عمّان تخسر آلاف الكتب والمخطوطات باحتراق مكتبة "الجاحظ"

مكتبة خزانة الجاحظ وسط البلد في عمان
مخزن الكتب المحترق
محمد الجاحظ
من الكتب المحترقة في المكتبة
هشام المعايطة بين الكتب المحترقة
5 صور

بخبر حزين ومؤسف، تعرضت مكتبة "خزانة الجاحظ"، التي تعتبر واحدة من أقدم المكتبات في العاصمة الأردنية، إلى حريق التهم أكثر من 10 آلاف كتاب، منها كتب تاريخي ونادر عمرها يتجاوز المئتي عام، بالإضافة إلى عدد من الوثائق التاريخية التي تعود إلى العهد العثماني، بخسارة كبيرة ليست فقط لأصحاب المكتبة الأشقاء من عائلة المعايطة، بل أيضاً للحالة الثقافية والفكرية بشكل عام في الممكلة الأردنية.
وفي تصريح حصري لـ"سيدتي.نت"، قال محمد المعايطة، أحد الأشقاء العاملين في مكتبة "خزانة الجاحظ": "يبدو أن لعنة مكتبة الأديب العباسي الجاحظ التي قتلته حين وقعت عليه، لا تزال تلاحق مكتبتنا التي تحمل اسمه، فهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض المكتبة إلى مشاكل من هذا النوع، ولكن على الرغم من ذلك، لا تزال مكتبة "خزانة الجاحظ"، قائمة وتمارس نشر الثقافة والفكر والأدب في الأردن، ولا نزال نحمل رسالة جدنا المؤسس الأول للمكتبة".

وأضاف المعايطة لـ"سيدتي.نت"، من الممكن اعتبار ما حدث أنه ذو طابع إنساني، حيث أن قطة ضالة كان التقطها صاحب المكتبة شقيقه الأكبر هشام، وأخذها معه إلى مخزن المكتبة ليوفر لها بعضاً من الدفء بجوار مدفأة الكاز، هي من تسبب بهذا الحريق الذي أتى على آلاف الكتب النادرة والوثائق القديمة وآخر الإصدارات العربية والمترجمة، كما بيّن أنه سيتم إقامة مراسم لدفن الكتب المحترقة، بحسب بعض الآراء الشرعية الإسلامية، وذلك لوجود عدد من نسخ القرآن الكريم، والكتب التي تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية.

وبحسب تصريحات لوسائل إعلام محلية وعربية بعد الحادثة، أشار صاحب مكتبة "خزانة الجاحظ"، الشقيق الأكبر هشام المعايطة، إلى أن الحريق كان قد اندلع مساء الثلاثاء في مخزن المكتبة، الذي يقع في منطقة "وسط البلد" في العاصمة الأردنية عمّان، حيث أنه كان قد وجد قطة شاردة في الطريق، فقام بإيوائها في المخزن من البرد، إذا كان قد تركها بجانب مدفأة الكاز المشتعلة، وحين ذهب المعايطة لإحضار بعض الطعام للقط، عاد ليجد النار أكلت ما أكلت من المخزن.

وكان الجد الكبير للعائلة خليل المعايطة، قد أسس مكتبة "خزانة الجاحظ"، قبل قرابة الـ200 عاماً، حيث انطلقت للمرة الأولى من القدس في فلسطين، قبل أن تنتقل إلى الأردن، وكانت مكتبة "خزانة الجاحظ"، هي أول مكتبة يتم افتتاحها في مدينة الزرقاء شمال شرق العاصمة عمّان، وهي من أوائل وأقدم المكتبات في المملكة الأردنية بشكل عام، وتشتهر المكتبة بأنها تقدم نظام استعارة الكتب مقابل دينار أردني واحد فقط، وهي من الكتب التي طالها الحريق الأخير، حيث كانت مفهرسة للاستعارة لبعض القراء.

وكان المعايطة قد ورث مهنة "الورّاق" عن أبيه الذي ورثها بدوره عن جده منذ زمن العثمانيين، حيث رفعت مكتبة "خزانة الجاحظ" عبارة "خير جليس"، الذي لا يزال شعار المكتبة إلى الآن، ولطالما ساهمت مكتبة "خزانة الجاحظ" في الحالة الثقافية الأردنية والعربية أيضاً، وهي تعد من المقاصد الدائمة التي يحج إليها جميع محبي القراءة في عمّان، وهي موجودة في منطقة وسط البلد، حيث يلتقي بها جميع من يزور المنطقة، لتصبح مع الزمن معلماً لا ينمحي من معالم عمان.