موظفو اليوم.. "فلو مي" و"اعملي لايك"

21 صور

أيام زمان كان الواحد منهم يضيّع وقته بالحديث مع زميله، والويل الويل لمن يعترض، أما هذه الأيام؛ فغالبية الموظفين مشغولون بترقيص أصابعهم على مفاتيح موبايلاتهم أو «كيبورد» كمبيوتراتهم، من موقع إلى موقع ومن حديث إلى آخر، والناس ينتظرون!

في السعودية: إشارات بالأصابع
قد يترك الموظف مكتبه ويختلي بعيدًا للحديث براحته، حتى أن الفنَّان محمد المنصور؛ اعتبرها ظاهرة خطيرة أيضًا، فكل من تقابله محني الرأس ومشغول بترقيص أصابعه، فعندما كان المنصور يتمم معاملة في إحدى الدوائر الحكومية؛ فوجئ بأربعة موظَّفين مشغولين بهواتفهم النَّقالة، سأل الأول: «أين أتابع معاملتي؟» رفع رأسه واكتفى بإشارة من إصبعه إلى شخص آخر، الذي حوّله بدوره إلى الثالث؛ فتعب وجلس، فخجل الموظَّف الأول، وقال له «اؤمرني»! يعلّق المنصور: «خرجت، واقترحت منع استخدام الهواتف الذكيَّة أثناء الدَّوام». 
ورغم أهمية الهواتف النقالة وتقنياتها الحديثة، إلا أن الإعلاميَّة هناء الركابي؛ لا تبرر استخدام البعض لها بشكل مبالغ فيه أثناء الدَّوام، تستدرك: «أتذكَّر أنني كنت في المطار، ومعي مجموعة من المسافرين، وكان الموظَّف يتحدَّث إلى أحد أصدقائه عبر الهاتف في أمور خاصَّة، وبصوت مرتفع، وامتد حديثه دون أن ينهي أمور المسافرين الذين ملَّوا من الانتظار، وعندما بدأوا بالتذمر، انتبه واعتذر وأنهى أمورهم». 

في الإمارات: يجدون وقتاً لأعمالهم الترويجية الخاصة
تضطر سيلفيا دون، سكرتيرة في مكتب صغير بدبي، للبقاء وحيدة 8 ساعات يومياً، حيث المدير يأتي لساعتين ويغادر، فكونت لنفسها صفحة تديرها بمفردها؛ تبث فيها معلومات مفيدة وغريبة، ولها ما يقارب من الـ100 ألف متابع، تستدرك سيلفيا: «أنا الآن بصدد إطلاق صفحة جديدة خاصة بي، ولكن ستكون ربحية هذه المرة لأبيع فيها إكسسوارات من تصميمي وتصميم صديقة». 
 
في البحرين: إلى أن تنتهي الطبخة!
موظفو الدوائر في البحرين، يتركون المراجعين بلا أدنى مبالاة، ويثرثرون على الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، فلا ينسى الإعلامي جهاد الرحيم، في صحيفة الوطن، ذلك اليوم الذي وقف فيه بقسم الجوازات، حيث تركته الموظفة وراحت تتكلم على الهاتف الذكي مع والدتها، حول «طبق اليوم» ومقاديره، وطريقة تزيينه، ثم بدأت بإرسال صور لأطباق ووصفات، يتابع.. «انتظرنا حتى أخبرتها والدتها أن الأكل جاهز، بينما أوراق المراجعين تتكدس، ثم رفعت رأسها وهي مبتسمة لتقول: (السموح)، عندنا ضيوف على الغدا». 

في فلسطين: انفجارات وأهداف 
مشاحنات في المكاتب تصل إلى حد العنف، الذي يدل على عدم الالتزام، فحين ذهبت سهاد واكد، مدرسة متقاعدة، لإنهاء إجراءات معاشها، وقفت أمام الموظفة التي ستضع الختم الأخير على أوراقها، فوجئت بها تصرخ بصوت عال: «وااااااااااااااااااااو»، ليتبين لي أنها كانت تتابع مباراة عبر هاتفها الذكي، وتسمع لتعليقات المذيع عبر السماعات، ويبدو أن هدفاً قد أصاب فريقها المفضل. 
ثم فوجئ حسام سالم، صحفي شاب، أمام دار سينما بموظفين ومراجعين يلتفون حول هاتف ذكي ويتابعون أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل تركي، يعلّق: «شاركتهم المتابعة ونسيت الأمر الذي جئت من أجله في تلك المؤسسة». 

خسارة اقتصادية
في السعودية، يرى المستشار الاقتصاديّ الدكتور علي بوخمسين، أننا لو احتسبنا أنَّ الموظَّف يستغرق في مكالماته بالهاتف النقَّال نصف ساعة فقط، وربما تستغرق الموظَّفات أكثر من ذلك يومياً؛ فإن هذا يعني أنَّه يستغرق معدل «6%» يومياً من وقته بدون فائدة حقيقيَّة للمراجعين، أي أنَّه يصرف معدل «11» ساعةً شهرياً، بمتوسط عمل «22» يوماً بالشَّهر، أي معدل «132» ساعةً سنوياً، وهذا يعني أنَّه يصرف ما يعادل فترة عمل لمدَّة شهر تقريباً بدون أيّ إنتاجيَّة على مدار العام، يتابع بوخمسين: «بلغة الأرقام؛ فإنَّها ستعادل مبلغاً ربما يصل إلى «21» مليار ريال، وهو يمثِّل رواتب الدولة لموظفيها لشهر». 

الإحصائية
أجرت سيدتي استفتاءً على 400 عينة عشوائية من البلدان العربية المشاركة، حول ملاحظاتهم عن أهم الأمور التي تشغل الموظفين والموظفات وتلهيهم عن متابعة واجبهم، فكانت النتائج كالآتي: 
35 % يتابعون حلقات لمسلسلات مدبلجة قبل عرضها، ويتحدثون بخصوصيات أسرهم.
32 % يحادثون أصدقاءهم على الفيس بوك وتويتر، ويرسلون الصور ومقاطع الفيديو.
25 % يستخدمون الواتس أب للثرثرة العادية ونقل الأخبار والتحيات. 
19 % يمارسون الألعاب الإلكترونية، ولعب الورق.