في ظل الانفتاح، الذي نعيشه حالياً لاسيما بوجود الإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي المتعددة، تشعر الأم بالقلق إزاء بعض تصرفات ابنتها، فتحتار كيف تعزز قيمة الحياء لديها، وتمنع عنها أي تأثر سلبي قد يصيبها من صديقاتها، أو من المحيط الإلكتروني، الذي تمضي فيه معظم أوقاتها... وقد تتبع بعض الأمهات سياسة المنع في بعض المواقف، ما ينتج عنه كبت تعانيه الفتاة ربما يؤدي بها لنتائج عكسية... وقد تغلق البعض الآخر منهنّ مختلف أبواب الانفتاح من البداية ما قد يجعل الفتاة انطوائية وخجولة.
"سيدتي نت" تطلعكِ في الموضوع التالي على أهمية وكيفية تعليم ابنتكِ خلق الحياء، وعلى الفارق بين الحياء وهو خلق محبب بل هو زينة كل فتاة، وبين الخجل الذي قد يعتبر في بعض الحالات مرضاً اجتماعياً... فتابعي معنا السطور التالية:
تخبرنا الاستشارية النفسية ومدربة التنمية البشرية للنساء والفتيات، والداعية حنان القطان أنّ موضوع العفة والحياء هما من أكثر المواضيع التي تحتاج المجتمعات إلى تسليط الضوء عليها.. خاصة في زمن زادت فيه المغريات البصرية عبر الفضائيات والإنترنت والصحف، بعدما أصبح العالم قرية واحدة. فضلاً عن صديقات السوء هنا وهناك.
حياء لا خجل
الحياء يختلف عن الخجل؛ لأنّ الخجل مرفوض.. فهو أن تخجل من قول وفعل الحق لأي سبب نفسي أو اجتماعي، وأما الحياء فلا يمنع من فعل الخير والصواب، إنما يصون النفس من فعل وقول كل ما هو مستقبح لا ينبغي للإنسان قوله أو فعله.
دور الأم
للأم دور كبير في تعليم الفتاة قيمة الحياء والتفريق بينها وبين الخجل الذي قد يطيح بشخصية الفتاة، فبعض الأمهات _هداهنّ الله_ يخلطن بين الخجل والحياء، فباسم الحياء يمنعن بناتهنّ من إبداء آرائهنّ، ومن أشياء كثيرة فيها الخير الكثير لهنّ.. فعليهنّ أولاً فهم المفهومين بدقة، بحيث تربى الفتاة بتوازن بعيداً عن الانغلاق المميت الذي قد يجعل الفتاة خجولة فاقدة لهويتها وشخصيتها منطوية على نفسها لا رأي لها، وبعيداً أيضاً عن الانفتاح المقيت الذي قد تضيع فيه الفتاة بدون وجود من يوجهها أو ينصحها خاصة إذا وجدت حولها أصدقاء السوء والإعلام الهدام فتفقد الفتاة حياءها وتضيع راكضة خلف شهواتها وميولها.
طرق غرس الحياء:
فأول دور يجب على الأم الانتباه له وهي تغرس هذه القيمة في بناتها ألا تنهى عن شيء وتأتي به.. فعليها هي أولاً أن تتحلى بالحياء والعفة ويكفيها أثر على بناتها رؤيتها في مواقف في الحياة تترجم لهنّ العفة والحياء، ثم عليها رواية القصص فالقصص الهادفة ترسم في خيال البنت المراهقة القيم التي يصعب علينا شرحها، ولا تنسى التحفيز والتشجيع المستمر لأي موقف تراه من فتياتها أو أولادها يكون فيه خير وخلق رفيع. وكذلك عليها بالحوار البناء معهنّ إذا رأين مشهداً في التلفاز أو موقفاً في السوق وغير ذلك، عليها أن تناقشه معهنّ، ثم تقوم بتوجيههنّ؛ فالتوجيه خاصة الغير المباشر يجعل الفتيات هنّ من يكتشفن الخير ويفرقن بين الخير والمنكر فيحببن العفة والحياة، ويحتقرن وينفرن من كل سلوك تتبعد صاحبته عن فطرة الحياء والعفة.
سلوكيات تقطر حياء:
أما عن كيفية تعليم الفتاة الأحكام الشرعية المرتبطة بهذه الأخلاق الكريمة تخبرنا القطان أنه يكون عن طريق استيعابها فهي تميل للزينة بالفطرة وعلينا أن نجعلها تفخر بأنوثتها وجمالها، ونعلمها مهارات الضوابط الشرعية من صون النفس عن غير المحارم وكيف تكون الزينة المسموحة والغير مسموحة، وطبيعة العلاقة أيضاً مع المحارم، وطريقة الكلام واللباس في كل من البيت، مع الصديقات، في السوق وغيرها فهذه المهارات تكتسبها من أمها، ولا يجب أن تغفل الأم عن حقيقة الالتزام بطاعة ابنتها لله فعليها أن تحببها بخالقها، وتمهد لها الأرض الخصبة لتلقي أوامر المولى في عشق وانقياد.. وشريعتنا لا تتعارض مع فطرتنا إنما وجدت لتهذب حياتنا وتجعلها أسعد وأجمل. كذلك شغل وقت الفتاة بكل ما ينفعها يجعلها بعيدة عن توافه الأمور.