المواقف الطريفة التي قد نعيشها أو نواجهها، أو نسمع عنها حتى، لا تنتهي على الإطلاق، والأيام دائماً ما تكشف لنا عن كل ما هو غريب وطريف، وعن كل ما لم يخطر على البال والحسبان، وربما حكايتنا هذه التي لا تخلو من الطرافة، من هذه القصص الغريبة والفريدة، والتي من النادر رؤيتها او السماع عنها.
حيث قضت محكمة جُنح "ديرب نجم" في محافظة "الشرقية" شمالي مصر مؤخراً، ببراءة أحد الفلاحين البسطاء من التهم المنسوبة إليه، حين قام بإشهار "مطواة" – آلة حادة – بوجه قارئ قرآن في أحد بيوت العزاء التي كانت قد أقيمت لأحد الأهالي في قرية "صافور"، أثناء قيامه بتلاوة آيات من القرآن الكريم، حيث تم تصوير هذه الواقعة بالفيديو، وانتشرت حينها انتشاراً واسعاً في مصر وحتى بباقي الدول العربية.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإن الحادثة تعود إلى شهر آب/ أغسطس من العام الماضي 2017، حين قام رجال الشرطة المصرية بالقبض على مواطن يُدعى "السيد ع. أ"، والذي يبلغ من العمر 47 عاماً، بعد أن وردهم بلاغ طارئ أنه قام بإشهار أداة حادة "مطواة" بوجه القارئ الشيخ سيد طنطاوي، أثناء تلاوته للقرآن في بيت عزاء بقرية "صافور".
بعد أن تم القبض عليه في مركز شرطة "ديرب نجم"، وبدء التحقيق معه، أقر بأنه قام بهذه الحادثة، وأنه رفع آلة حادة بوجه الشيخ طنطاوي في العزاء، وحين سألوه عن السبب كان جوابه غاية في الغرابة، إذ اعترف بأنه قام بذلك حباً في تلاوة الشيخ للقرآن، ومناشداً إياه استكمال القراءة وعدم إنهائها أو التوقف، حيث بالفعل استجاب الشيخ الطنطاوي –تحت التهديد- وأكمل القراءة، وسط حالة من الإندهاش والذهول بين المُعزين.
وعلى الرغم من قيام هذه الفلاح المصري بهذا الفعل الذي قد يبدو إجرامياً، إلا أنه فعله بنية وقصد مخالف تماماً لما بدر منه، وكأن به يُجسد مقولة أن "من الحب ما قتل"، ولربما أن المحكمة المصرية نظرت إلى قضيته من هذا الجانب، أنه لم يكن ينوي إيذاء الشيخ القارئ، ولكنه عبّر عن حبه لقرائته بشكل خاطئ، وعليه نال حكماً بالبراءة.
x