شهدت الفترة الأخيرة حراكاً لبعض المبادرات والبرامج من قبل بعض القطاعات؛ لتحفيز الشباب على العمل الحر، وحول ذلك قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن بن أحمد الجبيري، بأن المبادرات والبرامج الموجهة لمشاريع ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة تشهد اهتماماً كبيراً من قبل الدولة، وذلك وفق رؤية المملكة 2030.
كما أن هذا القطاع يساهم فعلياً في فتح آفاق جديدة تكسب شبابنا رؤية واضحة نحو تفعيل هذه الخارطة، وتعزيز قدراتها لتكون حراكاً اقتصاديا يُحقق من خلاله الكثير من النتائج الإيجابية في سوق العمل، عطفاً على صقل المهارات الإبداعية والابتكارية لدى الكثير من شبابنا القادر على خوض هذا الحراك بكل كفاءة واقتدار.
وأضاف قائلاً: إن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقوم بدورها المأمول في هذا الاتجاه من خلال برامجها المختلفة، حيث أعلنت مؤخراً عن برنامج وثيقة العمل الحر والذي يعتبر أداة مهمة في ممارسة العمل الحر، مما سيسهم في تعزيز اداء هذه الأنشطة وضبطها بطريقة احترافية منظمة، إضافة إلى دعمها اللامحدود للشباب والقضاء على المظاهر والمخالفات السلبية للأنظمة والقوانين.
وأوضح الجبيري بقوله: إن العالم يتجه وبقوة نحو اقتصاد ريادة الأعمال والتي تمثل النسبة الأعلى في إجمالي الناتج العالمي، حيث تشير التقارير إلى أن مساهمة مشروعات رواد الأعمال في أمريكا تقدر بأكثر من 50% من اقتصادها القومي، وكذلك الصين قُدّرت مساهمة رواد الأعمال في اقتصادها القومي بنسبة 60% ونسبة 70% في هونج كونج.
كما أن نسبة شريحة الشباب في سن 26 عاماً فأقل هي الأكبر في النمو السكاني للمملكة، وهذا يؤشر إلى أهمية دعمهم ميولاتهم، وتابع: تشير الدراسات الحديثة إلى أن نسبة رواد الأعمال في المملكة لمن هم في مرحلة ما بعد الثانوية بنسبة 10%، والمرحلة الجامعية بنسبة 35%، أما ما بعد الجامعية فقد كانت بنسبة 55%، وعليه لابد من استمرار الدعم العمري والتأهيلي وفقاً لمراحل التعليم المتعددة، وصقل مهارات كل مرحلة وما يتفق مع امكاناتها وقدراتها المعرفية، مع مواصلة الجهود لتحفيز هذا القطاع برفع مساهمته في نمو الناتج المحلي من 20% إلى 35%، وفق مخرجات رؤية المملكة 2030، وعليه فإن اقتصاديات الأعمال بالتنوع في مناخها سيخلق مشاريع ابتكارية مهمة في مجال ريادة الأعمال وتجارة التجزئة، والمنشآت المهنية الفردية والشراكات الإنتاجية الشبابية، وبرامج الأسر المنتجة وبرامج العمل عن بعد وغيرها، مما سيفضي إلى المزيد من قدرات النشاط الاقتصادي، وتوليد ذاته لتحقيق آفاق واعدة تواكب التوجه المثالي المُتبع نحو الإقتصاد الإنتاجي المتنوع والمُستدام.
وحول مجالات ريادة الأعمال والتي يمكن لشبابنا الانخراط بها، أكد الجبيري إلى أنه من الأهمية بمكان أن تكون تلك المشاريع قائمة على دراسات الجدوى الاقتصادية ودراسة السوق جيداً من جميع جوانبه الفنية وأن يوائم المشروع الجديد التخصص مشيراً إلى أنه من الأنشطة الواعدة (التطبيقات، والأعمال التقنية، والذكاء الاصطناعي، والمجالات الهندسية بكافة أفرعها، والمهن الحرفية، وتجارة التجزئة، وقطاع الأغذية والمشروبات، وقطاع الإيواء، وصناعة وتصميم الأزياء، وغيرها الكثير من الفرص الجديدة).
ريادة الأعمال تشكل حراكاً اقتصادياً
- أخبار
- سيدتي - ريهام المستادي
- 26 أبريل 2018