا تحلل كل شيء.. فـإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحماً!!
احترم الماضي واحترس من الحاضر إذا ارت أن يكون لك مستقبل.
هناك بشر يحتاجون إلى عمليات تجميل داخلية مثل: تكبير قلب، شفط الحقد، وتجميل الروح، وتوسيع النظرة إلى الحياة!!





