عرض الفيلم الكلاسيكي الفرنسي "سحر البرجوازية الخفي" في شومان

مشهد من الفيلم
بوستر الفيلم
بعض الشخصيات من العمل
مشهد آخر من الفيلم
من دعوة العشاء في الفيلم
من الشخصيات المدعوة إلى العشاء
6 صور
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، الفيلم الفرنسي الكلاسيكي "سحر البرجوازية الخفي"، وهو أحد أشهر أفلام المخرج الأسباني الأصل لويس بونويل، وتم إنتاجه خلال عام 1972، والذي تبدأ أحداثه من دعوة عشاء في مطعم، وتتطور أحداثه بين الواقع والخيال، إلى حوادث غير متوقعة على طريقة بونويل السوريالية، وسيتم عرض العمل في سينما شومان بنتطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية.

وكان الناقد السينمائي الأردني رضوان مسنات، قد كت عن الفيلم مشيراً إلى أنه لقد انصب التمرد على الواقعية في السينما المعاصرة باتجاه تحطيم الأسلوب السردي، بحيث تصبح رواية قصة ما نوعا من الإرهاق والإزعاج للمشاهد، وقد ظهرت في الستينات أفلام مختلفة ومهمة من هذا النوع نذكر منها: "برسونا" (إنغمار بيرغمان)، "تيوريما" (بازوليني)، "حتى الأقزام ابتدؤوا صغارا" (هيرتزوغ)، وأيضا هذا الفيلم "سحر البرجوازية الخفي".


وصنف مسنات هذا الفيلم إلى أربعة مستويات للسرد يمكن ملاحظتها من خلاله وهي:

المستوى الأول
الواقع:
العمل كأية رواية، يبدأ الفيلم بقصة مجموعة من الناس البرجوازيين يتوجهون لحضور دعوة طعام، هذا المستوى الواقعي لا يهمل كليا في الفيلم أو لا يهدم، إلا إن الفعل (الحدث) يصبح تدريجيا غير مهم.

المستوى الثاني
الحلم:
حيث يكتشف المشاهد أن ما مر قبل لحظات من أحداث ما هو إلا حلم. إن الحدود بين هذا الحلم والواقع في المستوى الأول تصبح غائمة وغير واضحة ضمن شكل سينمائي خلاّب، فلا يمكن تمييز بدايات الحلم إلا بالإدراك الحسي للمشاهد. كما أن الشك يراود المشاهد: فهل يسري هذا الإدراك الحسي على الفيلم كله؟ فمن الممكن قراءة الفيلم كله وحتى ما قبل نهايته باعتباره حلم أحد شخصيات الفيلم الرئيسية (فرناندو الذي يلعب دور السفير).

المستوى الثالث
السرد المتداخل للأحداث:
ففي الفيلم تروى ثلاث قصص على لسان رجال هامشيين، وهم من صنع الخيال (كما أيضا الحلم والواقع) وهم أكثر أجزاء الفيلم تشويشا لمشاهد.

المستوى الرابع
مشاهد متكررة:
نرى فيها المدعوين يسيرون في طريق ريفي. هذا المستوى يبقى أكثر جزء مبهم في الفيلم، إذ لا نشعر أن له علاقة بالحلم أو الواقع أو السرد القصصي، ويتابع مسنات أنه يبدو هذا المستوى من الفيلم وكأنه يعكس موقف بونويل المتناقض تجاه هذه الشخصيات البرجوازية، فهل هي شخصيات مستهلكة أم لا، فهي تسير بلا هدف خارج ظروفها المصطنعة.

ويضيف الناقد الأردني أن في هذا الفيلم نجد علاقة جدلية بين الحلم والسرد القصصي ونلمح أيضا في السرد إشارات ثلاث لعقدة أوديب. ففي اثنتين منها يظهر هذا واضحا، بينما في الثالثة نرى علاقة بين رمز الأب وابن متمرد، بهذا يقود الفيلم المشاهد لتخيل الخوف والتوتر المختزن في النظام البطريركي الأبوي، فالأحلام هنا يحلمها الذكور فقط، وتُظهر الخوف من انحسار سلطتهم، وبهذا يتضح السبب وراء عدم حلم النساء أو عدم سردهن لأية قصة في الفيلم، إذ لا سلطة لديهن لفقدها، عبر دعوة الطعام هذه يشرح بونويل في الفيلم طقوس البرجوازية فنرى نقدها لثقتها بنفسها في إطار ساخر يمزج ما بين الحلم والواقع والسرد المتداخل للقصص.