يشكل بدء مشروع جديد تحدياً كبيراً لكل امرأة طموحة، جزء كبير من هذا التحدي هو إيجاد الشريك المناسب للمساعدة في حمل الأعباء واقتسام المجهود، فاليد الواحدة لا تصفق كما يقول المثل، لكن بعض السيدات يفضلن أن يكون الشريك من أفراد الأسرة فهو أفضل وأسهل طريقة للتواصل ولوجود خبرة سابقة في التعامل، في حين ترى أخريات أنَّ القرابة لا تفيد في العمل بالدرجة الأولى، حيث الكفاءة والقدرات العمليَّة والشخصيَّة من أولى متطلبات نجاح المشروع. فما هي الطريقة الأمثل لاختيار شريك العمل المناسب، وما الذي يجب وضعه بعين الاعتبار عند اختيار أحد أفراد الأسرة كشريك في العمل؟
«سيدتي نت» التقت مجموعة من السيدات اللائي خضن مجال المشاريع، ليطلعننا عن تجاربهنَّ وأيهما يفضلن شريك العائلة أم الغريب ولماذا؟
ماركة عائليَّة ناجحة
السيدة زوات فلمبان تحكي عن تجربتها العائليَّة، التي تصفها بالناجحة، عائلي فهي تدير مع ابنتيها (رباب وريم خورشيد) دار الريم للعبايات والأزياء، قائلة: بدأت العمل في مجال العبايات منذ 17 عاماً، ونالت تصاميمي إعجاب من حولي ما دفعني للعمل على نطاق أوسع، فشاركت ابنتي رباب التي تعمل في قسم الأزياء في الدار وتخصصت في ملابس المحجبات والأزياء العصريَّة، بينما تعمل ريم في تصميم العبايات والمجوهرات، والحمد لله تصاميمنا تنال الإعجاب والتقدير، وما يميزنا أكثر هو جودة العمل والخامات، فأصبحت زبائننا من الأميرات والطالبات الجامعيات والأمهات وربات البيوت.
وعن طبيعة الشراكة تقول فلمبان: لا أحبذ فكرة العمل مع غير الأسرة، لأنَّه من الصعب التعامل مع الأغراب، خاصة أنَّ كل طرف ربما يحاول فرض رأيه، وكل طرف يظن أنَّه يعمل أكثر من الآخر وأنَّه مظلوم، أو أنَّه صاحب خبرة أكبر وشريكه فقط يملك المال، بينما الشراكة من عائلة واحدة تتسم بالثقة والشفافيَّة، وكل طرف يضحي من أجل الآخر تفادياً للمشاكل واختلاف الآراء.
الشراكة كفاءة وليست عاطفة
أما نادية فقيه، التي أنشأت مدرسة لرياض الأطفال والصفوف الابتدائيَّة، فقالت: شاركتني ابنتي الكبرى داليا في الإدارة أيام التأسيس، لكنَّها لم تستمر كون أن هذا المجال ليس من اهتماماتها. والآن تعمل معي ابنتي الأخرى دينا، التي بدأت كمعلمة ومن ثم أصبحت مشرفة لقسم رياض الأطفال. لكن نادية ترى أنَّ الشراكة تتوقف على الكفاءة والخبرة في أي مجال نخوضه، فالمسألة لا تحكمها العواطف، لأنَّ المشاريع حساب ربح وخسارة.
الغريب باعني
وتستعرض سميرة غنيم، التي خاضت تجربتين في العمل مع الأسرة وغيرها بقولها: المشروع الأول كان شراكة مع صاحب محل للملابس، وكان اتفاقنا هو يوفر المكان وأنا أحضر البضاعة، التي اختارها بعناية من حيث الموديل والخامة والتفصيل من سفرياتي للخارج، وقد نجح الأمر في البداية، لكن شريكي خبر أماكن هذه السلع وأنواعها فأصبح يحضرها بنفسه فأخرجني شيئاً فشيئاً وانفرد هو بالمشروع.
أما المحاولة الثانية لسميرة فكانت مع أختها إلهام غنيم، وعنها قالت: وهو مشروع خاص بالمأكولات الشعبيَّة الحجازيَّة (ركن الرضا) والحمد لله وللتفاهم الذي كان سائداً بيني وبين أختي نجح المشروع، وذلك لسهولة التواصل بيننا وتقارب أفكارنا.
توافق فتاتين
وعن تجربتها تحكي سفانة البار، التي تمتلك هي وابنة خالها أماني عقيل مشروعاً صغيراً للتصوير الفوتوغرافي، قائلة: أنا وابنة خالي لدينا شغف بالتصوير الفوتوغرافي ما دفعنا للتعاون معاً لشراء أدوات تصوير لممارسة هوايتنا، فأنشأنا غرفة خاصة للتصوير في منزل خالتي ومن يرغب بالتصوير من أفراد العائلة يتفق معنا على موعد للجلسة ونقوم بتصويره مقابل سعر رمزي نستثمره في شراء أدوات تصوير مختلفة مثل العدسات والفلاشات والخلفيات.
ولا تواجه سفانة وأماني أي مشاكل في التوافق على كيفيَّة إدارة العمل. لكن المشكلة الوحيدة من وجهة نظر سفانة هي أنَّها تسافر إلى مدينة أخرى في منتصف أيام الأسبوع وهو الوقت المفضل عند أفراد الأسرة للحضور للتصوير، لذلك قلَّ نشاطها بشكل كبير، فاضطرت أماني إلى إقامة جلسة تصوير بمفردها.
أيهما تفضلين.. شراكة القريب أم الغريب؟
- أخبار
- سيدتي - وفاء بابصيل
- 20 أبريل 2013