فيديو.. الآلاف يتبعون "دجّالاً" ادعى اكتشافه كنزاً دفيناً.. ولكن

الشاب حسين الذي أقنعهم بكذبته
الآلاف تتبعوا الكذبة
خريطة الكنز
الشرطة المغربية
4 صور

رغم أننا نعيش في القرن والواحد والعشرين من الألفية الثالثة، وعلى الرغم من كل هذا التقدم التكنولوجي والعملي الذي وصلنا إليه، إلا أن خرافات العثور على الكنوز المدفونة بعد القيام بطقوس غريبة، لا تزال عالقة بعقول الكثيرين حول العالم، وقد يؤول الأمر إلى أمور غير معقولة وعصية على التصديق أو الفهم، ولعل ما حدث في منطقة "سرغينة" بضواحي إقليم "بولمان" جنوبي مدينة فاس شمال المغرب، يوم الإثنين الفائت 11 حزيران / يونيو، الدليل الأكبر على ذلك، حيث خرج الآلاف من سكان المنطقة للسير على الأقدام ولعدة كيلومترات طويلة في يوم صيام حار متحدين الجوع والعطش، وكل ذلك في سبيل حضور طقوس استخراج "كنز قديم" مدفون أخبرهم عنه أحد الأشخاص.

وحول هذه الحادثة التي تناولتها وسائل الإعلام المغربية، أن قصة هذا "الكنز المدفون" كانت قد بدأت خلال الأسبوع الماضي، عندما خرج الشاب "حسين" على أهل قريته والقرى المجاورة، يخبرهم بأن هناك شيخاً تقياً أتاه في الحلم، وأخبره بمكان كنز مدفون قديم لا يعرف مكانه سواه، وهو كنز يعرف بين سكان المنطقة بـ"الدفينة"، وأخبر الناس بأن هذا الشيخ كان قد أسرّ له، بأن الـ"دفينة" موجود على مستوى جبل "سرغينة"، مؤكداً أن مخلوقاً غريباً سيأتيه في هيئة رجل وقور ويخبره كل مرة عن مكان وجود الكنز، حتى يتمكن من إخراجه.

وتابع الشاب "حسين" خلال حديثه لأهل قريته، أنه لولا أن هذا الرجل التقيّ الذي زاره في الحلم، لم يكن قد ضرب له موعداً محدداً للقاء به في المكان الذي من المفترض أن يتم العثور فيه على الكنز المدفون، لم يكن سيصدقه على الإطلاق، إذ أنهما تحدثا معاً ومدّه بتعويذة تمكِّنه من استخراج الكنز يوم 26 رمضان، ضارباً لسكان القرى السبع المعنيَّة بمحتويات الكنز، موعداً للحضور إلى عين المكان، للمساهمة في استخراجه.

لم يكن أي أحد سيتوقع بأن ينتشر كلام "حسين" حول الكنز والشيخ التقيّ في الرؤيا وموعد استخراج الدفينة، بهذا الشكل الكبير للغاية بين أبناء قريته وباقي القرى المجاورة، حتى أن الأمر قد خرج عن حدود مدينة "فاس" ووصل إلى عدد من المدن المجاورة، وتوافد آلاف الأشخاص المصدفين لهذه الحديث ليشاهدوه وهو يخرج الكنز، وكلهم بلا استثناء كانوا يطمعون بأن يأخذوا نصيبهم من الذهب والمجوهرات والياقوت الذي يحمله هذا الكنز.

كيف انتهت هذه "الكــــذبة"..
كان "حسين" قد أوصى جميع من سمع بالأخبار أن يحضر باكراً إلى المكان المتفق عليه، وذلك بهدف استخراج الكنز، وشدد عليهم بأن على من أراد أخذ نصيبه من المال والمجوهرات، حمل بطاقة التعريف الوطنية المغربية، بالإضافة إلى الأعلام وصور الملك، وفعلاً تمكن "حسين" من أن يجر خلفه الآلاف، حتى لحظة الوصول المكان المقصود.

في البداية، بدأ حسين يخطب بالناس بدرس ديني، واستمر لقرابة النصف ساعة وهو يحدثهم عن عن مفاهيم العبودية والربوبية وصحة القرآن، وطوال هذه المدة كانت الجموع الغفيرة التي تنصت له اهتمام وانتباه شديدين، تنتظر منه أي يُدلي بأي أخبار أو معلومات حل الكنز، بل أيضاً قام بما يزيد عن ذلك، وهو أن طلب منهم الصعود إلى قمة الجبل لمشاهدة انطلاقة طقوس "الاكتشاف وكشف الأسرار" الخاصة بالكنز ومحتوياته كما أخبرهم، وكان الآلاف منهم بانتظار المفاجأة الكبيرة التي لم تكن سوى "مزحة سمجة".

بعد الصعود إلى الجبل، وانتهاء عدد من الشبان بمساعدة حسين بتحديد مكان الكنز، باستخدام حبال الجير الأبيض والحجارة، جاء وقت الصدمة الكبيرة، لجميع من صدقوا هذا الشاب ولحقوا خرافاته، وأدركوا مدى كذبه حين اكتشفوا أن الكنز والمجوهرات والمال المدفون في الجبل، ليس إلا شعار المملكة المغربية، إذ تبين للناس والشبان الذين ساعدوه أنهم كانوا يرسمون شعار "الله الوطن الملك"، وهو الشعار الذي قال عنه حسين إنه "الكنز" الذي كان يعدهم به.



هذه الحادثة التي انتشرت أخبارها وتفاصيلها بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المغربية، أثارت الكثير من الجدل حول وعي وجهل وإدراك الناس، وتصديقهم لهؤلاء الأشخاص الأفّاقين، ومن جهة أخرى نشرت صفحة "تغيت بريس" المغربية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، نقلاً عن موقع "بولمان 21"، ما مفاده أنه: "تم وضع الشخص الذي يدعي انه سوف يستخرج كنز من جبل سرغينة، رهن الاعتقال داخل السرية العسكرية لدرك الملكي بولمان، بحضور عدد من المسؤولين الكبار على هذا الجهاز بالاضافة إلى عدد من أفراد المخابرات dst، وذلك بغية النظر الى ما ستؤول له الاوضاع، ولفتح تحقيق في هذا الوضع وهذه المهزلة".