شاهد.. فيديو يحقق حلم طفلة لاجئة ويأخذها من بين القمامة لمقاعد الدراسة

تواظب على دروسها رغم ظروفها الصعبة
حليمة تدرس فوق أكوام النفايات
حليمة على مقاعد الدراسة
الطفلة السورية اللاجئة حليمة
5 صور

تمكن مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً على نطاق واسع، من تحقيق حلم طفلة سورية لاجئة في تركيا، بعد أن أظهرها وهي تدرس فوق "كومة نفايات"، وتقوم بتدوين ملاحظات على دفترها وسط أكوام القمامة التي تبحث فيها عادة لاستخراج ما يمكن أن يساعد عائلتها، حيث تعتبر هذه الطفلة أكبر إخوانها وأخواتها الـ6، الذين يعيشون حالياً مع أبويهم في حيّ "أرناؤوط كوي" بالجزء الأوروبي من مدينة إسطنبول غربي البلاد، والذين جاؤوا إلى تركيا هرباً من دمار الحرب في سوريا.

وبحسب ما نشرته صحيفة الـ"ديلي ميل "The Daily Mail البريطانية، ونقله عنها موقع "عربي بوست"، فقد بدأت قصة الطفلة السورية "حليمة جمعة"، البالغة من العمر 11 عاماً، عنما شاهدها أحد المارة خلال الأيام القليلة الماضية، وهي تقوم بجمع ما تستطيع جمعه من بين أكوام النفايات لتساعد عائلتها على العيش، وحينها كانت قد توقفت عن العمل، وجلست فوق أكوام النفايات تلك، وبدأت بمراجعة بعض من دروسها، وعلى الفور، قام هذا الشاب بتصويرها بهاتفه الجوال، لينتشر الفيديو بشكل كبير بين رواد التواصل الإجتماعي.


هكذا تغيرت حياة حليمة ..
بعد انتشار الفيديو للطفلة السورية، الذي يصورها وهي تدرس بجد وتخط بقلمها في دفترها وسط ركام المهملات، وصل إلى السلطات التركية، التي غيرت حياة "حليمة" تماماً بعد ذلك، حيث قامت سلطات التربية والتعليم التركية، بالتدخل السريع لتجد مقعداً في إحدى المدارس للاجئة الصغيرة، بالإضافة إلى أن المسؤولين في مجلس البلدية، أكدوا بأنهم سيتكفلون بنفقات تعليم حليمة كاملة.

من أكوام القمامة إلى مقاعد الدراسة ..
وبحسب ما وضحته وزارة التربية التركية، بأن الطفلة "حليمة"، من عائلة لاجئة سورية، اضطرت للفرار من جحيم الحرب في بلادها إلى تركيا، وأجبرتها سوء الأوضاع المادية لعائلتها على العمل وسط القمامة لتبحث عن الأوراق والكرتون لبيعه وإعالة عائلتها، وبعد أن ساعدتها السلطات، بدأت حليمة مشوارها التعليمي رسمياً يوم الأربعاء الماضي 26 أيلول / سبتمبر 2018، وحسب تقارير إعلامية محلية، فإنها وصلت مع عائلتها إلى تركيا قبل قرابة العام، ولم تكن قادرة على دخول المدرسة نظراً لوجود خطأ في أوراق التسجيل والثبوتيات.

السعادة تملأ قلبها ..
وعبرت "حليمة" عن مدى سعادتها بعد أن علمت بأنها ستدخل المدرسة، وقالت إنها متشوقة لأنه سيتسنى لها الاطلاع على الكثير من الكتب في هناك، ومن جانبه، فقد قال والدها "عبد الرزاق جمعة" لوسائل الإعلام التركية: "أردت لأطفالي الذهاب للمدرسة وتضايقت جداً لأن معظمهم لم يمكنه ذلك. وحليمة بدأت مدرستها الجديدة اليوم وأنا أطير فرحاً، فهي الآن ستتمكن من التقدم في الحياة، والآن من بعدها أرجو أن يتمكن كل أطفالي من دخول التعليم الحكومي".

ومن الجدير بالذكر، أن المدارس التركية تستقبل مع بدء العام الدراسي الجديد 2018-2019 أكثر من 600 ألف طالب سوري في مدارسها. وحسب معلومات من وزارة التربية التركية فإن قرار دمج الطلاب السوريين في النظام التعليمي التركي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الدراسي الماضي 2017-2018. كما ألزمت وزارة التربية التركية السوريين بتسجيل أبنائهم في المدارس الرسمية، وتكثيف الدروس باللغة التركية في مراكز التعليم المؤقتة. وحسب معطيات مديرية دائرة الهجرة العامة في أنقرة، فإن عدد السوريين المقيمين في تركيا، الذين هم في عمر التعليم، يبلغ مليوناً و47 ألفاً.