مسجد "الحسن الثاني" يغدو ظاهرة في رمضان

2 صور

تزامناً مع الشهر الفضيل، يخصص الناس في المغرب وقتاً لقراءة القرآن الكريم، وذكر الله، والاستغفار والتسبيح، والصلاة. ومع بدايات رمضان تفيض المساجد بالمصلين من كل الأعمار، ويصبح من الصعب إيجاد مكان، حيث تمتلئ جنبات الشارع بصفوف المصلين، وتتوقف حركات المرور في الشوارع القريبة من المساجد.

حلقات الدروس
تنظم في المساجد بجميع أنحاء المغرب، بعد كل صلاة ظهر مباشرة، حلقات الدروس، في حين يجتمع المصلون بعد صلاة العصر لقراءة القرآن الكريم بشكل جماعي، وهي ظاهرة تكاد تختص بها المساجد في المغرب، وبعد صلاة العشاء يحرص المغاربة على أداء صلاة التراويح. ومن التقاليد الدينية المتبعة منذ قرون في المغرب أن الناس يختارون، وقبل قدوم رمضان، الإمام الذي سيصلون خلفه صلاة التراويح طيلة الشهر الفضيل.

وجهة المصلين
التراويح في «مسجد الحسن الثاني»، ثاني أكبر مسجد في المغرب وشمال إفريقيا، لها نكهة خاصة في رمضان، حيث تقبل أفواج الصائمين؛ لأداء صلاة التراويح في هذا المسجد بالذات. وفي الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان يصل عدد المصلين إلى أكثر من 200 ألف شخص، يأتون من الدار البيضاء والرباط والمدن الأخرى المجاورة، ويتناول بعضهم إفطارهم في المسجد؛ ليصلّوا قريباً من الإمام؛ للاستمتاع بالأجواء الروحانية، كما يتميز بإمامة الشيخ القزابري، الذي له صيت ذائع بالمغرب؛ لتمكنه وإلقائه المميز.

معلمة تاريخية
مسجد الحسن الثاني هو أكبر مسجد في المغرب، وسابع أكبر مسجد في العالم، مئذنته أندلسية الطابع، ترتفع 210 أمتار - 689 قدماً، وهي أعلى بناية دينية في العالم. وقد اكتمل بناؤه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414/30 أغسطس 1993، في فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني.
تشكل الأبنية الملحقة بالمسجد مَجْمَعاً ثقافياً متكاملاً، وبُني جزئياً على البحر بمساحة 9 هكتارات (أفدنة)، ويضم قاعة للصلاة، قاعة للوضوء، دورة مياه، مدرسة قرآنية، مكتبة، متحفاً، وأكاديمية لدراسة الصناعة التقليدية. بالإضافة إلى تلبيسه بزخارف «الزليج»، أو فسيفساء الخزف الملون، على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها، والحفر على خشب الأرز، الذي يجلِّد صحن المسجد، وأعمال الجبس المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز.

الدروس الرمضانية
هناك تقليد معروف في المغرب، أصبح سائداً منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث بادر الملك الحسن الثاني بتنظيم «الدروس الرمضانية» خلال أيام الصوم، وهي دروس يحضرها علماء وفقهاء من جميع أرجاء العالم العربي والإسلامي، حيث تختار نخبة منهم؛ لإلقاء دروس أمام الملك في القصر بالرباط، أو في «مسجد الحسن الثاني» بالدار البيضاء، ويحضر الدروس رجال الدولة وأعضاء الحكومة، وتتم مناقشة تلك الدروس التي تُلقى، في حضرة الملك، في اليوم التالي بين العلماء الحاضرين. وقد حافظ الملك محمد السادس على التقليد نفسه، وعلى التسمية نفسها. وتنقل الدروس بعد صلاة العصر مباشرة على أثير الإذاعة والتلفزة المغربية.
 

تعرفي على المزيد من تاريخ المساجد