تجول سكان الخرطوم عاصمة السودان هذا الشهر بين كبرى فنادقها، وحدائق نباتاتها، وجمعيات فلاحة بساتينها، التي شهدت أكبر مهرجانات أندر الزهور، وأجمل العطور، وأرقى فناجين القهوة السودانية، وكان الدكتور أمير عبدالله خليل قد أوضح لـ «سيدتي نت» أن ثقافة البستنة والجمال والاخضرار والورود كأحد اقتصاديات البيئة مصدر لتوفير المال هو الأهم في تصورهم لإقامة وديمومة معارض الزهور السنوية، فهناك أزهار الكركيس، والسويدات، والقرنو مبوريس النادرة، وكانت أشجار المناطق الساخنة كالباباي، والموز، والجريب فروت، والجوافة، واليوسفي، والنوليت ذات الساق المصفر دوماً موجودة أيضاً.
وظهر نبات الأتريلكس الآتي من شرق أسيا، والذي يمتاز بامتصاصه الأملاح الأرضية ليصبح النبات الغذاء الأوحد للإبل فيسهم في توالده بصوره لافتة، هو الآخر موضع الوقوف عنده طويلاً.
وفازت شجرة الكاسيا باى فلور، والتي تعطي زهرة دائمة وتبدو في لونين متفردين هما الأخضر والأصفر بجائزة التميز.
ويعد معرض الزهور الذي عاش معه أهل الخرطوم العاصمة بأيامهم ولياليهم، ملتقى لمحبي الزهور من النساء والرجال أصحاب المشاتل والزينة والسياحة.
أسبوع العطر السوداني
«يوم من عمري»، و«الرجل المميز»، و«منتصف الليل». . أسماء لمعت عبر تجويد وتطوير العطور السودانية التي تعتمد أساساً على زيت أشجار الصندل الهندي ومشتقاته، فالبخور، والخُمرة (بضم الخاء)، والدلكة التي تحيل جسم المرأة إلى ما يشبه زجاج البلور البلجيكي تجمعت خلالها سودانيات أجدن مهنة صناعة العطور بعد أن أضفن له خلطات نادرة ليصبح «يوم من عمري»، و«الرجل المميزُ» بعد منتصف الليل الأكثر رواجاً وشهرة خاصة لدى المتزوجات اللائي أكدن أن أزواجهن يفضلن هذه الثلاثية.
ولما استفسرت «سيدتي نت» من سامية شبو مسؤولة المركز السوداني لتطوير سيدات الأعمال حول «عطر الصندلية»، الذي تعشقه نساء السودان قالت: «الصندلية هي الأساس الحقيقي لكل مستلزمات الجمال الأنثوي، والدراسات الميدانية التي تقوم بها نساء السودان المهتمات بالشأن العطري أسهمت في إنتاج عطر سوداني من الزعفران وآخر من زيت جوز الطيب وثالث من زهور عطرية، وكان المركز ذاته وعند نجاحه في مبيعاته إبان معارض إقليمية قد دعم هؤلاء النسوة بتوفير مصانع صغيره لإنتاج العطور الأمر الذي أقبلت عليه خريجات الجامعات لتطويره وابتداع تجارب معملية في إنتاج العطور. استطاعت عبرها صانعة العطور السودانية الخروج من المحلية إلى الإقليمية».
قهـوة على النيـل
«أتحدى كل من تناول فنجان قهوة من هذا المكان، ولم يعد إليه ثانية» كانت تلك تصريحات صاحبة أشهر مكان على شاطئ النيل، وهي تقدم القهوة السودانية بدءاً من «قلي» البن على الجمر، وسحقه، وإضافة الحبهان، والزنجبيل، والقرفة بعد أن تقوم بتبخير فناجين القهوة ببخار المستكة.
السكسك والعقيق وجيد الحسناوات
على شاطئ النيل ذاته يتدافع الأجانب لشراء العقيق السوداني، والسكسك الملون، وإكسسوارات متنوعة تجيد فنونها فتيات السودان، اللائي يدرسن كيفية العلاقة بين العقيق والأعناق الطويلة والمكتنزة في جعل حسناوات السودان يبتعدن عن تعاطي الذهب الحقيقي، والاستمتاع بما هو معروض في أسواق أم درمان العتيقة.