المسافرون السعوديون ذهبٌ يتحرك على قدمين

7 صور

بمجرَّد أن تنتهي اختبارات نهاية العام الدراسيّ في السعوديَّة، حتى يحزم السعوديون أمتعتهم متوجهين إلى المطار، كل يحمل جواز سفره، وتذكرته، وحقيبته، حلم السَّفر الذي ينتظره السعوديون من العام إلى العام، لكن الشَّكوى الدائمة أنَّ نظرة العالم للخليجيّ على أنَّه ذهب يتحرك، أو بئر بترول معبأ بالأموال الطائلة، فيتعرَّض للاستغلال، والناجي الوحيد هو من يعرف أكثر عن ثقافة السَّفر.

كان المحامي عدنان الصالح، خارجاً من باريس إلى بروكسل بالقطار، وجلست عكس اتجاه القطار، وشعر بدوخة، ثم نزل من القطار وهو في حالة دوار، فحلس على كرسي انتظار ليتوازن، وفوجئ بكلب يلعق في حذاءه، يتابع: "قمت بركله بدون شعور، فثارت عليّ مجموعة من النَّاس، ولا يعلمون أنني لم أتمكَّن من استعادة توازني، هم لا يرتاحون إلا بعد منحهم المال؛ لذا يجب تعلُّم فنون التَّعامل معهم بحذر شديد».
ويروي الإعلاميّ محمد العيدروس قصَّة سفره إلى باريس مع زوجته، حين دخل مطعماً، ولم يعبأ باللوحة الموضوعة على مدخل الباب، ودخل مباشرة، وعن ذلك يقول: «اللوحة مكتوبة بالفرنسيَّة، وأنا لا أعرف الفرنسيَّة، فدخلنا مباشرة، وعاملونا أسوأ معاملة ممكنة، وحين سألت أحد أصدقائي عن سر ذلك، قال لي: إنَّ اللوحة موجودة في كل المطاعم تقريباً، ومكتوب عليها «قف مكانك حتى يأتيك موظفنا لخدمتك»، وعدم اكتراثك بها، يعني عدم احترامك للمكان؛ لذا بادلوك عدم الاحترام بعدم احترام، حتى تتعلم بعد ذلك».

همّ الحقائب
تسافر أم خالد مع أسرتها كل صيف، وتعمل على الإعداد للرِّحلة مبكراً قبل انتهاء الاختبارات بفترة كافية، لكنَّها تقول: «سرعان ما يظهر جشع غريب، وطلب مال على كل خدمة سواءً كانت كبيرة أو صغيرة، وكأننا لا نتعب بأموالنا، وكأنهم يعرفوننا من ملامحنا أننا خليجيون، بل إنَّ البعض يعرف أننا سعوديون تحديداً، ومن ذلك الوقت تبدأ المعاملة تختلف، وربَّما نتعرَّض لبعض المحتالين لولا انتباه أولادي إليهم جيداً».
تشاركها الرأي أم عبدالله التي أعلنت أنها تتعب كثيراً سواءً في البلدان العربيَّة أو الغربيَّة؛ لأنَّها لا تتخلَّى عن عباءتها الخليجيَّة، وبمجرد أن تحط قدمها في مطار البلد الذي تذهب إليه تبدأ المعاناة مع التاكسي، لكن خبرتها في السَّفر تجنِّبها الكثير من المواقف المحرجة، وعن ذلك تقول: «ألاحظ في عيون البعض محاولة استغلالي، لكنني أتجاهلها، وأتعامل معهم بكل ما هو قانونيّ في بلدانهم، فالسَّفر أولاً وأخيراً ثقافة يجب تعلُّمها».

السَّفر ثقافة
يؤكِّد أستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم الدكتور عبدالعزيز المشيقيح، أنَّ هناك ثقافة للسَّفر يجب أن يعلمها الآباء لأبنائهم الصِّغار، منها إفهام الأولاد أنّ السَّفر تغيير في طريقة الحياة التي اعتادوا عليها؛ كمكان الإقامة، والفراش، والطَّعام، والناس، وما يقومون به من أعمال.
كل يخدم نفسه بنفسه، علموهم كيف يتصرَّفون، ويتعاملون مع بعضهم، ومع غيرهم في السَّفر، فإذا تخاطبوا مع غيرهم قالوا: «شكراً، ومن فضلك، ولو سمحت، وآسف»، وإذا تخاطبوا مع بعض، فعلوا ذلك بصوت خافت».

يضع أستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم الدكتور عبدالعزيز المشيقيح عشرة نصائح قبل السفر:
1- التخطيط المسبق للسَّفر بالعائلة باتخاذ قرار جماعيّ إلى المكان الذي يرغبون في قضاء عطلة الصَّيف فيه، فيجمع الأبناء معلومات عن الأماكن التي سيزورونها من الكتب والإنترنت، ويشترون دفتراً خاصاً لتدوين مذكَّراتهم عن الرحلة.
2- الاهتمام بالتأشيرات وصلاحياتها ومدَّتها
3- المحافظة على وثيقة السَّفر، فسجِّل وصولك لدى سفارتك أو أحد القنصليَّات،مما يوفِّر عليك جهداً كبيراً في حالة فقدانه.
4- عدم حمل المبالغ والأشياء الثمينة في التنقُّل، والاكتفاء ببطاقات «كريدت كارد»، ولا تكن بطاقة حسابك الرسميّ في البنك.
5- عدم حمل الأمتعة الزَّائدة.
6- قراءة أنظمة وقوانين البلد الذي سيتم السَّفر إليه.
7- الالتزام بمبادئك وشعائرك الدينيَّة.
8- عدم ارتياد الأماكن المشبوهة.
9- الاهتمام بالتدوين والتسجيل الكتابي.
10- تربية وحفظ العائلة في السَّفر عن طريق ما يتلقونه من تعليمات؛ للحفاظ على السَّلامة الشخصيَّة.