هوس البحث عن الكنوز المدفونة تحت الأرض؟

علماء الآثار يؤكدون أن الكنوز في تونس قليلة
مشعوذون يتحايلون على البسطاء بإيهامهم بأن في بيوتهم كنوزًا
النبش عن الكنوز يتم ليلاً
عند العثور على كنز فإن هناك قانونًا يحدد نصيب مكتشفه
كثيرًا ما تلقي الشرطة القبض على عصابات متخصصة في البحث عن الكنوز
شعوذة وسحر لاستخراج الكنوز
7 صور

أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنه بناءً على معلومات، تمكّنت فرقة الأبحاث والتفتيش بمدينة «مساكن» (154 كلم جنوبي تونس العاصمة) من ضبط شخصين عمرهما 30 و35 سنة، داخل ضيعة فلاحيّة، بصدد النبش عن الكنوز، كما تمّت معاينة حفرة عمقها 3 أمتار وحجز ما لديهم من معدات للحفر. وبتصفّح هواتفهم الجوّالة؛ تمّ العثور على صور ومخطوطات لبعض القطع الأثريّة.
وجاء في خاتمة البيان أنه «باستشارة النّيابة العموميّة، أذنت لفرقة الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بمدينة مساكن، بالاحتفاظ بهما، ومباشرة قضيّة عدليّة، واتّخاذ الإجراءات القانونيّة في شأنهما».

اعتداءٌ على الآثار
الجدير بالذكر أن هناك هوسًا لدى بعض التونسييّن بالبحث عن الكنوز، وهم يظنّون أن هناك ذهبًا مدفونًا في الأرض منذ الأزمنة الغابرة، وأنّ في باطن الأرض جرات مملوءة ذهبًا وفضّة.
ويلجأ الكثيرون إلى الشّعوذة والسّحر، في بحثهم عن هذه الكنوز، والكثير من النّاس وقعوا ضحيّة لتحايل بعض من يزعمون أنّ لهم قدرة على اكتشاف أماكن الكنوز والعثور عليها واستخراجها من باطن الأرض.
ولدى الكثير من النّاس اعتقاد راسخ بأنّ القدماء لم تكن لهم بنوك، وأنهم خبأوا ودفنوا كنوزهم في باطن الأرض، في أماكن محددة، وأنه في فترات الأزمات والحروب والنزاعات، كان الأثرياء والحكام، وحتى العامّة من النّاس، يعمدون إلى دفن ثرواتهم من الذهب والفضّة في باطن الأرض وإخفائها ويضعون علامات معينة لتحصينها.
وفي المقابل، يؤكد علماء الآثار أنّ الكنوز في تاريخ تونس قليلة، وأنّ اللاهثين وراء المواقع الأثرية، إنما هم يلهثون وراء سراب، وهم يعتبرون النبش والحفر اعتداء على التراث وجريمة في حق الآثار، وهناك عصابات أصبحت تعتمد على وسائل تكنولوجيّة متطوّرة في بحثها عن الكنوز.

ماذا يقول القانون؟
إن القانون التونسي يجرّم النبش في المواقع الأثرية المصنفة، أمّا في الأماكن غير المصنفة؛ فإن الكنز يكون ثلاثة أخماسه لمالك المكان الذي وجده فيه، وخمسه لمكتشفه.