العالم يحتفل باليوم الدولي لموسيقى الـ"جـــاز" .. دعوة إلى الفرح

موسيقى الجاز
من الاحتفال بيوم الجاز في مقر الأمم المتحدة 2017
أحد رواد الجاز بالقرن التاسع عشر توم توربين
نينا سيمون من أشهر مغنيات الجاز وأكثرهن تأثيراً
اسطورة الجاز العالمي لويس آرمسترونغ
اليوم العالمي لموسيقى الجاز 2018
الموسيقي الأمريكي السوداني أحمد عبد الملك
7 صور

بالمثل العجري الشهير "ابقوا حيث الموسيقى فالأشرار لا يغنون"، نجد دعوة غير منقطعة إلى الفرح، نداء إلى الأشياء الجميلة داخلنا، هكذا كانت وستظل الموسيقى، منذ أول "نــونة" عُزفت، ولكن نوعاً واحداً من الموسيقى، يحمل في كل نوتة منه، الكثير من دعوات الفرح، وهي موسيقى الـ"جــــــاز"، التي بغير شعور إرادي تترك القلب راقصاً عند كل عزف منفرد لـ"ساكسيفون"، أو "ترامبيت" أو "بيانو"، أما إيقاعاتها، فتلك حكاية أخرى من الرقص.

وأهمية موسيقى الـ"جــــــاز" لا تقتصر فقط على دعوات الفرح التي توزعها في أي قطعة موسيقية، بل أيضاً تظهر من خلال بعدها التاريخي الذي كان التنوع الثقافي أحد أبرز سماته الأساسية، بالإضافة إلى انتشارها الواسع في مختلف دول العالم، ولذلك أعلنت الأسرة الدولية خلال الدورة التي عقدها المؤتمر العام للـ"يونسكو" في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2011، أن يكون تاريخ الـ 30 من شهر نيسان/ أبريل في كل عام، يوماً عالمياً لموسيقى الـ"جــــاز"، وأن يتم الإحتفال بهذا النوع الموسيقي في جميع دول العالم.

وكان الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، قد أشار إلى أن اليوم الدولي لموسيقى الـ"جـــاز"، سيجمع العديد من المجتمعات المحلية والمدارس والفنانين والمؤرخين والأكاديميين، بالإضافة إلى الملايين من محبي هذا النوع الموسيقي من جميع أنحاء العالم، وذلك للاحتفال بهذا الفن ومعرفة المزيد عن جذوره ومستقبله وتأثيره.

وتابع موقع الأمم المتحدة، أنه سيتم الاحتفال بموسيقى الـ"جـــاز" التي تمثل شكلاً مهماً من الأشكال الفنية الدولية، من أجل تعزيز السلام والحوار بين الثقافات، إضافة إلى التنوع واحترام حقوق الإنسان والكرامة الانسانية ومن أجل القضاء على التمييز، وتعزيز حرية التعبير والنهوض بالمساواة بين الجنسين وتدعيم دور الشباب من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي.

وكان الموقع الأممي قد نشر عدة إجابات للسؤال الذي كان قد طرحه، وهو "لماذا الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز؟"، حيث كانت الإجابات العديد عن هذا السؤال هي:
- موسيقى الجاز تكسر الحواجز بين الثقافات وتوفر فرصاً للتفاهم والتسامح.
- موسيقى الجاز أداة تتيح تحقيق حرية التعبير.
- موسيقى الجاز رمز للوحدة والسلام.
- موسيقى الجاز تحد من أوجه التوتر بين الأفراد والجماعات والمجتمعات؛
- موسيقى الجاز تنهض بالمساواة بين الجنسين.
- موسيقى الجاز تتيح تدعيم دور الشباب من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي.
- موسيقى الجاز تعزز الابتكار الفني والارتجال وأشكال التعبير الجديدة وتشجع على دمج أصناف الموسيقى التقليدية في الأصناف الجديدة للموسيقى.
- موسيقى الجاز تحفز الحوار بين الثقافات وتتيح تمكين الشباب المنتمين إلى الفئات الاجتماعية المهمشة.

والجدير بالذكر أن البدايات الأولى لموسيقى الـ"جـــاز"، كانت في منتصف القرن التاسع عشر، وعلى وجه الخصوص في مدينة "نيو أورلينز" في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اشتملت حينها على خليط من المهاجرين الإسبان والإنجليز والفرنسيين، كما أن تجارة العبيد و"استخدامهم" كانت منتشرة بكثرة في ذلك الوقت.

هذه الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية الصعبة، والتي تزامنت مع إلغاء نظام "الرق والعبودية" خلال العام 1863، وجد الأمريكيون من أصول أفريقية، أنفسهم أحراراً للمرة الأولى في مدينة "نيو أورليانز"، التي تكثر فيها صالات الرقص الأوروبي مثل الـ"فالس" والـ"بولكا" خاصة في شارع "رامبارت" الشهير، ومع الوقت تمكن الأمريكيون الأفارقة، من دمج موسيقاهم الخاصة التي كانوا يرددونها أثناء العمل في حقول القطن وأثناء سمرهم في ميدان الـ"كونجو"، مع الموسيقى الأوروبية التي يعيشون معها في أميريكا، واختلطت الإيقاعات ببعضها البعض.

هذا المزيج بين الألحان الأفريقية والألحان التي تعلمها الأمريكيون الأفارقة في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانية، مع الموسيقى الأروربية مع صرخات عذاب العبودية وتعبيرات أرواحهم المتعبة من تلك الفترة، أخرج كل هذا الخليط الثقافي والتاريخي العظيم، وكانت بدايات موسيقى الـ"جــــاز"، التي عبرت عن كل هذه التحولات الإنسانية والتاريخية.

إحدى مقطوعات الجاز الأولى من العام 1903 من بداية القرن العشرين ونهاية القرن التاسع عشر لـ"توم توربين Tom Turpin":



أحمد عبد الملك .. أول عازف جاز شرقي
منذ منتصف حقبة الأربعينات ووصولاً إلى ستينيات القرن الماضي، ظهر طارئ جديد على الجاز، طارئ من أصول عربية، وهو موسيقار الجــاز الأمريكي سوداني الأصل، احمد عبد الملك، الذي كان الأب الأول لما يعرف الآن بالـ"جاز الشرقي"، حيث قام عبد الملك، الذي عاش في الفترة ما بين "1927 – 1993"، بإدخال الآلات العربية الموسيقية العربية، مثل العود والبزق والمزمار على موسيقى الجاز التقليدية، لتنطلق من بعده ثورة جديدة على موسيقى الجاز، امتد أثرها إلى يومنا هذا في كل دول العالم.

إحدى المحاولات الأولى للجاز الشرقي لأحمد عبد الملك