تغلب ظاهرة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان على بيوت الكثير من العائلات الفلسطينية، خاصة في غزة، ويعمد الكثير من الأزواج إلى تخصيص إجازاتهم السنوية من أعمالهم ووظائفهم؛ حتى تتوافق مع هذه الأيام، ويتفرغ الأزواج للعبادة وهم لا يدرون أنهم يحولون زوجاتهم إلى بطلات، ويعرضونهن لمواقف طريفة بعضها يحمل اسم البطولة.
فـ«سيرين عبد الله»، وهي أم لخمسة أطفال، تخلصت كما تقول من فوبيا الصراصير؛ بسبب اعتكاف زوجها وغيابه عن البيت، حيث وجدت صرصوراً كبيراً في موعد السحور، وبسبب غياب زوجها الذي كان يقوم بعملية قتل الصراصير بالشبشب، وهي تعاني الخوف والهلع، فقد تجرأت لأول مرة في حياتها، ووسط صراخ صغارها، وقتلت الصرصور أمام أعينهم، وهي لا تصدق نفسها.
وربا عبد المجيد، وهي متزوجة منذ عشر سنوات، وفي كل مرة تترك مهمة تغيير أنبوبة «البوتاجاز» لزوجها، والذي حاول مراراً أن يعلمها تغييرها وحدها، فقد فوجئت بنفاد الأنبوبة في غياب زوجها عن البيت، فقامت بتغييرها، وهي تتذكر الخطوات التي كان يقوم بها زوجها وهي تقف متفرجة، ومن ضمنها الاطمئنان على عدم تسرب الغاز باستخدام فقاعات الصابون.
وتقول ليلى الهوبي: «تصالحت مع أهل زوجي في غياب زوجي في المسجد معتكفاً، فقد كنت لا أطيق زيارتهم أو المبيت عندهم، ولكن بسبب قراره الاعتكاف هذا العام فكرت في زيارتهم، وشيئاً فشيئاً اقتربت منهم، ووجدتهم على عكس ما تصورت، وأصبحت أقضي ليلي ونهاري بصحبة أخوات زوجي اللاتي هنّ في سني ولم يتزوجن، وكنت أعتبرهن أعداء لي».
أما ميساء عبيدات فتقول: «اعتكاف زوجي هذا العام ترك لي فرصة تغيير ديكور البيت وطلائه؛ لأن زوجي يكره رائحة الطلاء، فانتهزت اعتكافه وقمت بطلاء البيت؛ حتى لا يتضايق زوجي، وحين يعود للبيت من الاعتكاف يجد لمسة جديدة في البيت.
ماذا عن اعتكاف المرأة؟ تعرفي على حكم اعتكاف المرأة في المسجد؟