لم تكن الحفلة الثالثة التي أقيمت في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية يوم الجمعة (6-4-2018) ضمن الحفلات الغنائية التي ترعاها الهيئة العامة للترفيه، وتنظيم شركة "360 live"، والتي أحياها كل من النجمين وائل جسار وصابر الرباعي، أقل نجاحاً من سابقتيها، بل يمكن التأكيد على أنها كانت الأكثر نجاحاً وحضوراً جماهيرياً، وهذا النجاح يمكن القول إنه نتاج قدرة الشركة المنظمة وهيئة الترفيه على زيادة الاهتمام بالتنظيم وخصوصية الجمهور وتلافي أي معوّقات قد تكون حصلت عن غير قصد في الحفلتين السابقتين.
كان الالتزام بالمواعيد من أهم سمات التنظيم الذي وضعت خطته الشركة المنظمة مع منسوبي هيئة الترفيه، سواء بالنسبة للإعلاميين أو لدخول الجمهور من البوابات الرئيسية للمدينة، أو مواعيد الالتقاء بالفنان وائل جسار ومؤتمر صابر الرباعي، وموعد صعود كل فنان إلى المسرح. وقد أخبر سعد الأحمري من هيئة الترفيه بأن الفنان وائل جسار سيلتقي كل إعلامي وجهة إعلامية بشكل منفرد، ولمدة ثلاث دقائق من الساعة العاشرة تماماً ولمدة نصف ساعة فقط. أما الفنان صابر الرباعي فقد طلب أن يكون اللقاء بالإعلاميين على شكل مؤتمر كي لا تتكرر الأسئلة تمام الساعة العاشرة والنصف، وهذا ما حصل بالفعل.
تمام الساعة العاشرة كان الفنان وائل جسار في استقبال "سيدتي نت" كونها أول من وصل من وسائل الإعلام، وحين قدمنا له بطاقة التعريف قرأها وقال: " مجلة "سيدتي" حبيبتنا". قلنا له هل حقاً تحبها؟ فقال: "مين ما يحب "سيدتي"؟ أكيد بحبها".
بعد الترحيب بالفنان وائل جسار في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية سألناه كيف يمكن أن يصف إحساسه عندما يلتقي بجمهور لأول مرة وماذا سيغني لهم؟ وهل هذا يشعره بالخوف؟ فقال: " أولاً أنا سعيد جداً بوجودي في مدينة الملك عبد الله وبمدينة جدة، وأريد أن أشكر كل القائمين على هذه الحفلات، أو المهرجان الكبير الذي نفتخر به في العالم العربي، وعلى رأسهم هيئة الترفيه، وأكيد أنا "فرحان" جداً إني أول فنان لبناني موجود مع الشعب السعودي الراقي، ولكنه ليس جديداً عليّ أن ألتقي بهذا الجمهور والشعب الراقي المنتشر في الكثير من دول العالم. وبالنسبة للخوف فلا، إنما هناك رهبة، ولكن مع المحبين وتفاعلهم تنتهي هذه الرهبة. وبالتأكيد سأغني لهم كل الأغاني التي أحبوها ويطلبونها، بالإضافة إلى الأغاني الجديدة".
عند الساعة العاشرة والنصف كان الفنان وائل جسار غادر القاعة ليصل الفنان صابر الرباعي ويبدأ مؤتمره الصحافي بكلمة قال فيها: " أولاً أحب أن أرحب وأتشرف بكم، صحافة مسموعة ومكتوبة ومرئية، في أول لقاء على هذه الأرض الطيبة الطاهرة، وشرف لي كفنان تونسي، وكفنان عربي، أن أكون من ضمن أوائل الفنانين الذين غنّوا وبدأوا الحفلات الغنائية في السعودية. إنها لبادرةٍ طيبةٍ جاءت من أعلى هرم في السلطة بفتح مجال الحفلات والترفيه على أرض السعودية، فنحن لم نعتد بأن نسمو ونشدو بأصواتنا ضمن حفلات جماهيرية عائلية عامّة في السعودية، وإن هذا لأمرٌ طبيعي نعيشه ونشهده ضمن هذا الاختلاف والتطور للأفضل.
كما أن هذه البادرة ستفتح المجال للمبدعين العرب أن يتواجدوا على أرض السعودية، وستفتح مجالاً للجمهور السعودي والجمهور العربي بصفة عامة من الجاليات العربية في السعودية، أن يلتقوا بفنانيهم ويحضرون حفلاتهم ويستمعون لفنهم بشكل مباشر، ولا يختلف ذلك عن كل البلدان الأخرى. فكل البلدان فيها مهرجانات و حفلات، ونحن اليوم في حفلات داخل السعودية وهذا شيء يسعدني شخصياً، ويسعدنا كفنانين ويشرفنا.
حضوركم اليوم ودعمكم للفعالية والحفل واضح، وهو دعم للجمهور السعودي للتواصل الجديد ما بين الفنانين والجمهور من خلال الحفلات. أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الحفل على مجهودهم وحسن الاستقبال والدعم والتنظيم المحكم، فلم نواجه أي عراقيل، بالعكس شعرنا وكأننا في بلدنا، فالمنظمون أشخاص متمرسون في المهنة وتنظيم الحفلات، وهذا شيء يحسب لهم، ويجب أن أشيد به بكل صراحة.
وبما أن اللجنة المنظمة حدّدت سؤالاً واحداً لكل جهة إعلامية سأله "سيدتي نت" إذا ما كان صابر الرباعي يحتل مكان، أو يأخذ لقب هاني شاكر، كأمير للطرب العربي حالياً، خاصة أن اللقب كان يحمله الفنان هاني شاكر، ثم منحه الفنان محمد عبده للفنان عبد المجيد عبد الله لقب "أمير الطرب"، فقال: "أنا لا آخذ اسم أحد ولا مكان أحد، فلكل فنان مكانته وقيمته، ولا أحب أن أدخل في سجال بين الإمارة والملوكية والسلطنة، كلها ألقاب لا تضيف لي الشيء الكبير بقدر الاستمرارية والعطاء والاختيارات الموفقة للأعمال، والجمهور الذي يحضر لي وما زال يحبني اليوم بعد كل السنين التي غنيت فيها، هذا هو أهم كسب وأهم لقب لي كفنان، فالألقاب بالنسبة لي ليست هي المقياس، بل الجمهور هو المقياس الأساسي والحقيقي".
بعد انتهاء المؤتمر تحرّك الإعلاميون من الفندق إلى موقع الحفل، الذي كان يخيل للناظر إلى الحضور أن سكان مدينة جدة هجروها وحضروا للاستمتاع بحفل نجمين لهما حضورهما الكبير. والذين كانوا يقفون في منطقة المطاعم خارج منطقة الكراسي ينتظرون بدء الحفل بالمئات. وما أن ظهر على المسرح المذيع فيصل الزهراني حتى تعالت الأصوات، ليعلن أن الفقرة الأول من الحفل يشدو بها الصوت المميز وائل جسار، الذي أطل على الجمهور مع أنغام أغنية "إنتبه على بالك كرمالي".
بعد الأغنية والحماس الذي استقبله الجمهور به قال: " شو هالناس الحلوين، شو هالناس الطيبين. لي الشرف إني أكون لأول مره بجدة في السعودية. تحياتي لكل الشعب السعودي، والله يطول بعمر الملك وسمو الأمير (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان)، وتظل البلد عامرة بوجودكم، وإن شاء الله تقضوا معنا أحلى سهرة، والسهرة ما بتحلى إلا بوجودكم".
ليعود ويقدم باقة من أغنياته وأغنيات مشهورة، فغنّى "إذا كنت بعذابي راضي"، "غريبة الناس"، " صرت جرح وماشي عالطرقات"، "أنا قلبي كنت بخاف عليه". وللجالية اللبناينة الكبيرة التي حضرت، والقنصل اللبناني علي قرانوح وعقيلته مروه سوبره وزينة عطالله عقيلة السفير اللبناني في المغرب زياد عطالله، ولمحبي صوت سيدة الغناء فيروز غنى أغنية " نسم عليا الهوى"، وليتبعها بالأغاني "ما تسأل عني"، "ما خطرتش على بالك يوم"، "قلبي وقلبك"، "زي الجبال ما يتلاقوا"، ليعود ويغني "أغنية وديع الصافي "على رمش عيونها"، ويختم وصلته قبل أن يودع الجمهور بعد منتصف الليل بأغنية عبد الحليم حافظ "زي الهوى".
مع مغادرة الفنان وائل جسار المسرح أعلن المذيع عن استراحة نصف ساعة لتغيير الفرقة الموسيقية وصعود فرقة الفنان صابر الرباعي، الذي صعد على المسرح وسط هتاف الحضور، ليبدأ وصلته الغنائية بأغنية "ببساطة". ومع نهاية الأغنية حيّا الجمهور وخاطبهم قائلاً: " شرف لي وجودي بالمملكة السعودية، وأتمنى أن أسعدكم اليوم، وأن تتكرر المناسبة، وأن تكونوا سنداً لي أنتم شباب العالم العربي". ليقود ويختار من جديده وقديمه مجموعة من أغنياته، فغنى "يا أغلى"، "ياعسل"، "مثلت الحب عليا"، "عزة نفسي".
ثم سأل الجمهور قائلاً: "نغني تونسي" وغنى "خلوني معاها هي"، و "يا دلولة"، و"بزيادة"، "أعز الحبايب"، و"يااللي بجمالك" التي ختمها بموال (يا ليل ياعين) ليهديه للجمهور عندما ختم الموال قائلاً: "لكن بجمالكم ما لقيت" بدلاً من "لكن بجمالك ما لقيت". ومع كل أغنية كان الجمهور يطلب منه أغنية "أتحدى العالم"، وبعد أن لبّى رغبة الجمهور وغناها قال: "سأغني أغنية لأول مرة على المسرح، وهي أغنية "ماتخفيش" من كلمات مأمون الشناوي وألحان الموسيقار طلال، وبعد أن غناها طلب منه الجمهور أغنية "أجمل نساء الدنيا"، وقبل أن يغني منها مقطعاً قال: "أعتذر منكم لعدم وجود النوتة"، ثم أدى موال "عالطاير" ليختتم حفلة من أجمل الحفلات بأغنية "سيدي منصور"، ويتبعها بأغنية "برشة برشة" نزولاً عند رغبة الجمهور الذي طالبه بغنائها أكثر من مرة".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
