الملك عبد الله الثاني ينال جائزة "تمبلتون" العالمية

العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين الثاني
خلال تسلم الأسقف ديزموند توتو الجائزة بالعام 2013
خلال تسليم الأم تيريزا للجائزة في العام 1973
خلال تسليم دالاي لاما للجائزة بالعام 2012
مؤسس الجائزة رجل الأعمال الراحل السير جون تمبلتون
5 صور

أعلنت مؤسسة "جون تمبلتون" في بيان صدر عنها يوم الأربعاء 27 حزيران / يونيو الجاري، عن منح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، جائزة "تمبلتون" للعام 2018، واصفة العاهل الأردني بأنه "مستمر منذ توليه مسؤولياته ملكاً للأردن ببذل جهود تحقيق الوئام داخل الإسلام وبين الإسلام وغيره من الأديان، وأنه لم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة"، وأعلنت مؤسسة "تمبلتون" أنها ستعمل على تنظيم فعالية لتسليم الجائزة للملك عبد الله، والاحتفال بجهوده وإنجازاته في 13 تشرين الثاني / نوفمبر القادم للعام 2018 في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وكانت جائزة تمبلتون قد مُنحت منذ انطلاقها لـ 47 شخصية عالمية من علماء وفلاسفة وشخصيات قيادية إصلاحية، من أبرزهم "الأم تريزا" في العام 1973، والـ"دالاي لاما" في العام 2012، والقس "ديزموند توتو" كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق في العام 2013.

ونشر الموقع الإلكتروني لجائزة "تمبلتون" مقطع فيديو مصور لرئيسة المؤسسة "هيذر تمبلتون ديل"، التي استعرضت فيه أبرز إسهامات الملك عبد الله الثاني في مجال الفكر الديني، ووصفت السيدة تمبلتون الملك الأردني بأنه شخصية "صقلتها المسؤوليات السياسية، إلا أنه يَعتبر الإيمان وحرية التعبير الديني من أهم مسؤولياتنا وغاياتنا كبشر"، وبينت أن: "الهدية التي يقدمها الملك عبد الله الثاني للعالم تتمثل في تأكيده على التعددية في الإسلام في مواجهة مساع لفرض تنميط زائف، إذ قام بتعزيز القوة الرمزية لمبدأ التعددية الدينية التي تحترم الاختلاف، وذلك في مسعى لنشر الوئام الديني والاحترام بين 1.8 مليار مسلم، يمثلون ثاني أكبر ديانة في العالم، وبحيث ينظرون إلى بعضهم البعض بوئام وانسجام".

فيديو إعلان المؤسسة فوز الملك عبد الثاني بالجائزة:
 

وأضافت تمبلتون خلال حديثها أن: "جائزة تمبلتون لعام 2018 تأتي أيضاً تقديراً لقيادة الملك الأردني بتوفير ملاذ آمن يكفل للمجموعات الدينية والعرقية المختلفة في الأردن حرية العبادة، كما يكفلها أيضاً للملايين من اللاجئين الذين احتضنهم الأردن على مدار العقود الخمسة الماضية".

وتابعت موضحة أنه في عام 2006، أُطلقت مبادرة "كلمة سواء"، وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات دينية مسيحية تنشد السلام والوئام، على أساس وصيتين متلازمتين يشكلان جزءاً من صميم المبادئ التأسيسية لهذين الدينين وهما: حب الله وحب الجار، وأيد مبادرة كلمة سواء أكثر من 300 من القيادات الدينية المسيحية، وقد وقعها أكثر من 400 من العلماء الإسلاميين والقيادات الدينية الإسلامية.

كما لفت القائمون على الجائزة، التي تعتبر من أكبر الجوائز في العالم من حيث القيمة المالية إذ تبلغ 1.1 مليون جنيه استرليني، إلى أهمية جهود العاهل الأردني في مجال مواجهة التطرف، والتصدي للمفاهيم المغلوطة حول الإسلام وخطاب الكراهية والخوف من الإسلام الـ"إسلاموفوبيا".

من جهته، عبّر الملك عبد الله الثاني عن تقديره لمنحه جائزة تمبلتون في فيديو نشرته مؤسسة تمبلتون على موقعها الإلكتروني. وقال الملك عبد الله: "تحمل هذه الجائزة قيمة مميزة بنظري، فهي بمثابة بادرة صداقة نحو كل من يعملون من أجل نشر التسامح والاحترام المتبادل من إخواني وأخواتي الأردنيين، مسلمين ومسيحيين، و 1.8 مليار مسلم ومسلمة حول العالم الذين يقومون بدور حيوي وفاعل في تحقيق الازدهار والمستقبل المشرق للإنسانية".

وأضاف جلالته: "عُرف السير جون بتشجيعه طرح الأسئلة، وعلى مدار السنين الماضية، كنت أطرح هذا السؤال: هل نملك ترف الاستسلام للكراهية والأكاذيب والعزلة التي تشل مستقبل البشرية؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال في جوهر مبادئ ديني الإسلام، وفي العديد من التعاليم الدينية الأخرى، والتي تتجلى في وصيتين أساسيتين: حب الله وحب الجار، فقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم): "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"."

واختتم العاهل الأردني كلامه: "عالمنا أصبح بحاجة للتصدي للتحديات التي تواجه إنسانيتنا وقيمنا المشتركة التي ترسي قواعد التناغم والعيش المشترك التي يعتمد عليها مستقبلنا. ولهذا، أؤمن بأهمية وضرورة نشر وتشجيع التسامح والاحترام المتبادل، ودعم التعددية والأمل، وتفنيد مزاعم الخوف من الإسلام الـ(إسلاموفوبيا) وغيرها من المفاهيم المغلوطة، بالإضافة إلى العمل لتكون قيمنا حاضرة بقوة في حياتنا وممارساتنا اليومية".

كلمة الملك عبد الله الثاني تعليقاً على منحه الجائزة:

ويُشار بأن هذه الجائزة العالمية، يتم منحها - بحسب القائمين عليها - تقديراً للأشخاص الذين يقدمون إسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان، مثل الأعمال الخيرية، أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي، أو المساهمة بشكل بناء عبر وسائل الإعلام في الحوارات المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية، وتأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير "جون تمبلتون"، الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية. وتدير الجائزة مؤسسة تمبلتون التي تتخذ من مدينة كونشوهوكين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية مقرا لها.