الطائف تتعطر بمهرجان الورد الطائفي

6 صور

انطلقت فعاليات مهرجان الورد الطائفي في دورته التاسعة بحديقة الملك فيصل أكبر حدائق الطائف، على مساحة تقّدر بنحو 300 ألف متر مربع، وافتتح المهرجان أمير منطقة مكَّة المكرَّمة، خالد الفيصل، الذي أطلق على الطائف مدينة الورد.

مهرجان بحلّة جديدة
في كل عام يطل مهرجان الورد الطائفي بثوب جديد، ويشهد تنوعاً واضحاً في فعالياته ونشاطاته المختلفة كما وضّح رئيس اللجنة الإعلاميَّة لمهرجان الورد محمد الزهراني، إذ قدمت أمانة الطائف لوحة فنيَّة على شكل سجادة زهور ضمَّت 3 آلاف زهرة لأكثر من 15 ألف نوع من الزهور، شكلت معلماً رائعاً ومثيراً للزوّار والسيّاح، إلى جانب شلال الزهور للمرة الأولى على مستوى المهرجانات السابقة، الذي بدوره احتوى على أنواع عديدة من الورود والزهور، نسقت بشكل فني يشبه شلال الماء المتدفق، إضافة مجسّمات على شكل أبراج من الزهور يصل ارتفاعها إلى 6 أمتار.

الورد هويَّة الطائف
وأشار المدير التنفيذي للهيئة العامَّة للسياحة والآثار بالطائف، طارق خان، بفوز مهرجان الطائف في دورته الثامنة لعام 2012 كأفضل مهرجان على مستوى المملكة، في حين تميّز مهرجان الورد هذا العام بازدياد أعداد الزوّار، إذ شاركت فيه 23 محافظة من المملكة وشهده 70 دبلوماسياً وقنصلاً من 60 دولة، فهو بالفعل نقطة جذب كبيرة للسيّاح والزوار، فالورد هو هويَّة الطائف التي يقصدها الناس، إلى جانب الفعاليات والأنشطة التي تخللتها المسابقات الترفيهيَّة. وتسعى إدارة المهرجان إلى انتقال المهرجان إلى العالميَّة، من خلال إنشاء جمعيَّة للورد الطائفي، ومختبر الورد، وهذا ما تقوم عليه حالياً جامعة الطائف للاحتراز من الغش ولجودة أفضل، وإنشاء متحف خاص للورد الطائفي.

استثمار فرنسي
وأوضح خان وصول وفد فرنسي إلى مدينة الطائف للاطلاع على منتج الورد الطائفي ومزارعه والمصانع الموجودة فيه، ضم المدير التنفيذي لأكبر شركة عطور بفرنسا جيان لوكا بيرس، إلى جانب المدير الإقليمي للشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عبد العزيز سرور، موضحاً أنَّ الهيئة نظمت للوفد الفرنسي عدداً من الجولات السياحيَّة على مزارع الورد بمنطقتي الهدا والشفا، برفقة المرشد السياحي أحمد الجعيد، للوقوف على كيفيَّة تصنيعه وتقطيره، وقد أبدو رغبتهم الشديدة بالاستثمار في الورد الطائفي.

الجناح المغربي
سجل الجناح المغربي الأول في مهرجان الورد الطائفي لهذا العام إقبالاً منقطع النظير، خاصة من قبل الزائرات، وذلك رغبة منهنَّ بالتعرف إلى المنتجات المغربيَّة التي تنتج من الورد، والوقوف على مجسمات زفة العروس المغربيَّة وزيها، وأبدت رجاء أم فيصل، المشرفة على الجناح، دهشتها من الاقبال الكبير الذي شهده الجناح المغربي من قبل سيدات المجتمع بالطائف، وهي فرصة لنقل الثقافات وعادات المرأة المغربيَّة لتتعرف عليها المرأة السعوديَّة.

أكلات شعبيَّة بمشاركات نسائيَّة
شهدت الأجنحة الخاصة بالأسر المنتجة للمأكولات الشعبيَّة حركة جذب ومنافسة للزوّار نحو الأطباق الشعبيَّة كالمرقوق والجريش والقرصان والسمسميَّة والمعمول، مطهيَّة ببراعة أيدٍ نسائيَّة سعوديَّة، وأشارت أم عائض، الطاهية المشهورة في محافظة الطائف، إلى أنَّها تشارك في دائماً في مهرجان الورد، والذي ساعدها وشجعها على ذلك إقبال الزوّار عليها بشكل لافت.

أطباق بنكهات الورود
وتبعاً للمشاركات النسائيَّة في المهرجان تقول السيدة فاطمة الوقداني، رئيسة العلاقات العامَّة في جمعيَّة ثقيف الخيريَّة، شاركت الجمعيَّة هذا العام في مهرجان الورد الطائفي بركن المرسم الحر للطفل وكان مميزاً ولاقى إقبالاً كبيراً وقد حقق دخلاً للأيتام الذين ترعاهم الجمعيَّة، كما مميز ركن الجمعيَّة صناعة الأغذية المصنعة من الورد الطائفي كالمربى وعصير الرمان بالورد الطائفي.
كما شاركت أشواق صاحبة مشروع (Candy sweet) في مهرجان الورد بصنع الكوب كيك والجاتوه بأشكال الورد الطائفي، الذي أبدعت في تصميمه مصممة الديكور صديقتها زها مسعود.

سيدات في مجال الحرفيات
وفي مجال الحرف شاركت الحرفيَّة أم فيصل الحارثي، التي تشارك في المهرجان للمرة الأولى هذا العام، في الجناح الخاص بالمنتجات التراثيَّة واليدويَّة، المتعلقة بالمنزل وأغراض قديمة تخص العروس والأطفال، والحياكة والأصواف والجلود، كما شاركت أم محمد السفياني في معرض الأسرة المنتجة بأنواع من الحرفيات اليدويَّة من حياكة الحرير والقصب والغرز السيوف المنقوشة والخناجر والجلود وستائر بيوت الشعر وغيرها، إلى جانب أم أنس التي شاركت بأعمال الكروشيه التي تغطي بها الأواني المنزليَّة والسلال وما يخص المطبخ والملبوسات.

تدريب 365 فتاة
وصرّح عبد الله النمري، المشرف على تدريب الفتيات، على إنتاج واستخلاص الورد الطائفي وطريقة تقطيره، أنَّه تم تدريب 365 فتاة، أعمارهنَّ ما بين 22 عاماً إلى سيدات بلغن الـ60 عاماً، في هذا المجال وقسمن إلى مجموعتين، مجموعة خاصة بانتاج الخام من الورد، والأخرى لصناعة المنتجات التحويليَّة وإنتاج العطور ومستحضرات العناية بالبشرة والمواد الغذائيَّة، وحالياً يُنتج من تحت أيديهن نحو 180منتجاً.

آراء الزائرات
الزائرة فاطمة عبد الله من مدينة جدة، أوضحت أنَّها سعدت بالأجواء العامَّة وأكثر ما أعجبها سجادة الورود بألوانها المبهرة، والخيمة الشعبية والجناح المغربي واليمني والسوري. لكن كما قالت أزعجها عدم وجود لوحات إرشاديَّة، نظراً لمساحة الحديقة الكبيرة المقام بها المهرجان.
وأضافت سمية مروان الزائرة من مدينة مكَّة المكرَّمة قائلة: لم يغفل القائمون على المهرجان الأطفال، حيث ضم فعاليات وأنشطة جميلة تخصهم، إلى جانب الألعاب والمسابقات والمسارح.

إحصاءات
توقع مركز المعلومات والأبحاث السياحيَّة (ماس) أن يصل عدد زوار مهرجان الورد الطائفي التاسع لهذا العام 1434هـ إلى نحو 400 ألف زائر، بنسبة تزيد عن 37% عن العام الماضي.
وأضّح طارق خان، المدير التنفيذي لسياحة الطائف، أنَّ إجمالي عدد المزارع في الطائف تقدّر بأكثر من 750 مزرعة، تنتج أكثر من 290 مليون وردة، وأكثر من 20 ألف تولة.